كيف تنتقد الآخر دون أن تجرحه

[chafik2002]

بسم الله الرحمان الرحيم


أحبابي الكرام النقد فن وعلم فكم من نصيحة أراد بها صاحبها تقويم اعوجاج ،فصارت نقمة وفضيحة وخاصة إذا كانت أمام الملأ،وكم من نقد خرب بيوتا وشق صفوفا وأشعل حروبا...

أنت وأنا ،وكل الناس جميعا يكرهون أن ينتقدهم غيرهم،إلا أننا جميعا كثيرا ما نفعل أفعالا تستدعي الانتقاد،فإذا وددت إنتقاد الغير وكان هناك موجب حقيقي لذلك ،فكيف تفعل ،وكيف أفعل؟؟؟


(ما أجمل ثوبك ،إنه يظهرك فاتنة....وإني أرجو أن تحافظي على مواعيد العمل ) هذا ما انتقد به مدير كاتبته حين تأخرت عن وقت العمل ...لقد امتدحها ،وأدخل السرور إلى قلبها أولا،ثم طلب إليها بكياسة ولطف أن لا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه ،مرة أخرى........

جاء شاب إلى أحد المترشحين أثناء حملته الانتخابية كمرشح للرئاسة،ومعه خطبة كتبها بحماسة واعتزاز وكانت الخطبة رائعة حقا في بعض مواقفها ،إلا أنها غير مناسبة لأن تلقى في حملة انتخابية،فهل يرفضها ،فيجرح كرامة الشاب؟؟؟
إليك تصرف الرجل:لقد أثنى على حماسة الشاب ،وأطرى على الخطبة قائلا إنه يوافقه على ما جاء فيها ،لكن الجمهور قد يود بعض الايضاحات عن نقاط أخرى لم ترد في الخطبة كما أن الحزب الذي ينتمي إليه هو الذي يوافق على إلقاء الخطبة أو عدمها،أما هو فسيعمل حاهدا للإنتفاع بها لو غبر الشاب كذا وكذا...من المواقف...وعاد الشاب فكتب الخطبة من جديد مراعيا نصائح المترشح ،الذي أخذها وهذبها كما شاء ثم ألقاها فعلا ....
لو صدم المترشح الشاب وانتقده بشدة دون أن يبين له بعض الأخطاء بلباقة وحسن تصرف أكان ذاك الشاب يعيد الكتاية ؟؟؟طبعا لا امتدحها أولا ،فكسب صداقة صاحبها وهذا بدوره أولاه ثقته ،فأصبح مستعدا لتقبل النقد والعمل بما فيه ....

كم من طفل كانت له أفكار وأحلام تم وأدها بين عشية وضحاها بسب نقد لاذع وتصرف غير حكيم بدعوى أن الطفل لا يعرف ،وبأن الكبير هو الذي يعرف ....

لا شك أنكم تعلمون قصة تلك الزوجة التي كانت تنتظر كلمة شكر لسنوات عن عملها داخل البيت وعن طبخها المميز...ولكن لم تسمعها ولو تلميحا فقررت في يوم من الأيام الإنتقام بطريقتها .....

عند الغذاء أتت بأكل البهائم(تبن) ووضعته أمام العائلة ...جن جنونهم وصرخوا في وجهها :ماهذا ألسنا بشرا ،أنحن بهائما ...فضحكت من قولهم وردت عليهم ببرودة دم:الآن تكلمتم ...أين كنتم مدة خمسة عشرة عاما .....عند ذلك فهموا قصدها.

كان تشارلس شوارب (أمريكي)يزور أحد مصانعه ،فرأى أن العمال يدخنون مع أن يافطة (التدخين ممنوع)كبيرة يستطيع رؤيتها كل واحد منهم، فهي معلقة فوق رؤسهم ...فماذا يفعل؟؟؟

قد يأتي التدخين بنتائج وخيمة على المصنع (حريق مثلا)كما أنه ليس من حسن الإدارة أن توضع التعليمات في المصانع كي يتجاهلها العمال....كان بوسع صاحب المصنع أن يجمع عماله ويقولهل أصابكم العمى ،ألا ترون هذه اليافطة ؟إن الإدارة ستخصم من راتب كل من يخالف تعليماتها)
ولو فعل ذلك لما كانت النتيجة غير تعمد الإهمال وكسر القانون ،لكنه تصرف على النحو التالي:
تقدم من العمال الذين كانوا يدخنون ،وقدم لكل منهم سيجارا وهو يبتسم،ثم قال :أكون ممنونا لو تفضلتم بتدخينها في الردهة الخارجية ...وفطن العمال إلى ما يريد ...كما أنه نجح في تنبيههم بطريقة خفية كلها لباقة وإيحاء.

