السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعتبر البقوليات من الأغذية عالية القيمة الغذائية ويعتمد عليها كثير من الشعوب كبديل للحوم باعتبارها غنية بالبروتين النباتي. وهناك أكثر من خمسمائة صنف من البقوليات تختلف في أشكالها وتركيبها الغذائي والبعض يسميها (لحم الفقراء)؛ نظرًا إلى رخص ثمنها وتوافرها في معظم بقاع الأرض. وهي تفيد في بناءأنسجة الجسم وتقوية العظام والأسنان، وتساعد على زيادة نسبة الهيموغلوبين في الدم.
وتعتبر البقوليات مفيدة للتربة التي تزرع فيها لأن جذورها تحتوي على عقدبكتيرية تقوم بتثبيت الآزوت الجوي في التربة، وبذلك تخصب التربة التي تزرع فيها.
البسلة
من الخضراوات المحببة للمستهلك. تؤكل بذورها مطبوخة أومحفوظة في العلب أو تؤكل بذورها الجافة. وهناك صنف اسمه البسلة السكرية تؤكل قرونه الخضراء، وهي مفيدة للجسم ومنشطة وتحتوي على نسبة 30% بروتين و60% كربوهيدرات. وقداكتشف العلماء في أكاديمية العلوم الأمريكية أن في البسلة مادة تضعف الخصوبة عندالمرأة لذلك ينصحون النساء بالإقلال من تناولها. وتعرف في بلاد الشام باسم البازلاءوهي تحتوي على قدر جيد من فيتامين C ومتوسط من فيتامينات B3، B2، B1 وهي غنيةبالعناصر الغذائية الضرورية كالفوسفور والبوتاسيوم والمغنسيوم والكبريت والحديد،ولكن ينصح بمنع تناولها بالنسبة إلى المصابين بداء السكري والتهاب الأمعاءواضطرابات الهضم كما تمنع عن المصابين بالسمنة.
الفاصوليا
تزرع الفاصوليامن أجل الحصول على قرونها الخضراء، وهي غنية بفيتامينات أ، ب، ج، وبها نسبة لا بأس بها من الكالسيوم والفوسفور، كما أنها غنية بالكلوروفيل. أما الفاصوليا اليابسةفتحتوي على البروتين والفوسفور والبوتاسيوم والحديد والكالسيوم. وقد وجد أن عروق الفاصوليا الخضراء تحتوي على مادة تسمى (أينوزيت Inosite) وهي مادة مقوية للقلب،لذلك أقر الأطباء أن منقوع العروق الطازجة ينشط القلب ويقويه، ويؤخذ منه 70 نقطةإلى 120 نقطة أربع مرات في اليوم.
والفاصوليا غذاء جيد للمرضى فهي تجدد كريات الدم البيضاء وتهدئ الأعصاب، ومدرة للبول، ومقوية للكبد والبنكرياس، وتعطى في حالات النقاهة وبطء النمو، ولعلاج الزلال والسكر. والفاصوليا اليابسة غنية جدًا بالكربوهيدرات وسهلة الهضم وتوصف للرياضيين وذوي الأعمال الشاقة والمراهقين، وذلك لارتفاع قيمتها الغذائية. وتمنع عن المصابين بالسمنة وعسر الهضم والأطفال الصغار.
الفول البلدي
معروف من قديم الزمان واستخدم الإنسان قرونه الخضراء والجافة في التغذية والعلاج. وتشتهر بعض الدول العربية مثل: مصر وسورياوالمملكة العربية السعودية بتحضير أطباق شعبية متنوعة من الفول.
مكوناته: 68% ماء، 15% إلى 20% بروتين، 14.6% كربوهيدرات، 1.5% دهن وأملاح معدنية مثل الحديدوالفوسفور والكالسيوم، ويحتوي على فيتامينات منها فيتامين (ب) المركب. وترتفع نسبةالألياف في قشور البذور. ويؤدي احتواء بذور الفول على نسبة مرتفعة من حمض الفيتيك Phytic Acid إلى إعاقة امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور الموجودين بنسب عالية في بذور الفول بالأمعاء، وبالتالي عدم استفادة الجسم بشكل كامل منهما.
استخداماته قديمًا: قال عنه جالينوس ـ أشهر أطباء روما ـ: «يجفف ويجلو جرمه (بذوره) فيها من قوة الجلاء شيء، وأما قشره فقوته قوة تقبض ولا تجلو» ولهذا كان الأطباء يصفونه للمصابين بقرحة المعدة ومن به استطلاق البطن أو قيء. وقال عنه أبو بكر الرازي في كتابه باب (دفع مضار الأغذية) «الباقلاء بالجملة يبرد البدن، واليابس منه يخصب،وماء الباقلاء ينقي الصدر».
