السديس: كم من رزية رفعت بالدعاء وكم من بلاء رد بالدعاء
19/3/2009 - 23 ربيع الأول 1430
مكة المكرمة: المدينة المنورة: الرياض: الندوة
أقيمت صلاة الاستسقاء صباح أمس في جميع مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها إتباعا لسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عند الجدب وتأخر نزول المطر أملا في طلب المزيد من الجواد الكريم أن ينعم بفضله وإحسانه بالغيث على أنحاء البلاد.
كما أقيمت الصلاة في الجامعات ومدارس البنين بمختلف مناطق المملكة.
وقد أدى جموع المصلين أمس صلاة الاستسقاء في المسجد الحرام يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم.
وقد أم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الذي ألقى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل والمبادرة إليه بالتوبة النصوح وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى.
وحثهم على الإلحاح في الدعاء والتضرع إليه وكثرة الاستغفار ومحاسبة النفس ومراجعتها كما حثهم على إخراج زكاة أموالهم وبر الوالدين والإحسان والتصدق على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والإكثار من الأعمال الصالحة والمحافظة على أداء الصلاة مع الجماعة، وحذرهم من المنكرات والمحرمات والتمادي في المعاصي والفتن وأكل أموال الناس بالباطل وبخس الموازين الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وقال فضيلته (إن المولى جل وعلا هيأ لنا أسبابا وفتح لنا أبوابا حثنا سبحانه على اغتنامها ووعدنا تحقيقها وما احذرانا أن نعنى بها ونقف على شيء من مكانتها وآدابها ومقاصدها وهي نعمة التضرع والدعاء والابتهال والرجاء فليس شيء أكرم على الله من الدعاء وأفضل العبادة الدعاء ).
وقال الشيخ السديس في خطبته (كم من رزية رفعت بالدعاء وكم من بلاء رد بسبب الدعاء وكم من ذنب ومعصية غفر بالدعاء وكم من منن ونعم وخيرات استجلبت بالدعاء وكم من محن ونقم استجبت بالدعاء فما أعظم شأن الدعاء ومكانته وأسمى قدره وجلاله وإن خير ما يستسقى به ويستغاث هو الدعاء).
وأكد فضيلته أن الدعاء تضرع ونداء وابتهال ورجاء وإشراق روح وانشراح وهو يقين واستمناح ومناجاة لاهفة واسترواح واستغاثة للديان واستمداد للهدى والصلاح ورقي في مدارج النجاح والفلاح والتقى والانشراح وكشف للخطوب والأتراح فهو لذة مناجاة وكان شأنه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام نهجهم ودأبهم وأدبهم وإربهم والدعاء الجياش بالصدق والخلاص هو حداء المتضرعين الذاكرين إلى نجوى رب العالمين يحيي همتهم إذا فتروا ومن لزم الدعاء رحم الله تذلله وخشوعه وحقق أمله ورجاءه وكشف غمه ونجاه، وبين فضيلته أن للدعاء شروطا وآدابا تصوغ إجابته وتنمي بركته ومنها ألا يسال العبد إلا الله ولا يدعو إلا الله سبحانه وتعالى مع إظهار الرغبة والافتقار والرهبة والانكسار ومن آدابه أيضا عدم الاعتداء بأن لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ومن كمال الدعاء ونبله حسن الظن بالله والإيقان بالإجابة مع الإلحاح بالدعاء والعزم فيه مشيرا فضيلته إلى أن لباب الدعاء وعماده حضور القلب وعدم استعجال الإجابة، مؤكدا فضيلته أن من مصوغات إجابة الدعاء أيضا اطابة الغذاء والشراب والكساء وان من كرم الله عز وجل وجوده على السائلين انه ما دعاه داع بصدق وضراعة وصفاء قلب ونصاعة إلا أعطاه سؤله معجلا أو ادخره له ثوابا خيرا منه مؤجلا أو صرف عنه من السوء كرما منه وتفضلا مع التأكيد على لزوم التوبة والاستغفار والتزود من الطاعات والاستكثار، وحثهم على الاستغفار والإكثار منه لأنه من أعظم أسباب الغيث وان يتوجهوا إلى ربهم بما كان يتضرع به نبيهم صلى الله عليه وسلم وما كان يتوسل به إلى مولاه فيقول ( الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا اله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا اله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم اسقينا غيثا هنيئاً مريئا طبقا مجللا سحا عاما نافعا غير ضار، عاجل غير غائب، اللهم تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمه لا سقي عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم اسقي عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت، اللهم إن من البلاد والعباد من اللأواء والضنك والجهل ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم إنا نستغفرك انك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرار).
اليكم الرابط
http://www.islamacademy.net/Index.as...m&id=7964&lang