بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ذكرى الحبيب يوم عالمي
جميل أن نربي ناشئتنا على تحسس الأيام الوطنية والعالمية، ففي ذلك توسيعا لمداركهم، وإدماجا لشخصياتهم في العوالم المحيطة بهم، وهي (أي هذه الأيام) محطات للتربية والتعليم وفرص لتدارك ما تفوته علينا زحمة الحياة العصرية.
جميل أن نتيح للناشئ فرصة سنوية ليتذكر الواجبات التي عليه تجاه المدرسة والبحر والبيئة والشجرة والمرأة و والماء والشمس والأم والموسيقى...
جميل أن تغدو هذه الأيام مجالا للتنافس بين أقسام ومصالح ولجان وزارة التربية الوطنية في إصدار المذكرات والنشرات والتوجيهات الشارحة والمنيرة لسبل التعامل مع هذه المناسبات.
لكن، ألا تستحق منا ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مذكرة وزارية أو نيابية تذكر رجل التعليم الغارق في هموم التربية والتعليم المتصارع مع المقررات الدراسية وتذكر من دونه من المتعلمين بسيدنا محمد وهو مدرسة العلم بالله وبحر الرحمة وبيئة العدل والمساواة وشجرة الجود والكرم وزوج وأب خير نساء العالمين وماء العطشى وشمس الدنيا والآخرة...
ألا تستحق منا هذه الذكرى بجلالها ونورها وقفة مع تلامذتنا - وهم مقبلون على عطلة الكثير منهم لا يعرف لها سببا غير كونها عطلة عيد "لمولود" - نتدارس فيها ما للمصطفى صلى الله عليه وسلم علينا من حقوق المحبة والتوقير والتعزير.
ألا تستحق منا تظافر مختلف الوزارات والتقاءها على أنشطة مشتركة يكون هدفها قذف محبة سيد الخلق في قلوب أبنائنا.
ألا تستحق منا الإعلان عن مسابقات ثقافية وأدبية وفنية تحبب فلذات أكبادنا في الذكرى وصاحبها.
ألا فلنعط لهذا اليوم ما يستحق من تكريم نجد بركته وأمنه فيما يستقبله أبناؤنا من أيام عصيبة.
(إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)