النظافة الشخصية أساس الوقاية من أنفلونزا الخنازير
د نزار الحداد:
بعد أن انتقلت الكثير من المجتمعات من الحياة الزراعية إلى الحياة الحضرية، وانتقلنا نحن من تصنيف دول العالم الثالث إلى دول العالم الأكثر تحضراً. اعتقدنا أننا تخلصنا من الأمراض المعدية وأصبحت هذه الأمراض من الماضي، وحصراً على الدول الفقيرة.
ولكننا صدمنا في حقبة الثمانينات بظهور مرض الايدز، وفي التسعينات انتشر جنون البقر، ومع بداية الألفية الثانية مرض سارس ثم أنفلونزا الطيور والآن أنفلونزا الخنازير. وكلها أمراض خطيرة وقاتلة. لذلك اتخذت الكثير من الدول والمنظمات الإجراءات للوقاية من هذه الأمراض والحد من خطورة انتشارها السريع الذي توفره لها سهولة المواصلات.
فيروس أنفلونزا الخنازير (h1n1) هو فيروس جديد اكتشف في الولايات المتحدة أولا، ولكن سرعان ما ظهرت حالات مماثلة في المكسيك وكندا وبعد ذلك الكثير من الدول.
سمي هذا الفيروس بأنفلونزا الخنازير لأن لديه تركيبة جينية مشابهة للفيروس المسبب للأنفلونزا لدى الخنازير. ولكن سرعان ما اكتشف أن الفيروس ينتقل من إنسان إلى آخر.
أعراض مرض h1n1 مشابهه لأعراض الأنفلونزا الموسمية العادية. مثل الشعور بالتعب، ارتفاع درجة الحرارة، احتقان البلعوم، الصداع، الرشح والعطس والكحة. إن العديد ممن أصيبوا بهذا الفيروس اشتكوا أيضاً من الإسهال والقيء.
مضاعفات هذا الفيروس قد تؤدي إلى الوفاة في حالة إصابة الجهاز التنفسي. والأكثر عرضة لهذه المضاعفات هم كبار السن والصغار والمرضى المصابين بأمراض تؤدي إلى نقص المناعة.
ينتقل هذا الفيروس مثلما ينتقل فيروس الأنفلونزا العادية عن طريق استنشاقه مباشرة أو بلمس السوائل الخارجة من فم أو أنف المصاب بالأنفلونزا أثناء السعال والعطس. وقد يحتاج الفيروس من يوم إلى سبعة أيام بعد دخوله جسم الإنسان حتى ظهور الأعراض.
تكمن الوقاية من المرض في الالتزام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن أي مصاب بأنفلونزا أو تظهر عليه أعراض الإصابة. لبس كمامات الأنف عند الإصابة بالأنفلونزا، أو حتى الشخص غير المصاب يجب عليه لبس هذه الكمامات في الأماكن المكتظة بالناس.
استخدام المناديل عند العطس والكحة والتخلص منها بصورة نهائية. غسل اليدين بعد العطس والكحة. عند إصابة شخص بالأنفلونزا يجب عليه تجنب الأماكن العامة.
الأدوية المضادة للفيروسات مثل اوسيلتاميقر او زاناميفير فعالة لعلاج هذا الفيروس، وهذه الأدوية قد تمنع مضاعفات الفيروس أيضا. وإلى الآن لا يوجد لقاح لهذا الفيروس ولكن العمل جارٍ لاكتشاف لقاح له ولكن ذلك سيستغرق بعض الوقت.
وان استطعنا إلى الآن الحد من انتشار هذا المرض بسبب الهبة العالمية السريعة، فيجب إلا نتراخى في الحذر عند التعامل مع أي حالة أنفلونزا فد تظهر.
أعطتنا الإمراض المعدية الحديثة الظهور الكثير من الخبرة في التعامل مع هذه الإمراض، ولكننا إلى الآن بعيدين كل البعد عن القدرة على منع انتشار هذه الوبائيات.
- استشاري طب عائلة