إجابة عن موضوع تحليل ومناقشة نص تربوي السلم 10

[aboumarouane]

مقدمة :
يعتبر الحقل التربوي حقلا معقدا و مترابطا يستلزم دائما الاعتماد على مجموعة من العلوم الإنسانية لمساعدته على استيعاب مكانته و إمكاناته و كذا تطلعات كل فئات المجتمع منه و من بين هذه العلوم نجد علم سوسيولوجيا التربية و التي تقارب معرفة الفعل التربوي مقاربة اجتماعية من خلال طرح عدة إشكالات ترتبط بالمدرسة و المجتمع و من بين الإشكالات التي تطرحها هذه المقاربة نجد :
- هل التطورات الحالية و الثورة المعرفية قد تكون سببا في التخلي عن الأدوار الطلائعية للمدرسة داخل المجتمع أم أن هذه التطورات تستدعي التمسك بشكل اكبر بالمدرسة داخل المجتمع ؟
- كيف يمكن للمدرسة أن تعزز مكانتها في المجتمع المعاصر؟
العرض:
في البداية يحاول النص أن يرسم صورة قاتمة عن وضع المدرسة داخل المجتمع بفعل التطورات و الثورات المعرفية و التكنولوجية التي يعرفها العالم فقد انتشرت المعارف و توفرت بشكل سهل و واسع و بفعل انفتاح كافة أرجاء العالم داخل دائرة واحدة أساسها الثقافة المشتركة و ثقافة القيم و احترام الآخر. إلا أن صاحب النص هنا ينبه إلى ضرورة عدم الانسياق وراء هذا الطرح معتبرا المدرسة مكانا ملائما ينطلق منه الفرد ليستوعب و يتأقلم مع هذه التطورات المعرفية من خلال اكتساب الكفايات الأساسية. وكذا ليندمج داخل المنظومة الكونية وهو مسلح بمجموعة من القيم العلمية ومتشبعا بثقافة حقوق الإنسان والتسامح وقبول الآخر. أضف إلى ذلك الدور الأساسي في توفير المكان الملائم والسليم ليبني المتعلم تعلماته بشكل دقيق حتى تبقى لديه مدى حياته مستغلا وموظفا إياها في الاندماج داخل مجتمعه لحل الوضعيات المشكلة التي تواجهه وحتى يعي هذه المعلومات ويحتفظ بها داخل ذاكرته لتفعيلها في أي وقت يريد.
إلا أن هذا الطرح يجد معارضة من بعض المتتبعين للحقل التربوي الذين يتبنون النظرية الصراعية داخل المدرسة كفضاء يجسد التفاوت الاجتماعي والسير وفق خيارات ورغبات الطبقة المسيطرة داخل المجتمع وكمثال فإنهم يعتبرون المدرسة مكانا يزيد من آفاق أبناء الطبقة الغنية بخلق مسالك مهنية وتعليم عالي ومكانا يحد من آفاق أبناء الفقراء وتوجيههم نحو الأعمال اليدوية ومنهم أيضا من يتبنى هذه النظرية من خلال المدخل اللغوي الذي يقول بأن المدرسة تعطي لغة وثقافة معينة تساير لغة الطبقات المسيطرة بحيث نجد أن لغة أطفال الطبقة الغنية تكون مسترسلة غنية بالنعوت... أما أبناء الطبقة الفقيرة تكون ضعيفة ومتقطعة ولا تخدع لأي منطق أو ترتيب كما أنها تكون مائلة إلى العدوانية.
لكن هذه النظريات باتت تعتبر متجاوزة لكون المدرسة كانت ومازالت رغم ظروفها تخرج أفواجا من المتعلمين الناجحين في حياتهم المهنية رغم أنهم انحدروا من أسر فقيرة وهنا نجد أن المشكل المطروح في مدى محاولة المدرسة أن تكون مكانا لتكافؤ الفرص فيما يخص التعلم وتعلم التعلم بغض النظر عن الأصول والميزات السيكولوجية أو السوسيولوجية أو السوسيوثقافية.
