السلام عليكم
أولا وقبل كل شيء تحية حارة لكل من يمتهن مهنة التعليم سواء كان ذكرا أو أنثى ، وأحيي باجلال الذين يبكرون ويعودون يوما بعد يوم من أجل تعليم أبنائنا في البادية أو القرية أو الجبل أو السفح أو الأرض المنبسطة ، فما علينا الا أن نشجعهم وندعو لهم صباح مساء ، بالصحة والسلامة
نعم حقا لهم أن ينموا قدراتهم العلمية والمهارية ، وأن يسايروا عصرهم بما جد من معلومات وتقدم ، لكن في الوقت نفسه حقا على التلميذ المسكين أن ينمي قدراته العقلية والعلمية والأدبية والتربوية والمهارية وأن يساير عصره بما جد من أخبار ومعلومات وتقدم ، اذن لنكن واقعيين ، هذا هو العدل ان نحن أردنا القسط كما فسره أصحاب اللغة والمعاجم .لا والله أصبحنا في زمن كل يقول نفسي نفسي ، كما أنت تبحث عن نفسك وتريد أن تجعلها في أعلى مستويات العيش والرفع من شأنها ، فكذلك هؤلاء التلاميذ يريدون ، فلا تكن مذنبا في حقهم ، وتحرمهم من حقهم في الوصول الى ما يصبوا اليه ، والله لو فعل الأساتذة القدامى في حقنا ما أصبحنا نحن نفعله لما وصل أحد منا الى هذا المنصب .فهم كانوا رحماء بنا حقا ، فلماذا نكون نحن أشد قساوة بأبناءهم وأحفادهم ، ونبتكر شتى أنواع التلاعبات والمماطلات والاستخفاف بأبناء الشعب ، ونساهم من بعيد أو قريب في تراكمات تلاحق أبناء المستقبل المعول عليهم ، انه لهدم لحضارة مستقبلية يتسبب فيها العديد من رجال التعليم ، ومايزيد الطين بلة هو تزايد عددهم سنة بعد سنة ، ففي الوقت الذي يأخذ المدرس التربوي بزمام الأمور ويساعد المتدني والمتعثر ومن له ظروف قاهرة ، أصبح رجل التعليم هو الذي يقهر أبناء جلدته ، ويمارس عليهم المنع والحصار المعرفي ، بل يساهم في تعثرهم ، اذا تابع استاذ دراسته بمدينة تبعد عنه ب 50 كيلومتر وهي أدنى مسافة ممكنة حسب التخصصات ، حقيق هل فعلا اذا ذهب صباحا أن يصل الى القسم مساء مع الوقت المضبوط ؟ وان وصل هل فعلا يكون مدرسا محفزا جادا ونشيطا ، لا والله بل متكاسلا و خمول ولا يمكن الا أن تجده نائما ، والتلاميذ في سكوت تام لا مناقشة ولا طلب علم ، فهل أدى الأمانة ؟ هل قام بواجبه ؟ انها ظاهرة انتشرت وتمددت اصبح التلميذ من وراءها يعاني كل ويلات التأخر والهدر والهدم اللغوي والتربوي وهدم معرفة وطموح رجل مغربي ، فماذا تتوقع من هذا الطفل الذي أنت أيها الأستاذ ان لم تدرسه وتفقه وتدربه وتنصحه ؟ فماذا تتوقع أن يصبح ؟ بالله عليكم اتقوا الله في هؤلاء الأبرياء ، هؤلاء اليتامى ، هؤلاء المتخلى عنهم ، هؤلاء المعوقون ، فعيب كل العيب أن تخرجهم من المدرسة كسالى ، فحرام أن تغيب عنهم ولو دقيقة لقضاء حاجة ألزمتك ، فبالأحرى أن تغيب عنهم يوما أو يومين أو ثلاثة أيام في كل أسبوع ، ناهيك عن الذين لا يحضرون الا نصف يوم ، القاسية قلوبهم ، الذين لا يأكلون في بطونهم الا نارا ، أخي الأستاذ ، أختي الأستاذة فاذا كنت لديك حصة نقذية تروق جيبك كل نهاية شهر ، وتقضي بها حوائجك ، فهذا التلميذ يطمح اليها ويفرح في القريب العاجل أن يتمتع بها فلا تحرمه ، فلا تكن حائطا تمنعه منها ، ولا سببا في حرمانه منها ، فلا تنكد أهله ومن له الحق عليه . فلا تكن عضوا في الجريمة النكراء ألا وهي التشرد والانحراف الخلقي بسبب الهدر المدرسي ، النابع من مدرستك بسببك ، فقد انتشر التهافت عن متابعة الدراسة ، وأي متابعة هذه ؟ قصد الحصول على الماستر في ظل لا بحث متكامل ولا وقت مناسب ، ولا نية ولا قصد ، ولا مستوى متواضع ..بل مجرد نريد الحصول عليها من أجل الترقية ليس الا ... الا قليل منهم ...أليس هذا منكر ؟ أيها السادة الكرام . فحسب الدراسات والأبحاث فنسبة الهدر والانقطاع عن الدراسة يكون مرتفعا في المستوى الابتدائي ، فمن تسبب فيه ؟ ومن كان وراء ذلك ؟ فهؤلاء المنتهزون هم وجدوا الذرائع والحجج لتفسير هذا الفشل ؟ ألم نجد حاليا رجال يحملون الدكتوراه درسوا في الأكواخ سابقا ، ألم نجد رجال في عظمة العلماء كانوا فقراء ، ولكن في غمرة وجود من درسوهم وكانوا سبيلا في وصولهم الى هذا المستوى و لم يكونوا يتهافتون عن الفرنك أو الدرهم ، ان نسبة ضعف المستوى التعليمي الذي وصلناه حاليا ، لا يرجع الا الى هؤلاء المتلاعبين بالحياة المدرسية ، وما دونه كذب ، ولو جادلت ، فجادل من الذي لا يتعلم طول السنة الا الحرف ...أ ...وحتى ج ...فلتتوقع منه في القسم الخامس أن يتعلم الحرف a الى k ، والله عيب وعار . فلا تلومونني ولوموا أنفسكم ، فأنا رجل مثلكم ، كنت أحصل على رخصة متابعة الدراسة لمدة سنتين متتابعتين من جهة الشاوية ورديغة ولكنني لم أفكر أن أتسجل بها ، لأنني سأضيع تلاميذ أقسامي من أعراب جملة ، أو ناسخ حرفي أو حرف جر .
كفاني ، أتهيأ في العطلة الصيفية لأجتاز الامتحان المهني حتى أرقى ، ولم يخيب أمالي ، ودائما أنا في متابعة صقل مواهبي المعرفية والعلمية ، حتى أكون مسايرا لما جد وظهر .فعندما تجد نصفهم يتهافت على متابعة الدراسة ولا يبالي بالشرفاء على أرض قسمه ، ونصفهم الآخر حصل هو من قبل على الماسترات ليشتهر بها في المدينة من أجل مص دماء أبنائها ،عن طريق الساعات المحرمة عليه شرعا وأحلها ليلا ، اتقوا الله وعلموا أبناء جلدتكم كما أمركم الله ومسؤوليكم ، و مذكراتكم ، ألستم قلبتم عقول التلاميذ ، كما قلبتم أنتم عمل نهاركم بليلكم ...فان وجدكم الناس ترهبون جهل أبنائكم في قاعاتكم نهارا ، ما أرسلوهم عندكم ليلا ، فأنت أيها الأستاذ هو المسؤول الأول عن تدهور مستوى التلاميذ بالقسم ، وأنت من أقمت الفوارق بين التلاميذ ، حتى فكر ابن الفقير في طعنك من الخلف ، فأنت من أقمت غير الحق في عملك ، حتى أصبح الشغب في قسمك من أصحاب الذين لا جيب عندهم ، فأنت الذي وضعت ثغرة وثقب لا يشفى في نفس ذلك التلميذ الذي قرأ اعلانك على واجهة حانة أو ....تم تنفس حرجا من شدة ضيق صدره، وفي المقهى يستهزيئ مدرسونا أمام كوب شاي أن تعليمنا في مذيلة التصنيف . فمن أوصله الى هذا الترتيب ياترى ؟ وفي الأخير اسمحوا لي عن ارتكاب بعض الأخطاء اللغوية ، لأنني لم أراجع ما كتبته ، تم أنني درست عند من تابعوا دراستهم على حسابي ، تحية من أستاذ الفيزياء جهة الشاوية ورديغة .
أنا رجل تعليم ، لست ضدكم ، ولكن الحق يقال في أبيك ان كنت عادلا
المواضيع المتشابهه
