شكرا أخي بوشتى على مناولتك لهذا الموضوع ذو الحساسية البليغة، كرغبة في تجاوز الواقع المر الذي ينهش قداسة مهنتنا.
أخي، في اعتقادي، أن أول خطوة يجب اتخادها هو تشخيص علمي، نفسي اجتماعي من جهة بالنسبة لكل الأطر العاملة بالقطاع. وبناءا على النتائج يمكن أن نُقوِّم ما يجب تقويمه. ونفس الشيء يتم بخصوص كل ما يرتبط بالمجال التعليمي، -حسب مجال اختصاص التشخيصي- إما بشكل مباشر أو غيره. كـــــــ : البرامج والمناهج، بنية التحتية للمؤسسات ، الواقع الاجتماعي والاقتصادي للتلميذ ، النظام الأساسي،.......
وكما أردد دائما، فالمجتمع وحدة نسقية تتفاعل فيه مجموعة من العناصر، وتأثر الواحدة في الأخرى. فلن يتأتى هذا التأهيل، سواء في حقل التربية والتعليم أو غيره من المجلات،إلا بالإرادة الحقيقية للتغيير، مؤسسة على سلوك فعلي لتركيس نهج ديموقراطي حقيقي، قوامه تفعيل القوانين، وتعديل غيرها.
ففي ظل غياب ممارسة ديموقراطية حقيقية تساهم في إجبار الفرد على احترام مبادئ الحق والواجب، و التخلي عن الأنانية الشادة ومَرْكزة الواقع حول الذات. لن ننتظر ، تأهيل واقع مهنتنا، أو غيره.
ورغم طهارة البعض ورغبته في التجاوز لهذا الواقع، يبقى فعلهم نسبي نظرا لاكتساح القبح مساحات شاسعة من واقعنا المغربي. مما يجعل حتى هؤلاء إما ينهزمون، أو يصارعون من أجل الحفاظ على بياض سريرتهم وتلك هي المعاناة.
ولا يمكن لمن يوجد وسط الوحل أن يبقى هندامه نقيا.
تقبل مودتي