الثلاثاء 12 يونيو 2007
لازالت تداعيات التدخل الأمني العنيف ضد نساء ورجال التعليم الابتدائي أمام وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالرباط صبيحة يوم الأربعاء 6 يونيو الجاري تلقي بضلالها على الشغيلة التعليمية التي لم تستسغ بعد التدخل العنيف ضدها أثناء تنفيذها لوقفة احتجاجية سلمية أمام الوزارة الوصية ، تدخل أسفر عن عدة إصابات متفاوتة لنساء ورجال التعليم الذين لم يكونوا يتصورون أن آلة القمع ستمتد إليهم لسلخهم بطريقة وصفها الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي محمد بلبهلول بالوحشية . وقد كان لمحمد بلبهلول حصة الأسد من هراوات وعصي رجال الأمن الذين أشبعوا الجميع رفسا وضربا ، حيث خرج من المستشفى بعد إسعافه اثر إصابته على مستوى الظهر والرجل اليسرى، ولازال يعاني من آلام تجعله لايقوى على المشي ، ولازالت آثار وعصي رجال القوات المساعدة بادية على أجزاء من جسده . وقد حصل على شهادة طبية مدتها 25 يوما، كما حصل زميله السليماني ادريس ، الكاتب العام لفرع أرفود لشهادة طبية مدتها 22 يوما سيتم تقديمها للقضاء بعد رفع دعوى قضائية ضد الدولة في هذا الصدد . وفي حوار معه فور مغادرته المستشفى ، أكد محمد بلهبلول قائلا “ لقد عبرنا اليوم على أننا فعلا رجال تربية رغم مصادرة حقنا ورغم التعدي علينا بالضرب الذي أدى إلى إغماء البعض منا وزيارة البعض الآخر للمستشفى عبر سيارات الإسعاف ، لكننا سلكنا أسلوبا حضاريا بكل المقاييس ، لاضعفا منا لأن آلاف الحاضرين كان بامكانهم الرد على من أشبعونا ضربا كدفاع عن النفس إلا أننا امتثلنا لقناعتنا وتربيتنا ، مما يجعلنا متيقنين من أننا سنسلك جميع الإجراءات التي تخول لنا الدفاع عن أنفسنا” ، وأكد أن النقابة ستصعد في برامجها النضالية، وهي رسالة للمسؤولين الذين يجب أن يفهموا أنهم واهمون وأنهم بتصرفهم هذا سيرعبوننا أو سيقللوا من عزائمنا اتجاه الدفاع عن الملف المطلبي». أما عن حيثيات الوقفة ، فقد أكد بلبهلول قيام المكتب التنفيذي للنقابة بكل الإجراءات القانونية والإدارية، إذ تم إخبار كل الأجهزة ، حيث توصلت كل من الوزارة الأولى ، وزارة التربية الوطنية ، وزارة الداخلية باخبارات في الآجال القانونية ، وكذا ولاية سلا زمور زعير وقائد المنطقة الجغرافية التي يقع مقر الوزارة على ترابها بباب الرواح . وأضاف بلبهلول : “كنا نظن أننا بهذه الإجراءات سننفذ وقفتنا كجميع الإطارات النقابية التي تظل بباب الرواح يوميا تمارس حقها في الاحتجاج أمام الوزارة ، كما تعيش الرباط يوميا وقفات في مختلف المناطق لم تتعرض للتعنيف الذي استهدفنا ، مما يجعلنا نتساءل : لم التضييق المستمر اتجاه نقابتنا ؟وهل لمنتسبي المدرسة الابتدائية الحق في التنظيم النقابي ؟ فإذا كان الجواب بنعم ، فلنا المنع ؟ وإذا كان بلا ، فان هذه الفئة من نساء ورجال التعليم لا تنتمي لهذا البلد ومكانها في كوكب آخر وليس المغرب ، فسياسة التعامل بمكيالين مستمرة ، وطريقة المنع تذكرنا بسنوات الرصاص وسنوات مصادرة الحقوق والحريات ، بل توحي بأن حدة تلك الممارسات في تصاعد خطير “ ، واستنكر نفس المصدر بشدة العنف والمنع والتصرفات اللامسؤولة واللاقانونية مطالبا المنظمات الحقوقية والجمعيات بالتدخل لتكريس رهان الديمقراطية في هذا البلد . وحول المنع الذي طال الوقفة الاحتجاجية ، نفى الكاتب العام أن تكون النقابة قد توصلت به ، إذ أنه جرت العادة على أن يكون المنع مكتوبا في الآجال القانونية ،”ولو توصلنا به لكان لنا تصرف آخر ، إذ سنلجأ إلى فضح هذه الحكومة في المحافل الدولية التي تحاول تلميع صورتها فيها ، إلا أن المنع قد أخبرنا به شفويا من طرف الأمن بعين المكان ، وناقشنا طويلا معهم واستفسرناهم عن أسباب المنع ، إلا أن جوابهم ظل هو “ سيرو شوفو هادوك لي منعوكم ، احنا كنفدو الأوامر “ ، منع جاء بصورة اعتبرها بلبهلول همجية عبر تسليط العصي والهراوات على كل نواحي أجساد نساء ورجال التعليم دون تمييز بين امرأة ورجل ، أو شاب وشيخ ، همجية ووحشية ان دلت على شيء فهي تدل على فلسفة أصحاب القرار في هذا البلد الذين يعرقلون أي انتقال ديمقراطي ، همها الوحيد هو مصادرة الحق الذي مارسناه بأسلوب حضاري ، يضيف بلبهلول .وحمل نفس المصدر مسؤولية ما وقع لكل مدبري الشأن العام وخاصة وزير التربية الوطنية الذي اعتبره السبب الرئيسي ، لكون سياسة وزارته المبنية على رفع شعارات فضفاضة قد تؤدي إلى أي شيء ماعدا إصلاح منظومة التربية والتكوين . متهما كل الفاعلين في الشأن العام من سلطة وأحزاب وبعض النقابات بكونها لها اليد دائما في التضييق على مسار النقابة المستقلة . ومن جهة أخرى ، انتقد الكاتب العام ما أسماه “ التعتيم الإعلامي المقصود “ على النقابة المستقلة ، تعتيم تكرر في عدة مناسبات ومحــطات نضالية رغم تبليغ وسائل الأعلام. الرباط: محمد الغازي
الاحداث المغربية
النقابة المستقلة للتعليم تقرر مقاضاة الدولة
المواضيع المتشابهه
