''باسو والامل''
قصة رائعة
أعوام و أعوام وهو يتردد دون انقطاع على مدرسته الصغيرة.... في قريته الغائبة ثم على تانويته بالمدينة المجاورة... و التحق قي الأخير بالكلية.
كان باسو لا يزور قريته الجبلية الأطلسية... إلا ادا باع بعض أعداد الجرائد....
هاجس باسو هو الذهاب إلى الخارج لكن بيته الجبلي يمزقه... لقد رحل أبوه إلى المقبرة
تاركا وراءه تروة كبيرة من الأطفال.. دون ارث.. دون خبز.. دون مسكن
خدجو أخته الكبيرة.. تعبت من العمل في بيوت الناس في القرية المجاورة...لم تكن تبحت عن خبز..عن نقود العمل.. بل زوجا.. صورة ذالك الزوج المجهول المنتضر .. ملتصقة بالذاكرة مند زمن طويل..تعرف خدجو أن أمها سوف لن ترى سكر الخطبة لآن الزوج لا يملك بطاقة تعريف... لقد توصلت أخت باسو بفعل التجربة...ورتابة وضعها... ان بيتها ضاق في عيونها وغدا الشارع قصيرا... والطريق في قريتها أصبح دون منفذ...
باسو يفهم كل ذالك لكن لا يملك حل و لم يجهد نفسه للوصول اليه..يعتقد باسو أن نهاية المأساة.. المشاكل... ستكون بتخرجه من الجامعة.. بحصوله على الدبلوم...
ما أشد فرحة الأم حين عاد باسو من الكلية بدبلومه..لا تعرف معنى الدبلوم كانت تسمع كلمة لصا نص فسمته ذلك لا غير عانقت أبنها عناقا أمازيغيا "راتكت المعلم ايا ربانو را غونغ الين اقارضن راندو سلمدينت "
كان دالك هو الخلاص...الأمل.. المعلم..النقود..تغيير البلدة ..القرية.. ضحك باسو لأنه يعرف أمه كثيرا ... خدجو أخته كانت تبتسم في صمت ...مشردة حينا وحاضرة حينا أخر ..
كل منزل باسو ينتضر وصول ورقة العمل..والكل يضع المشاريع...و المخططات
- الأم تتمنى ان تساهم حوالة باسو في ترقيع المنزل ليغدوا صالحا لحفل زفاف ابنتها خدجو
- خدجو تتمنى و ترى في حوالة باسو تشجيعا للخطاب..
- باسو فكر و فكر ... الكومبلي.. الخارج.. الحذاء لإخوانه...جلباب لخدجو..
ااااه لقد تأخرت ورقة العمل يريد باسو الذهاب إلى الصحراء ...للحصول على النقود...
أو مدينة صغيرة... هادئة... متواضعة..
لكن ورقة العمل لم تصل سنة كاملة سنتان ثلاث و هو ينتظر و قد نسي ما تعلمه من الجامعة..
أمه احمر شعرها بالانتضار ذبلت أماني خدجو ... ولم يحصل باسو على العمل...
أحب باسو قريته و تحبه القرية...غالبا ما يجالس جيرانه في ليال الصيف الدافئة...يحدثهم عن مراكش عن مغامرته سنوات الدراسة ...عن الدين عن كل شيئ... لكن في السنة الثالثة عاقر خمرة الكحول و الحشيش...
.... عثر على باسو مستلقيا على ضهره في الوادي يسمع خرير المياه يلفحه برد امسمرير ...ينتضر ورقة العمل.. سار حلمه مع مياه دادس...
عندما تدخل الأم إلى البيت تسأل "خدجو ماني باسو " و لا ترد خدجو الا بتلك الكلمة الروتينية "باسو امعذر تسمعذرت الخدمت "... وكانت تدعوا الله في نفسها الا يكون زوجها دون عمل...مثل باسو.. و ألا يكون لزوجها دبلوم مثل دبلوم باسو...
لا أستبعد أن تكون حقيقية ...
ايك ربي الستر د السلامت هان شوماج تشقا اوكان