استخداماته في الطب الحديث: أزهار الفول لها فوائدلإدرار البول، وتنشط الهضم وتساعد في التخلص من الرمال وتهدئة آلام الكليتين، ووقف القيء ويتم ذلك بنقع (50 إلى 60) زهرة في قدحين من الماء الساخن لدرجة الغليان وشرب المنقوع بعد أن يبرد عدة مرات في اليوم. كما أن لب الفول الأخضر إذا غلي وشرب يفيدالمصابين بالرمل والحصى والتهاب الصفراء والكليتين والمثانة.
فوائده لمرضىالسكر: اكتشف العلم الحديث فائدة تناول بذور الفول المطبوخة ومنها الفول في تغذيةمرضى السكر لارتفاع محتواه من الألياف الغذائية، وبخاصة «الصموغ» التي لا تهضم ولاتمتص في الجهاز الهضمي للإنسان، فتقوم بامتصاص جزيئات السكر من على سطوحها الكبيرةنتيجة انتفاخها بالماء داخل الأمعاء، مما يساعد على تخفيف حدة ارتفاع مستوى السكربالدم، بالإضافة إلى ما يساهم به الفول من كربوهيدرات وبروتين في الطعام، ويمكن حصول مريض السكر في وجبات طعامه على أطباق بذور الفول المدمس حسب الحمية الغذائيةالتي يصفها له اختصاصي التغذية.
أما بالنسبة إلى مرضى القصور الكلوي فينصح الأطباء مرضى القصور الكلوي بتجنب تناول الأغذية البروتينية ذات المصدر النباتي كبذور الفول وما توفره الحبوب بقشورها من بروتين نباتي؛ وذلك لانخفاض احتواء الفول على الأحماض الأمينية الأساسية. لذلك يفضل حصولهم عليها من البروتين الحيواني كالدجاج والأسماك. من الملاحظ أن هضم الفول يستغرق مدة طويلة في المعدة لذلك ينصح الأطباء بعدم تناول الفول لذوي المعدة الضعيفة والمصابين بعسر الهضم؛ لأن الفول يرتفع فيه نسبة التانينات التي تثبط عددًا كبيرًا من إنزيمات الهضم مثل التربسينوالببسين لذلك فهو يستغرق مدة أطول في هضمه ويعطي إحساسًا بالشبع.
فول الصويا
نبات مشهور يزرع بكثرة في مصر ويحمل قرونًا مثل قرون الفاصوليا عليها زغب ناعمة. ويزرع أيضًا بكثرة في الصين واليابان وكوريا وإندونيسيا حتى أصبح غذاءرئيسًا في هذه البلاد. ويصنع منه حاليًا كثير من المنتجات التي أصبحت تشابه المنتجات الحيوانية مثل: لبن فول الصويا وسجق ولحوم فول الصويا. وهذه بالفعل لحوم ولكنها لحوم نباتية، كما يصنع منه جبن غني بالدهن والفوسفور. وبالإضافة إلى أهميته الغذائية الكبيرة فهو أيضًا يستخدم كدواء؛ فقد وصف فول الصويا بأنه غذاء كامل سهل الهضم يساعد على بناء العضلات والعظام. ويستخرج من حبوبه زيت ذو قيمة غذائية عظيمة. وقد أثبتت التجارب أن هذا الزيت يعمل على خفض نسبة الكوليسترول في الدم. وفي إيطاليا أجرى العلماء تجارب في هذا الصدد وقدموا لفريق من المرضى طعامًا مجهزًابالدهن والبروتين الحيواني فأدى ذلك إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في دمهم خلال ثلاثة أسابيع من العلاج، بينما قدموا لفريق آخر طعامًا جهز بزيت فول الصويا فهبط الكوليسترول في دمهم خلال ثلاثة أسابيع من العلاج.
اللوبيا
تزرع من أجل الحصول على قرونها الخضراء أو للحصول على بذورها الجافة. وفي بعض المناطق الإفريقية تؤكل أوراقها أيضًا. ويستخدم النبات كعلف للحيوان بعد جمع المحصول،ولكنها تحتوي على نسبة أقل من مثيلاتها من البقوليات في المحتوى الغذائي. وتؤكل بذورها مطبوخة وتتفنن الشعوب العربية في تحضير أطباق شهيةمنها.
