حتى جيل التاسعة يعيش الطفل في عالم وهمي خيالي. يتداخل واقعه بخياله وتختلط عليه الأدوار. الطفل حتى هذا الجيل لا يقصد الكذب الذي يعرفه البالغ. تلك حالة طبيعية عند جميع أطفال العالم ومن جميع أنواع الشعوب والطبقات. يؤلف له سيناريو خاص بعالمه.
أما إذا سألت أمه عن فاعل لأحداث سلبية سوف يسقط الفعل على أي أحد من معارفه أو يختلق له شخصا خياليا يرمي عليه بجميع أفعاله غير المستحبة.
في مرحلة ما بعد التاسعة يبدأ الطفل بالكذب بهدف الاطمئنان لدوام حب أهله وحسن ظنهم له. دافع الطفل للكذب هو بسبب خوفه من نتائج صدقه وتلقيه أنواعا من العقاب. يلجأ الطفل للكذب بعد تعلم من تجارب سابقة بأن الصدق سوف يسبب له الأذى. يصبح الكذب عبارة عن وسيلة أو حيلة تطمئنه وتجعل حياته آمنة.
قول الطفل الحقيقة وعدم إخفائها عن أهله دليل واضح بأنه لا يخاف من نتائج صدقه. دعم أهله الدائم والتعبير له عن ثقتهم به هو الأسلوب التربوي الإيجابي الذي يجعله يداوم على قول الصدق من غير أي خوف أو تردد.