بسم الله الرحمان الرحيم،
أيها الإخوة والأخوات، إن موضوع الأستاذ والامتحان الموحد في نيابة خريبكة قد فجر مجموعة من الحقائق:
أولا: هذا الأستاذ سامحه الله كان يجدر به أن يعرف أنه ينتمي إلى أمة اسمها المغرب أصبح الحق فيها باطلا والعكس، بالتالي كان عليه ألا يسبب هذه الزوبعة التي ستجرفه لا محالة
ثانيا: كاب يتوجب عليه أيضا أن ينتبه أنه ينتمي إلى أمة شعارها "وانا مالي"، فكان من الواجب أن يتضامن معه السياسيون والنقابيون والبرلمانيون والأساتذة... ولكن لأننا نجيد فن التملص من المسؤوليات واللامبالاة فإنه لا محالة سيواجه العزل وربما المحاكمة ومع ذلك يظهر أن الأمر لا يستحق منا إلا إشارات قصيرة جدا وعابرة، والكثير منا لا يأبه حتى..
ثالثا: أن يتهم هذا الأستاذ بخلل نفسي ويكون الجميع ضده في تملق سافر، فهذا يبين أن المغرب فعلا يعاني أزمة نفسية قل نظيرها حتى في العالم المتخلف
رابعا: ألا يتعاطف معه أحد وأن يمر الأمر علينا هكذا تحاك الخيوط والحبال ونحن في غفلة، فقد انتهى إذا رجل التعليم ذلك المثقف الذي يحسب له حساب
خامسا: أن تقام الدنيا وتقعد لأن أستاذا استاء مما يجري بأرض غزة، ولا يحرك أحد ساكنا والأطفال والنساء يذبحون ويقتلون فهي ربما من العلامات الكبرى
سادسا: لابد من هذه الأسئلة:
أين السياسيون حملة الهموم؟
أين النقابيون رافعوا الأصوات؟ هل يجوز أن نعلن الإضراب تلو الإضراب جريا وراء حفنة من الدريهمات والمصالح، ولا نحرك ساكنا عندما يذبحنا اليهود؟
أين المنظمات النسوية التي صدحت أصواتها طوال هذين العقدين؟ أم أن الفلسطينيات لسن نساء وأطفالهن ليسوا أطفالا؟؟
أين العلماء؟؟
وأين الأدباء؟؟ أين أين؟؟؟
ألا ترون معي أننا أصبحنا شعبا بلا ثقافة ولا هدف ولا قيمة ولا تقاليد ولا مبادئ؟؟
كيف يعقل أن تستنهض الهمم هكذا ضد رجل فقط لأنه قال اللهم إن هذا لمنكر؟
ألا نعلم أن هذه الحرب التي خاضها أهل غزة إنما كانت مناسبة لتوزيع الشواهد؟ فمن فائز بأوسكار الشهادة في سبيل الله والدين والوطن، وفائز بوسام حرقة القلب وغصة الحلق لما يجري.... إلى فائز بطرد السفير اليهودي، ثم تتهاوى الدرجات حتى نصل إلى المتملقين الذين عوض أن يجهزوا غازيا لنصرة فلسطين، جهزوا تلفزة أو قل تلفزتين، وطبيبة نفسانية، ومسؤولين غلاظ طوال ضد أستاذ لم يقم إلا بما تستوجبه الأستاذية؟؟ فهل يريدون أن يكون الأستاذ كالأمي؟ كلا لن يكون.. وهل يرغبون بأستاذ كالراعي في الأرياف الذي لا يفرق بين العصا وحرف الألف؟؟ كلا لن يكون
أنا لا أرمي هنا إلى القيام بالمستحيل، لكن لنقل جميعا وبلسان واحد:
"كلا، لن نسمح أن تتشرد عائلة هنا لأن ربها ناصر عائلة هناك"
"كلا، لن نقبل أن يتشرد أستاذ بناء على أكاذيب تماما مثلما هوجمت غزة بناء على أكاذيب"
فماذا قال غير الحق؟
أليس اليهود قتلة الأنبياء؟
أليسوا أبناء القردة والخنازير؟
ألم يقل القرآن ذلك صراحة؟
ألم يكونوا مشتتين وتم تجميعهم على الأرض المقدسة؟؟
ألا تبين الحقائق على الأرض أنهم الإرهابيون حقا؟
ألا نخاف يوم السؤال؟
هل نظن أن مل ما يجري اعتباطي وليس لحكمة إلهية؟
ألا نعلم أن هذه الحكمة ربما أن يتبين الله المسلمين من المتخاذلين وأن يشهنا على أنفسنا؟
لكن بالمقابل: هل ننتظر من الشعب الذي ابتاع "الخميرة" (على عدم أهميتها) بأكثر من خمسين درهما أن يحرك ساكنا؟؟؟؟ أشك في ذلك، فنذوني إن ظننتم العكس.
أما أنا العبد المذنب فأشهد الله أني أشارك هذا الأستاذ حنقه وغيظه مما جرى
وأقول: اللهم إن هذا لمنكر
وأستغفر الله العظيم.