جمعية تنمية التعاون المدرسي - فرع تاونات

[essoufi1973]

استبشرت الهيئة التعليمية، ومعها كافة الأطر التربوية والتعليمية بنيابة تاونات في الأشهر السابقة خيرابانتخاب مكتب جاد لجمعية تنمية التعاون المدرسي، لكن وبعد مرور مدة طويلة طال معها سباته أصبحت عدة أسئلة تتناسل حول مصداقية هذا الفرع وغياب أي نشاط له بالإقليم رغم أنه يحصل مداخيل هامة من جيوب آباء وأولياء التلاميذ، خاصة وأنه يوجد على رأس هذا الفرع شخصية تربوية توسمنا فيها الخير
فما قول المكتب في هذا ؟؟!

[أيوب بنجماعي]

شكرا لمساهمتك
تحياتي

[عبد العزيز قريش]

أخي الكريم والعزيز السائل essoufi1973 الموقر، سأجيبك بكل صراحة طلبا لتصحيح مسار الجمعية بتاونات، وليتحمل كل واحد منا مسؤوليته التاريخية والمهنية والأخلاقية أمام المتعلمين والمتعاونين، وأمام الرأي العام، خاصة منه الآباء، لأنهم هم الذين يدفعون من جيوبهم الاشتراك السنوي لأبنائهم، الذي يجب أن يعود على أبنائهم بالإيجابيات والمنجزات المختلفة التي تخدمهم لأنهم تلاميذ وجدت الجمعية لأجلهم. وما فائدة جمعية تجعل المتعلم على الهامش؟!
وجوابي هذا سيكون رؤوس أقلام، ريثما أجيب عبر ورقة مطولة ومفصلة عن استفسارك من خلال الصحافة الإلكترونية والورقية، لأخلي مسؤوليتي كرئيس لفرع تاونات مستقيل أمام التاريخ والمتعلمين والآباء والرأي العام بتاونات. ولأني المقصود بسؤالكم هذا؛ نظرا لأني كنت رئيسا لفرع الجمعية بتاونات منذ أواخر 2007، واستقلت من المنصب نظرا لعدة معطيات. لا أريد ولن أريد أن تحسب علي حقبة من عمر الجمعية لم تقم فيها الجمعية بأي نشاط لصالح المتعلمين إرضاء لتقليد ورث الخمول والنوم الثقيل، وورث الجمود في الأنشطة.
أخي عندما انتخبنا من الجمع العام الإقليمي التجديدي للجمعية، وجاءت تشكيلة المكتب بشباب طموحين، مفعمين بالنشاط والحيوية والجدية، استبشرت خيرا، واعتقدت أن هذا المكتب سينجز الكثير لصالح المتعلمين بتاونات، لكن العهد السابق وورثه مازال ينغلق في التاريخ وعلى التاريخ وفي التاريخ، الممتد من الماضي إلى الحاضر بكل حمولاته الروتينية والتقليدية التي راكمت العديد من الملاحظات السلبية من وجهة نظر المتعلمين وهيئة التدريس وبعض المتتبعين والآباء. بل وبعض ملاحظات المنظمات النقابية والمدنية، مما شكل معوقا لعمل الجمعية وجمدها. ورغم أن الجمع العام الإقليمي التجديدي وافق على التقريرين المالي والأدبي الذين عرضا عليه شفويا وليس كتابيا من خلال المكتب السابق، والذي احتج بعض الإخوة فيه على التهميش الذي نالهم في حقبته كأعضاء في المكتب. ورغم تلك الموافقة التي أرادت أن تقطع مع الماضي لأجل بناء جمعية قوية وفاعلة، والتي لم تضع المكتب السابق تحت المساءلة؛ فإن الواقع لم يتغير شيئا. فقد ناشد الجميع العمل الجاد والمسئول داخل المكتب، لكن الجميع أحس بأن هناك مكبحا يكبح عجلات هذه الجمعية عن السير إلى الأمام. حيث ذهبنا إلى تجديد الوثائق الإدارية لدى السلطات المحلية، فإذا بنا نكتشف بأن هياكل الجمعية التدبيرية في الإقليم لم تجدد منذ أكثر من عقدين من الزمن، بمعنى كان يقع التجديد على الأوراق داخل النيابة وضمن مؤتمر إقليمي دون أن يدفع المكتب أوراق ومستندات ووثائق