وهذا عمربن عبد العزيز الذي صنفه العلماء كخامس خليفة راشد (إضافة للخلفاء الأربع:أبو بكر-عمر -عثمان-علي رضي الله عنهم جميعا وألحقنا بهم صالحين)يقول له ابنه بأن يسرع في تطبيق شرع الله ...لكن الخليفة الفقيه الذي له علم بكتاب الله وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم وبعلم الواقع يرفض ويرد على ولده بلباقة وحلم بأن ما فرض بالقوة لن يدوم فلا بد من التدرج...وطبعا كلنا يعرف كيف ازدهرت الدولة في عهده رحمه الله .

وأختم بما كان يفعله الحبيب صلى الله عليه وسلم ،عندما كان يرى شيئا غير عادي ويريد أن ينتقده فيقول ما بال أقوام ....أو أنك كذا وكذا ولكن ينقصك قيام الليل ...والأمثلة في هذا الباب كثيرة

فإذا أردت أن تنتقد فتذكر أن كل بني أدم خطاء وخير الخطاءين التوابون...وألفت النظر إلى الأخطاء تلميحا ،وبكل لباقة

أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم


دمتم في حفظ العزيز الغفار.

[chafik2002]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...أظن أن الموضوع لم يعجبكم ...

النقد كما قلت في المقال فن لذلك لابد من أن نكون لبقين في نقد الآخرين حتى لا نخسرهم .

[m.hajjaji]

النقد تربية وتدريب .
النقد إبداء للخصال والعيوب بموضوعية ولباقة ودون تجريح .
النقد تناول للأفكار والسلوكات وليس طعنا في الشخصية .
النقد مجادلة بالتي هي أحسن .
النقد حوار بالحكمة والمعظة الحسنة .
النقد نقاش مع وضع النفس مكان الآخر .
النقد توق إلى المعرفة والتطوير إلى ما هو أحسن .
النقد مجاهدة لهوى النفس ونزواتها، واحتكام إلى المنطق والحِجاج والإقناع بالدليل والبرهان، لا بإطلاق الاتهامات على عواهنها ...


فأين نحن من كل هذا ؟

انظر حواراتِنا (صراعَ ديكتنا!) على الفضائيات .

شكرا، الأستاذ الكريم : chafik2002 على الموضوع القيم .

[نورالدين فاهي]

نقد بدون تجريع ولكن بدون مجاملة ..قد نلجأ في نقد الآخرإلى اللباقة تجنبا لاستفزاز مشاعره، أو نحجم عن النقد ونتجاهل الأمر..ولكن هذا النقد الذي هو في الأصل ممارسة اجتماعية، يدخل في إطار تنظيم العلاقات والحفاظ على متانتها..وهو على عكس النقد الأدبي مثلا..فلا مجاملة ولا هم يحزنون.يكفي الناقد ألا يكون متحاملا أو متوددا، وأن يملك القدرة على النقد ويكون جريئا في طرح القضايا..

[chafik2002]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.hajjaji النقد تربية وتدريب . النقد إبداء للخصال والعيوب بموضوعية ولباقة ودون تجريح . النقد تناول للأفكار والسلوكات وليس طعنا في الشخصية . النقد مجادلة بالتي هي أحسن . النقد حوار بالحكمة والمعظة الحسنة . النقد نقاش مع وضع النفس مكان الآخر . النقد توق إلى المعرفة والتطوير إلى ما هو أحسن . النقد مجاهدة لهوى النفس ونزواتها، واحتكام إلى المنطق والحِجاج والإقناع بالدليل والبرهان، لا بإطلاق الاتهامات على عواهنها ... فأين نحن من كل هذا ؟ انظر حواراتِنا (صراعَ ديكتنا!) على الفضائيات . شكرا، الأستاذ الكريم : Chafik2002 على الموضوع القيم .

إضافة كريمة من أخ كريم .
أسعدني مرورك.
تقبل خالص تحياتي.