سيدي سليمان في مواجهة الفيضانات
في آخر للتطورات التي يشهدها الغرب اشراردة بني حسن وإلى حدود الثلاثاء 09/02/10 وفي الأسبوع الثاني على التوالي حيث تعيش المدينة على إيقاع الفيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب ماء بهت ، حيث غمرت المياه جل المناطق بالمدينة :أولاد مالك وأولاد الغازي وجزء لا يستهان به من حي خريبكة، وأصبحت أكثر من1000 عائلة بدون مأوى أما خارج المدار الحضري فقد وصل الرقم إلى ما يقارب1785 عائلة متضررة همت عدد من الدواوير والمناطق : العوابد ،سيدي حكوش،بومعيزوالصفافعةوالقصيبة وغيرها ولا زال الغرب برمته مرشح للأسوأ بالرغم من مجهودات السلطات المحلية وتضامن السكان والمجتمع المدني ومبادرات شخصية لبعض المحسنين.
وقد تم إيواء المتضررين الذين وصل عددهم إلى 500 فرد بالكنيسة وكوريال معمل للبرتقال داخل المدينة ، أما خارج المدار الحضري فقد أعدت عدة مراكز للإيواء في سيدي يحيى الغرب وسيدي حكوش مثلا أومراكز للخيام في الأماكن الأكثر تضررا كالقصيبية والعوابدة وبومعيز والصفافعة. مجهزين بالأغطية والأفرشة المناسبة للظرف الذي تمر منه المنطقة والتطبيب والأغذية اللازمة للأفراد المنكوبين، ولابد الإشادة بالدور التي تقوم به السلطات المحلية بجميع مكوناتها في السرعة في تنفيذ الأوامر وروح المبادرة والتضامن، وكذا تدخل المجتمع المدني بكل مكوناته أيضا للاستماع لمشاكل الناس وحلها مع السلطات المعنية كما تقوم بذلك الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان الفرع المحلي وجمعيات أخرى كجمعية الكرة الحديدية بالمدينة التي لعبت دورا يشاد به في استباقها للبحث عن الدعم المادي من عدد من المحسنين وجعلت من مقرها المحادي للكنيسة مطبخا ومستودعا للأغدية للأهالي المتضررة ومكان للتلاقي حول مضامين كل وسائل الدعم والتضامن، ولا يمكن التطرق لجميع جمعيات المجتمع المدني بل اقتصرنا على نموذجين لضيق المجال ، وإذا كان لكل كارثة طبيعية مشاكلها فقد بدأت تظهر بعض الصعوبات من قبيل التمدرس للتلاميذ المتضررين من الفيضانات بسبب بعدهم عن مدارسهم وإتلاف معداتهم المدرسية أو النساء المرضعات أو الحوامل أو قلة المراحيض أوالأمراض المزمنة وغير ذلك.
بقي أن نشير أن هول الكارثة لا ينسينا عدم الانتباه للمؤسسات خاصة منها التعليمية التي يلجها التلاميذ بالرغم من تقادمها أو إنشائها حديثا بالمدينة حيث بدأت تظهر عليها شقوق تندر بكارثة أخرى لا قدر الله اذا ما انهارت، تحديدا وعلى سبيل المثال: إعدادية السلام وسط المدينة التي تؤم أزيد من2000 تلميذ و تلميذة ،والملاحظ أن المسؤولين بالنيابة الإقليمية لم يقوموا بتحركات ميدانية لحدود الساعة لتفقد المنشآت التعليمية واتخاذ التدابير اللازمة قبل وقوع الحادث،وبدأ يروج بالفعل أن هؤلاء التلاميذ سيغيرون مؤسستهم للالتحاق بإعدادية عمر بن الخطاب .
وإذا سلمنا بكارثة الفيضانات كقضاء وقدر فلا يمكن أن نسلم بالسماح للبناء العشوائي في قلب المدينة وعلى بضعة أمتار من واد بهت وطول شريطه في خرق واضح للقوانين الجاري بها العمل، ودون مراعاة لأبسط شروط الكرامة والإنسانية ودون تحديد للمسؤوليات . ولا يمكن منذ الآن أن نترك المؤسسات التعليمية لقضائها وقدرها وننتظر ضحايا جدد من تلاميذ اثر انهيار مؤسساتهم لنحدد بعد ذلك مسؤوليات قد لا تفيد في شيء.