إدا كانت تصرفات الفرد لا تتعلق كليا بالتاثيرات الإجتماعية فيمكن القول مع دلك أن المجموعة أو المجموعات التي ينتمي إليها الفرد تلج شخصيته . لقد كانت البيداغوجيا التقليدية تعتبر أن المجموعة هي عبارة عن تجمعات للأفراد دون الإعتراف بأن للمجموعة وجود خاص بها وردود أفعال نوعية وخاصة , ولم تعتبر أن التصرفات و السلوكات الفردية تتغير بفعل التأثيرات الإجتماعية
إن سلوكات الفرد تتأثر بالجو النفسي للمجموعة التي ينتمي اليها , ككسب رضا وموافقة ومشابهة الاَخرين , الحاجة إلى التواصل الإ جتماعي و كدلك تأثير أدوار المسؤولين و تغيرات العلائق الإنسانية وهده كلها عناصر يجب ان يستفيد منها العمل التربوي وكما يقول Roger Deldim "إن الفرد ينشأ قبل كل شيء في علاقته مع الاَخرين وهكدا فتطور اللغة و الكلام عند الطفل يمكن أن يتوقف إدا لم يكن هناك تدخل محفزات خارجية من الوسط الإجتماعي, فالطفل الدي لا يسمع الكلام من حوله يصبح أخرص"
من وجهة نظر علم النفس التحليلي فالعلاقة: الأسرة – الطفل- المعلم – المتعلم...تمثل مجالات لدراسة السيرورة التربوية لدى الأفراد ومحاولة فهم بعض السلوكا ت الإنسانية.
إن تطور الأدوار الاسروية يؤثر بشكل قوي على مراحل تطور الحياة العاطفية للطفل , فالتجارب المعاشة لها تأثير على سلوكات الفرد, فالطفل الدي يلتحق بالمدرسة يأتيها وهو محمل بتجارب علائقية إكتسبها داخل أسرته .فالنسبة للتحليل النفسي فإن أسس شخصية الفرد تتكون من الوعي واللاوعي وما هما إلا دلك التوازن بين الرغبات والدوافع الداخلية (اللاوعي)و الحدود الجارجية(الممنوعات) وهده المقاربة للحياة العاطفية للفرد تمكن من فهم بعض ردود أفعاله والتي أصلها الصعوبات التي إعترضته في أحد مراحل تطوره وهكدا فالمشاكل المعاشة من طرف الفرد يمكن ان تتجاوز , في إنعكاساتها حدود الوسط الاسروي لتشمل سلوكات الفرد داخل المدرسة وفي علاقته مع الاَخرين .و يتبين من هدا أن الحوافز النفسية للفرد تتأثر بالوسط المحيط وتخضع في تطوراتها و تحولاتها الى التأثير الإجتماعي , فالحوافز النفسية تفقد التلقائية عند الطفل لتصبح دوافع وبواعث للعمل تنصب في إطار إجتماعي
إن البيدغوجيا الحديثة تستعمل وتوظف و تعطي أهمية كبرى للوسط الإجتماعي في نمو ونضج الفرد , فمعرفة القوانين العامة لتطور و نمو الطفل و بالاستغلال الجبد لعوامل تطوره
يمكن أن تساعد على توجيه الطفل ودلك بتثمين ردود فعله وبإحداث وضعيات تساعد على ظهورها وبلورتها كما يلي :
- جعل الوسط المحيط كحقل للتجارب المشوقة والبحث الجاد لإيجاد الحلول في وضعيات التعلم وزيادة الرغبة وحب الإسطلاع لا الخوف والتقوقع
- يكون للفرد ثقة و قدرات كشخص فعال قادر على تحقيق أهدافه والفوز في مهامه بالاعتماد على نفسه أو بمساعدة الاَخرين إن إقتضى الأمر شريطة أن لا يكون دلك في مجابهة أـي حاجز
- أن يكون العمل الوسيلة التي تمكن من إجتياز الحواجز والوصول إلى الأهداف المرسومة و الإلتزام الداتي الكامل للإنخراط الجاد في العمل ليجد فيه المتعة والإرتياح والفرح
-إعتبار الفشل كمخاطرة و تحدي لا تهديد و عجز و نقص