:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 21 - 4 - 2009
المشاركات: 36
|
نشاط [ abouadnene ]
معدل تقييم المستوى:
0
|
|
22-05-2009, 10:55
المشاركة 144
السلام عليكم ورحمة الله
جل الاوضاع متشابهة بالوسط القروي، الحقيقة مزرية في بعض المناطق الى حد تدفع بالاستاذ الذي لم يستأنس بالمحيط الى الانتحار، وهذا ما وقع لصديقين .
فالاول من مدينة سلا، خريج مركز تكوين المعلمين والمعلمات العكاري الربا ط فوج 85. عين بطاطا، كان رحمه الله من بين الاصدقاء المرحين، عمره انذاك لم يتجاوز 22 سنة، خفيف الظل، سريع النكتة، كانت تجمعني به خشبة المسرح .
خلال رحلتنا من الرباط الى طاطا، كنا نتجاذب اطراف الحديث عن الايام التي قضيناها بالمركز، وعن تلك السهرات التي بقيت راسخة في ذكرياتنا، وعن فراق الاهل والاصدقاء والاحباب،
وزعنا الى اماكن تعييناتنا،وكان من نصيبه م/م تليت بفم زكيد، لم اعد اسمع عنه خبرا لبعد المسافة الفاصلة بيننا ولقلة وسائل النقل في تلك الفترة، وقبل نهاية السنة الميلادية فوجئت بزيارته لي، كانت مفاجأة كبيرة في الحقيقة، لكن لما سرد علي اخباره ، تالمت لحاله، فقد غادر مقر عمله باتجاه مراكش، وفي ليلة من الليالي حاول الانتحار بتجرعه لكمية كبيرة من الاقراص، فغاب عن الوعي لمدة اثارة شكوك صاحب الفندق الذي استدعى الشرطة ، فكسرت الباب ووجدت الصديق مغما عليه، حيث نقل بوجه السرعة الى اقرب مستشفى ، حيث تمت عملية غسل معدته ، وحين استفاق وجد امامه ممرضة ساهرة على حياته، فانهال عليها ضربا، معللا ذلك( علاش عتقتوني، خليوني نتاحر) ولم يخلى سبيله الا بامضاء محضر لدى الشرطة .
كما اخبرني عن محاولة انتحاره الثانية والتي باءت ايضا بالفشل، فقد كان يحقن ذراعه بمحقنة فارغة( كان يحاول ادخال الهواء الى العروق) لكن دون جدوى، والدليل على ماكان يقول، وجود محقنة فارغة وفوطة مملوءة ببعض البقع من الدم في حقيبته.
ارغمته على الذهاب الى الحمام، كانت ليلة حزينة، فصديقي اصبح غريب الاطوار، تنتابه حالات ، فارقته تلك البسمة، والنكتة المرحة، تراه غائبا شاردا وكأنه يحمل على عاتقه ثقلا،ويا للاسف، لم اكن ادري ما كان عازما على تنفيذه في قرارة نفسه،
حلت عطلة رأس السنة الميلادية،جمعت حقيبتي استعدادا للسفر، طلب مني مفتاح المنزل الذي اكتريه، لم يحضى به ، لانني لم اكن اسكن لوحدي، فزملائي لا علاقة لهم به، وكان هذا مبررا.
ودعته على امل اللقاء بعد العطلة..
ساعود ....
|