تجديده إلى السلطة المحلية؟! مما أصبحنا معه نؤسس للفرع من جديد ولا نجدد له! وهذه هي العرقلة الأولى والصدمة الأولى في حياة هذه الجمعية، ولولا تدخل بعض الإخوة مشكورين لكنا أمام وضع قانوني شاذ، كان الواجب علينا أن نطرح قانونية تدبير الجمعية والصرف من ميزانيتها دون الاعتراف القانوني بتجديد مكتبها الإقليمي، لأن العديد من الأعضاء تغيروا وإن كان المدبرون الرئيسيون لم يتغيروا! فإلى أي حد للجمعية الصفة القانونية في تلك الفترة؟ ورغم هذا لم نثر أية قضية لأن الأمر متعلق بمسألة داخلية يمكن تجاوزها انطلاقا من كون المؤتمر الإقليمي صادق على أشغاله كلها دون إشكال. ومادامت الجمعية شخصا اعتباريا واقعيا في الميدان وكائنة وتشتغل فعليا.
ولما سوينا وضعنا القانوني لدى السلطة المحلية مشكورة على مساعدتها وتفهمها لواقعنا. ذهبنا إلى تجديد إمضاءات الحساب البريدي، وهنا كانت المفاجأة الثانية، حيث ظل الملف " يجرجر " لمدة أكثر من السنة رغم تدخل بعض الإخوة مشكورين. فتوقف برنامج أنشطة الجمعية لعدم وجود ميزانية خاصة به، ولتجميد حساب الجمعية بين يدي البريد؟! رغم أننا وضعنا برنامج أنشطة جد مهم وغني، ويمكن أن أنشر نسخة منه في سياق الرد على أي سؤال أو استفسار. فتدخلت شخصيا لحل هذا الملف بالبريد بفاس، وفعلا حل المشكل، ودفعنا التوقيعات لذوي الاختصاص في صرف مالية الجمعية. وجاء من يريد الركوب على جهود المكتب بالزعم أنه تبني حل مشكل الملف البريدي وأنه كان وراءه. وهنا لدي مجرد سؤال: فما دام له هذه القدرة على التدخل القوي لفض هذا المشكل؛ فلماذا جمد ملفنا وحسابنا أكثر من سنة؟ أليس حري به أن يحل المشكل في حينه قبل أن أتدخل؟. ورغم كل ذلك؛ لم ننكر عليهم حفاظا على تماسك بنية الجمعية، وحفاظا على العلاقات الطيبة، فشكرناهم ونحن نعرف حق المعرفة واقع ملفنا وحسابنا ومن ساعد ومن وقف يتفرج.
فانتقلنا إلى تفعيل البرنامج بعدما نظمنا لأول مرة العمل الإداري والمالي للجمعية عبر سجلات رسمية تدون فيها المحاضر والتقارير مع توقيعات أعضاء المكتب الحاضرين في الاجتماعات مع تخصيص خاتم مطاطي لجميع أعضاء المكتب بصفاتهم في الجمعية، فأنجزنا من قراراتنا المتخذة عملا وحيدا يتيما، وهو الزيارة التفقدية لأنشطة اليوم الوطني للتعاون المدرسي عبر لجن الدوائر. وأما ما كنا قررناه من غلاف مالي مهم لشراء النظارات لذوي قصر النظر، فقد جمد وتم تحنيطه وربما إقباره، كما أقبرت بادرة لأحد أعضاء المكتب مشكورا تتمثل في توقيع اتفاقيات مع الأطباء والصيادلة لتفضيل منخرطي الجمعية من المتعلمين في واجب التطبيب، وذلك من قبل أطباء وصيادلة أعزاء وكرماء بتاونات وفاس، ذهب تخفيضهم إلى أكثر من 20% بل في بعضها 40% من واجب الفحص الطبي وثمن الأدوية!؟ لكن أهل المحافظة لم ترقهم تلك البادرة الطيبة، فجمدت في دواليب الجمعية كما جمد برنامجها ! وأستغرب ماذا سيقدم المكتب للمؤتمر القادم من أنشطة حين التجديد؟ فالمحافظة جاءت لتبقي دار لقمان على حالها دون بعث الجمعية من جديد!؟
