ارتأت وزارة التربية والتكوين - وعيا منها بضرورة الرفع من مستوى المنظومة ووقف التراجع في مؤشرات الجودةو المردودية لمختلف الأطر المراهنة على استراتيجية جديدة للتكوين الخاصة بالموارد البشرية المشتغلة بالقطاع ,سيما أطر التدريس بفآتهم المختلفة وكذا أطر الإدارة التربوية,وعمدت في الإطار الى مؤسسة جديدة ونوعية يعهد من خلالهالمركز التكوين -بحلتها الجديدة- بالإختصاص في مجال تنزيل جل برامج وسياسات التكوين سواء في شقها الأساسي او المستمر.
وكان من الضروري الإعداد لهدا التوجه الجديد في مجال التكوين ,
خلق آليات جديدة ادارية و تدبيرية وتربوية وبيداغوجية تروم توفير الشروط الموضوعية المناسبة والفضاء التربوي المناسب ,فبالإظافة الى توفير الفضاءات وتغيير الصورة النمطية التقليدية التي اكتستها جل المراكز - من حيث البنية والمكونات- كان هناك حرص على تعزيز أطر التكوين بدماء جديدة تعطي شحنة اظافية وتساهم في خلق دينامية جديدة كفيلة على التنزيل والإرساء الجيد لاستراتيجية التكوين بحلتها الجديدة
وقد تطلب هدا التحول ضرورة ارساء ’آلية تنظيمية وتشريعية جديدة متمثلة في المرسوم رقم 672-11-2 الخاص بإحداث وتنظيم المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 6018 بتاريخ 2 فبراير 2012 ,والدي يعتمد مقاربة نوعية للاختصاصات والمهام المنوطة بهده المراكز, قوامها أطر متخصصة إداريا وتربويا ,وتفيء جديد يوازي مختلف حاجيات المنظومة التربوية من حيث الموارد البشرية. من خلال توفير تكوين مناسب ومتطور ,ومساير للمستجدات البيداغوجية ومستجيب للمتطلبات
والغاية من هدا التوجه خلق دينامية جديدة للتكوين تنطلق من كفايات أكاديمية متطلبة في الأطر المستفيدة من التكوين ,ومن انخراط فعلي للأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمراكز وفق برامج وعدة تراعى من خلالها مجموعة من الأهداف والكفاية الأساسية للعملية التعليمية.
الأكيد ان عملية الإرساء والماسسة تعترضها وسوف تعترضها معيقات عدة منها ما هو بنيوي يهم تركيبة هذه المراكز,ومنها ما يكتسي طابعا نفسيا يهم درجةومستوى انخراط مكونات المركز في انجاخ هذا الورش ,مع وجود نسبة من المعارضين لكل تحول نوعي والإنتقال بالمراكز من مؤسسات تكوينية تقليدية الى أوراش للتكوين الممهنن ,الفعال ,الناجع والمتكامل,ا-لنظري والعملي -الشيء الذي لن يتحقق دون انصهار وتكامل كلي بين مختلف فئات المكونين بغض النظر عن انتمائهم وقناعاتهم من اجل منتوج تكويني في مستوى تطلعات المنظومة.
ولا يسعنا في ظل هدا المناخ سوى الانخراط الفعلي والجاد في محو الصورة الباهتة التي وصلت إليها بعض المراكز _إن لم نجزم جلها- بصورة أكثر جاذبية ليس فقط من نا حية جمالية المرافق ,بل من خلال المنتوج الإداري والتربوي الذي تزخر به ,وتساهم من خلاله في جودة التربية بواسطة جودة ونجاعة برامج التكوين وملامستها لواقع ومستلزمات العملية التربوية ,و من خلال هده المقاربة النوعية تمثل عنصرا أساسيا و,قيمة مضافة أساسية تساهم بلا شك في جودة ونجاعة النظام التعليمي..
د محسين أبري
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سطات