ومن جهة أخرى نجد أن طرح صاحب النص طرح يضع تصورا وصفيا لما يجب أن تكون عليه المدرسة داخل المجتمع دون ذكر الشروط اللازم تحقيقها وتوفيرها للمدرسة حتى تقوم بهذه الأدوار وإن لم تتوفر لها الشروط من خارج المجتمع كيف يمكن أن تطور وسائل عملها من اجل تعزيز مكانتها داخل المجتمع المعاصر؟
إن المدرسة كفضاء يجسد النظام التربوي و كأداة أساسية لتفعيل الحياة المدرسية من خلال مديرها و أطرها و تلاميذها و مؤطريها لقادرة على تعزيز مكانتها داخل المجتمع و قادرة على أن تطور وسائل عملها إدا ما توفرت الإرادة الداخلية لها .
فالمدرسة لتطور نفسها يجب أولا أن تجدد ذاتها و تواكب التطورات من خلال نهج حكامة جيدة على مستوى إدارة المدرسة و خلق بنيات تحتية تستجيب لآمال المجتمع تجاه أبنائه و تحفز التلاميذ على الولوج إلى المدرسة بارتياح. و من خلال التجديد و مقاربة الوضعية التعلمية التعليمية بمقاربة الكفايات و عدتها البيداغوجية من بيداغوجيا الفوارق و الخطأ و التعاقد و الإدماج و المشروع ضف إلى ذلك اعتماد آليات التنشيط التربوي وتنويعها داخل الفصل و تنويع أدوات التقويم و تخطيط الدعوم المندمجة حتى يساير المتعلم و يبقى داخل المدرسة دون هدر مدرسي. كما أنها يجب أن تجعل دائما ابن المجتمع في قلب الاهتمام و أن تراعي حاجاته النفسية و الاجتماعية و الثقافية و نموه السيكولوجي في سبيل جعله يبني تعلماته و يوظفها و يعبئها في وضعيات مشكلة سواء داخل القسم أو داخل المجتمع حتى يسهل اندماجه و حتى يحس هذا الأخير بتمار مدرسته وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال حث المتعلم ومكونات المدرسة (مجالس المؤسسة) على المشاركة الفعلية في تفعيل الحياة المدرسية من خلال الأنشطة الموازية الثقافية- الرياضية- الفنية. من خلال كل هذا نلاحظ أن المدرسة بهذا القدر والكم من الجهد في تطوير وسائل العمل لا تستطيع لوحدها أن تحل هذا العبء وعليه يتوجب عليها الانفتاح على المجتمع بقلب رحب من خلال جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ومن خلال الجمعيات المدنية وعقد شراكات في إطار إنجاز مشاريع للدعم النفسي – التربوي الاجتماعي للمتعلم دون إغفال شراكات إستراتيجية مع الجماعات المحلية ولم لا المنظمات والجمعيات الدولية حتى يتفاعل الكل مع المدرسة وحتى يعتبرها الكل جزء منه وبهذا يمكن للمدرسة أن تعزز مكانتها داخل المجتمع المعاصر بسهولة.
خاتمة:
يتبين أن للمدرسة فعلا دور هام في تنمية المجتمع وجعله معاصرا بأفراده إلا أن هذا قد يحيلنا على طرح سؤال جوهري: ألا يمكن القول أن هناك مسائل لا يمكن للمدرسة أن تمتلكها إلا إذا توفر لها الدعم المالي الكافي.
للإشارة تم طرح الموضوع كأرضية للنقاش والاستفادة وتوسيع الخبرة
في انتظار ردودكم وتوجيهاتكم وتصويباتكم تقبلوا تحياتي.

[مريم الوادي]

أشكر مجهودك أخي
الموضوع يتضمن العديدمن الافكار الهامة مما يعني أنك لامست خطوط الإجابة المطلوبة
ظروفي الصحية تمنعني الآن من التفاعل بجدية أكثر
لنا لقاء
تحيتي

[aboumarouane]

بالشفاء العاجل إنشاء الله

[mediateur]

trés bien , le texte est trés cohérent ,bonne chance cher ami

[aboumarouane]

اين الردود