في وقفة احتجاجية حضارية من تلاميذ الثانوية الإعدادية التأهيلية الأرز بافران:
الكشف عن سبب من أسباب إفساد المنظومة التربوية و التعليمية
"ما احنا غير أولاد بوزبال.. ماشي من حقنا نكونوا في نفس الحظوظ من التحصيل مع أولاد النخبة من مسئولين و أعيان المدينة... اللهم هذا لمنكر؟".. " في الوقت الذي تتحدث عنه وزارة التعليم عن تكافؤ فرص التحصيل و عن إصلاح منظومة التعليم.. ها انتما قوموا بزيارة للثانوية و بالخصوص في أقسام السنة الثالثة إعدادي و اتشفوا آش واقع من حيف و من وجهيات في عملية توزيعنا كتلاميذ جميعا مغاربة و أولاد تسعة أشهر ... شي أقسام فيها غير أولاد فلان و فلان .. و متعين هم بأحسن الأساتذة و بكل وسائل العمل (كالحاسوبات) و في حجرات كذلك توفر شروط التحصيل و الرغبة في الدراسة.. بعكس حجرات أخرى تلامذتها من أبناء الشعب الكادح يتكدسون كالسردين ما بين 47 و 52 تلميذ مقابل 20 في أقسام من نفس المستوى بها أولاد النخبة المحلية و يا ريث الأمر عند هذا الحد بل حتى أننا في أقسام "بوزبال" كما ذكر زميلنا نعاني من نقص أساتذة لبعض المواد كالفيزياء و الإسلاميات و قد مر شهر كامل من انطلاقة الدراسة.."
كانت هذه بعض التصريحات من عدد من التصريحات التي رددت خلال الوقفة الاحتجاجية المتميزة بالسلوك الحضاري التي قام بها تلاميذ في المستوى الدراسي السنة الثالثة إعدادي بالثانوية الإعدادية التأهيلية بمدينة افران صبيحة الجمعة الأخير بباب النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بعدما استشعروا الغبن و الحيف الذي طالهم من انتقاء في عملية إعداد أفواج هذا المستوى الدراسي.. و كانت الوقفة التي نظمها عدد من التلاميذ و التي رددوا خلالها شعارات عديدة منها على سبيل المثال:"لا للطبقية و النخبوية في التعليم العمومي !"...و " لا لتكريس الفوارق في تكافؤ الفرص في التحصيل الدراسي!"....فضلا عن أخرى تعبر عن سخطهم و تدمرهم من الوضع الإداري المشحون بالميز و التمييز و بالتفضيل فيما بينهم كتلاميذ بمثابة إنذار لما تعرفه عملية إصلاح التعليم من تعثر في مثل هذا النموذج من السلوك الإداري الذي يكرس لمبدأ عدم تكافؤ الفرص و يرجع بنا إلى عهود خلت من الاستبداد و استعباد البشر و الاستعمار..
و مع ذلك لم تلق الوقفة آذانا صاغية حيث اضطر المحتجون الانصراف دون أن يلتقوا بمسئول لمواجهة الموقف أو تقديم مبررات أو تعليل ..و بالتالي يبقى أملهم في أن تفضح الصحافة الوطنية هذا السلوك اللا مدني و اللا إداري... عسى أن تلفت إليه الدوائر المركزية و معها كل الفعاليات الوطنية المدافعة عن الحق في التمدرس و تكافؤ فرص التحصيل الدراسي..
جريدة الخط الأحمر