موضوع مهم جعلني أفكر في دور الأسرة والمدرسة باعتبارهما أبرز مكونات التنشئة الاجتماعية، وهي كما تعرف عملية يتم من خلالها استدماج المعايير و القيم في حياة الفرد ليبني هويته الاجتماعية وتعتبر كنتيجة تفاعل الفرد مع محيطه.
وبالتالي يكتسب الفرد من خلال التنشئة قيما، هذه القيم هي نماذج خاصة بمجتمع معين او جماعة من الأفراد.
فالمدنية هي قيمة التحضر وحب الوطن قيمة معياره الدفاع عنه في حالة الحرب مثلا....
ولهذا أعطى دوركايم أهمية للتنشئة الاجتماعية كما ذكرتم والمدرسة بالخصوص باعتبارها الفضاء المناسب لاكتساب قيم الجماعة.والمعلم يمكن له أن يستغل فضاء المدرسة ليقدم للتلاميذ معنى حياة الجماعة ويجعلهم يشعرون بفائدة وجود جماعة فوق الأهداف الشخصية.
عموما فالتنشئة الاجتماعية ضرورية للمجتمع لأنها تؤمن سيره بشكل سليم. لكنها أيضا تساهم في تمايزهم واختلافهم حيث يتلقى الأفراد تنشئات اجتماعية مختلفة حسب جماعة انتمائهم لأن المجتمع ليس مجموعة منسجمة بل يشكل من مجموعات اجتماعية مختلفة لها ثقافات مختلفة كذلك.
فالمدرسة هي فضاء كذلك لإعادة إنتاج اللامساواة الاجتماعية من خلال المناهج ومحتويات التعليم وو، فهناك طبقات بورجوازية وأخرى شعبية تفرزها المدرسة وهناك تواطؤ ثقافي كذلك بين المدرسين والتلاميذ المنحدرين من أوساط محظوظة وهو الطرح الذي يتبناه بورديو ويعارض فيه فكر دوركايم.
وهو للأسف الحال عندنا في المغرب حيث المدرسة ليست الفضاء المشترك لكل أبنائه حيث تمارس عملية الانتقاء الاجتماعي وذلك بمنحها لشهادة التخرج ، هذه الشهادة تؤهل البعض للتسجيل بأرقى الجامعات لكن في الآن نفسه لا تمثل بالنسبة للآخر أية قيمة لانه بكل بساطة، المدرسة ليست مشتركة.شكرا