التلفزيون المغربي والتنشيط الثقافي
ـــــــــــ
يعاني التلفزيون المغربي من الكثير من النقائص . لعل أبرزها ، في نظر العديد من المشاهدين ، نقيصة ألا يكون في تلفزيوننا برنامج ثقافي يستقطب المشاهد المغربي بطريقة تراعي خصوصية البث التلفزي الاحترافي ، والكفاءة "الثقافية" للمنشط و"مقبوليته" التلفزية، والحاجات الثقافية للمشاهد المغربي . والواقع أن هذه الشروط نادرا ما تتحقق في قنواتنا .
غير أن الشاعر : عدنان ياسين ، مقدم برنامج "مشارف"، قد يكون ، ربما أحد الاستثناءات النادرة في هذا الميدان (يمكن أن نذكر أيضا الروائي محمد الهرادي، والكاتب نور الدين أفاية والصحفي حميد برادة ... )
استطاع ياسين عدنان، أن يثبت، حلقة بعد حلقة، أنه منشط ناجح على مستوى الإعداد الجاد لحلقات البرنامج، وطريقة التقديم ، ونوعية الأسئلة التي يطرحها على ضيوفه ، واتساع ثقافته التي تسمح له بسايرة اتجاه النقاش ...الخ
شخصيا يذكرني منشط "مشارف"، بأدباء مقدمي برامج ناجحين في القنوات الشرقية (الشاعر زاهي وهبي ـ الروائي أحمد علي الزين ـ الشاعر أحمد الشهاوي ـ الشاعر جمال الشاعر...)
استضاف عدنان ياسين في إحدى الحلقات الأخيرة للبرنامج ، الناشرة والكاتبة اللبنانية لبنى كريدية . وكانت حلقة ناجحة بكل المقاييس، ألقت الضوء على طريقة اشتغال الناشرة والمعاييرالجمالية والفنية والفكرية في اختيارها للكتب التي تنشرها، واكتشافها للثقافة المغربية ، وإعجابها بالشعر المغربي على الخصوص والدواوين المغربية التي نشرتها ووزعتها في الأقطار العربية ( لنجيب خداري ـ محمود عبد الغني ـ نبيل منصر ـ
رشيد المومني...) ، وغيرها من المواضيع التي تطرقت إليها الحلقة .
يبقى أن مدة الحلقة قصيرة، فهل بالإمكان تمديدها لتناسب طبيعة البرنامج ، ولمعالجة القضايا بعمق أكثر، خصوصا وأن فقرة الإصدارات الجديدة تقتطع منها جزءا مهما ؟
على كل، تحية لعدنان ، ومزيدا من التألق .