سأبدأ بآية أثرت فيني وجعلتني أفكر مطولاً برحمة الله بنا وكرمه. من منا لايعرف الآية التي تصف الموقف الذي لأجله يشيب الرضيع وتذرف العيون دموعاً كالنهر, تلك التي تصف يوم القيامة, قال تعالى في سورة الحج, الآية 22
( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )
لكن انظروا إلا رحمة الله بنا حين يقول في آية في سورة الزخرف, الآيات 67 حتى 70
( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ )( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ )( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ)(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ)
انظروا أحبتي إلى كرم الله ورحمته بنا, هلموا نحب بعضنا بعضاً بالله وفي الله ولأجل الله, ولنكن كما في هذا المقال عن هذه الآية الكريمة,
قال عبد الرزاق: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إ****، عن الحارث ، عن علي، رضي الله عنه: ( الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ) قال: خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، فتوفي أحد المؤمنين وبشر بالجنة فذكر خليله، فقال: اللهم، إن فلانا خليلي كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، وينبئني أني ملاقيك، اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه مثل ما أريتني، وترضى عنه كما رضيت عني. فيقال له: اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا وبكيت قليلا. قال: ثم يموت الآخر، فتجتمع أرواحهما، فيقال: ليثن أحدكما علىصاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه: نعم الأخ، ونعم الصاحب، ونعم الخليل. وإذا مات أحد الكافرين، وبشر بالنار ذكر خليله فيقول: اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني، وتسخط عليه كما سخطت علي. قال: فيموت الكافر الآخر، فيجمع بين أرواحهما فيقال: ليثن كل واحد منكما على صاحبه. فيقول كل واحد منهما لصاحبه: بئس الأخ، وبئس الصاحب، وبئس الخليل. رواه ابن أبي حاتم (تفسير عبد الرازق(2/164) .
كم تفته هذه الآية من أبواب الأمل بوجوهنا, حيث تعلمك أيها المسلم, أيتها المسلمة, أنكم لن تكونوا وحيدين في ذلك الموقف الجلل, بل ستحاطون بأخوتكم وأحبتكم بالله, فتزودوا وأكثروا من زادكم فالخطب جلل, الخطب جلل. ( اعتذر عن الإطالة ولكن فرحي بهذه الآية هو السبب )
دمتم بحفظ الله وحماه