الترمس
من البقوليات الغنية بالبروتين، إذ يحتوى على 30% منالبروتين، وهو ذو قيمة عالية وطبخ بذوره يدر البول ويهضم الأكلات الثقيلة ويطردالديدان. ويحتوي الترمس على مادة (الليسين) وهي مكونة من الكالسيوم والفوسفور، لذايعتبر الترمس مقويًا للأعصاب، ومقويًا للقلب، ويحتوى على مواد فعالة تسمى (القلويدات) وهذه المواد لها تأثيرها السام إلا أننا لا نأكله إلا بعد نقعه عدةأيام في الماء للتخلص من مرارته وتذهب سميته. والجسم يتخلص من هذه المواد السامةأولاً بأول ولكنه ضار إذا ابتلع الإنسان كمية من البذور الجافة غير المنقوعة في الماء. وأخيرًا أجريت أبحاث طبية تهدف إلى استخراج مواد طبية من الترمس لعلاج مرضىالصدفية. وقد أعطت هذه الأبحاث نتائج إيجابية للغاية، وأصبح الترمس أملاً جديدًالمرضى الصدفية.
العدس
من أغلى البقوليات على الإطلاق في العناصرالغذائية. وقد جاء عنه في دائرة المعارف الفرنسية «من المحقق أن الجبن والعدس والفاصوليا والبازلاء أغذى من لحم البقر من جهة المواد الزلالية والموادالكربوهيدراتية والدهنية أيضًا. وكثير من الناس يتوهمون أن اللحم هو الغذاء الأكثرتعويضًا للجسم، ولكن التحاليل أثبتت عكس ذلك. وقد ذكر د(هيج) الإنجليزي أنه لا يهلك الجسم سوى حمض البوليك إذا انتشر في الدم. وهذا الحمض مصدره اللحوم». ولا يوصف أكل العدس إلا لذوي المعدة الجيدة والذين يبذلون جهدًا عظيمًا. وقشر العدس يكافح الإمساك ويدر البول ويعالج فقر الدم ويحفظ الأسنان من النخر، وإذا سلق بالماء وهرس ووضعت منه كمادات على الخراجات فتحها. وينصح الأطباء بمنع العدس عن مرضى السمنةوالأمعاء الضعيفة والمصابين بأمراض الكبد والكلى والمرارة.
الحلبة
عرفت الحلبة في بلاد اليونان وتحتوي بذور الحلبة على 22% بروتين، 28% مواد غروية،وبالتحليل المائي تعطي نوعين من السكريات هما الملنوز والجلكتوز. وتحتوي البذورأيضًا على 6% زيوت ثابتة، وتحتوي على مواد هلامية ومادة (السابونين Saponin) وهيمقوية وملينة للأمعاء ومضادة للالتهابات. وكان قدماء أطباء الهند يستعملونه المعالجة الحالات المرضية.
زيت الحلبة
يحتوي زيت الحلبة على عامل فعال في إدرار اللبن للمرضعات. ويفيد مغلي بذور الحلبة مع التين والسكر والتمر في علاج بعض الأمراض الصدرية المزمنة مثل السعال والربو وضيق النفس. كما يعطى مغلي الحلبةللفتيات في سن البلوغ لتنشيط الطمث وعلاج فقر الدم وفقدان الشهية.
وينصح الأطباءالسيدات الحوامل بتناول مشروب الحلبة لأنه يعمل على مرونة عضلات الرحم فيسهل الولادة. وقد استخرجت من بذورها المطحونة كبسولات تعطى للسيدة الحامل في الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل. ويستعمل مغلي الحلبة لتسكين حدة السعال عند المصابين بالتدرن الرئوي. والبذور تستعمل لعمل لبخة على الدمامل للإسراع من شفائها ولعلاج الجلد المتشقق بدهنه ببذور الحلبة المنقوعة في الماء فيصيرناعمًا.
الحمص
من البقوليات الغنية جدًا بالمواد البروتينية، ويحتوي على كثير من الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والكالسيوم والمغنسيوم والكبريت. وهومغذ جدًا ومدر للبول ومسمن ومنشط للأعصاب. ولكن ينصح بعدم التمادي والإفراط في تناوله وخصوصًا لذوي المعد والأمعاء الضعيفة. والحمص الأخضر سهل الهضم، يحتوي علىفيتامينات وسكر ولكن كثرة تناوله تضعف الهضم. ويمكن عمل شوربة للأطفال في سن الرابعة والخامسة. كما يمكن تناوله للتسلية فهو يحتوي على نسبة 18% بروتين، 5% دهون، 61% نشويات؛ لذلك فهو له مكانة مرموقة على الموائد.
www.bab.com
دمتم سالمين
ام منصف