وعندما لاحظنا جمود الجمعية ومحاصرتها من قبل الكوابح والفرامل، وتجميد أنشطتها ونسف المبادرات الإيجابية والإبداعية مع تصرف البعض خارج الأعراف والتقاليد والقانون الأساسي والداخلي للجمعية من الناحية المسطرية والإجرائية في تدبير بعض القضايا، طالبنا باجتماع حاسم تناقش فيه جميع القضايا الحساسة وبكل شفافية ومسئولية وموضوعية، وأعددنا له استدعاء رسميا تتضمن جدول الأعمال، علما بأن بعض الاجتماعات السابقة من الناحية التاريخية ( السيرورة التاريخية ) للجمعية تمت خارج إطار الاستدعاء الرسمي الموثق! وهو الأمر الذي تلافاه المكتب الجديد، وحاول ترسيخ عمل إداري متميز، لكن مع الأسف الشديد لم ترسل الاستدعاءات لأعضاء المكتب للاجتماع الحاسم، الذي سيضع النقط على الحروف، وعطل الاجتماع. فأحسست شخصيا بشد الخناق على الجمعية، وقرأت في الأمر أن الجمود لن ولن يخدم الحقبة الحالية التي أترأس الجمعية فيها، مما سيحاسبني المؤتمر القادم عليها. وسأخدم الجمود إن بقيت على رأس الفرع خدمة جليلة وعظيمة، وهو جمود لا ينسجم مع طبيعتي من عدة وجوه، وسيضرب مصداقيتي التي عملت طول حياتي على بنائها بالإخلاص للقضايا التي أومن بها، والتي نذرت نفسي لها. وقمت بنقد ذاتي، فوجدت مكاني اللائق بي ـ ضمن استحضار معطيات وحيثيات وواقع ويوميات الجمعية ـ خارج الجمود وخارج إبقاء دار لقمان على حالها لصالح اللاوعي الموجود في ذاتي الخاملة. فقررت الاستقالة دون أن أبين فيها الأسباب، لكي يحاكم التاريخ من مر معي في حقبة آمنا جميعا فيها بالتغيير مدخلا لتجديد دماء الجمعية. وهاهي السنة الثانية من عمر الجمعية ولا نشاط مما قرر أنجز. وسيكون القول بالفعل دون الفعل، وبالتجديد دون التجديد، والقول دون القول، في حضوري قولا زائفا.
المهم، أني لن أشارك في شيء لا يكون لي حضور فعلي فيه؟ ولا دور لي فيه؟ ولن أشارك في حقبة تاريخية من عمر الجمعية أأثث فيها المنظر الجميل، و تحسب علي بالفراغ، بل وتقودني إلى رب العباد يوم الدين، يسألني فيها المتعاونون الصغار عما فعلت بهم وفيهم ولأجلهم؟ وأعتذر بكل صدق لكل صوت في المؤتمر التجديدي للجمعية صوت على ترشيحي،. وأقول له: اغفرلي استقالتي، فالتجميد أقوى من طاقتي، وأعترف له بأن الإبداع والتجديد له شروطه وزمنه ورجاله ومتطلباته، لم تنضج بعد في إقليم تاونات. آملا للأخوة والزملاء بالمكتب التوفيق في مهامهم، وفي مسئولياتهم التي ترشحوا لها برضاء أنفسهم وبطيبة خاطرهم. أعانهم الله عليها. وأعتذر مرة أخرى إذا لم أستطع تجديد حياة الجمعية ولم أستطع إخراج برنامج الأنشطة إلى حيز الوجود كرئيس. فالإخوة الباقون في المكتب هم الآن يملكون زمام المبادرة لإحياء البرنامج وتنفيذه على أرضية الواقع. والأمل معقود عليهم، لأن سؤال المتعاون الصغير أشد إيلاما من التجميد، وأمضى حافزا لاستشراف المستقبل.
وأتمنى مناقشة هذه القضية بما يحيي الجمعية وأنشطتها. ولكم أيها الأحبة السلام.

[essoufi1973]

أحييك أستاذي على سعة صدرك وتحملك عناء الإجابة بدقة وبكل تفصيل على ما يخطر ببال الكثيرين حول جمود الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي بتاونات، وقد اظهر ردك حجم المسؤولية الملقاة حاليا على من ساهموا ويساهمون في إقبار دور الجمعية وفعل مايشاؤون بما هم مستامنون عليه.

[essoufi1973]

أملي أن يقوم السادة الأساتذة بالمشاركة في حوار هادئ نظرا لأهمية المعلومات التي أدلى بها السيد قريش.