حماية القاصرين من جرائم الإنترنيت
أصبح أمن وحماية الأطفال خلال استعمالهم للانترنيت يشكل قلقا للآباء والمختصين في التربية ومهنيي المعلوميات. أصبحت سوق المعلوميات توفر العديد من التقنيات لحماية الأطفال، لكن خبراء التربية والإنترنيت يؤكدون على أهمية المزاوجة بين حرية الوصول إلى المعلومات والحماية والتحسيس. لذلك، لا يوصون بالمنع أو الرقابة، بل يفضلون المصاحبة للأطفال ومشاركتهم متعة الإبحار عبر الشبكة، وزرع الثقة فيهم، ومناقشة المشاكل التي تعترضهم، وشرح الأضرار التي يمكن أن تلحقهم وتلحق العائلة جراء الاستعمال الخاطئ للانترنيت. ويفضل خبراء التربية أن يتحول استعمال الإنترنيت إلى آلية عائلية تشترك في الاستفادة منه وتنظم الولوج إليه.
ويعتبر الخبراء أن هناك علامات خطيرة تمكن من الانتباه إلى احتمال انزلاق الأطفال للوقوع فريسة مجرمي الإنترنيت. ومن بين هذه العلامات:
- إذا كان الطفل يقضي وقتا طويلا أمام الإنترنيت خاصة أثناء الليل: إن الأطفال الذين يتم الإيقاع بهم يقضون وقتا طويلا أمام شاشة الكومبيوتر وخاصة خلال تصفح غرف الدردشة، وقد يفرغ الطفل بسرعة من الأكل من أجل استعمال الإنترنيت كما أنه يقضي نهاية الأسبوع أمام الجهاز
- . الإغراء يبدأ حين يتم التعرف على أصدقاء جدد وتبادل ملفات الأغاني الجديدة والهدايا.
- الأطفال المعرضون للمخاطر هم الذين يستعملون الإنترنيت أثناء الليل: ذلك، أن مجرمي الإنترنيت يقضون وقتهم أمام الإنترنيت طيلة ساعات النهار والليل ويعرفون جيدا كيف يتم الإيقاع بالأطفال عبر عرض الصور الجنسية مجانا.
- إذا وجدت صور جنسية بجهاز الكومبيوتر الذي يستعمله الأطفال: يعني ذلك أن مجرمي دعارة الأطفال يسهلون حصولهم على تلك الصور من أجل إظهار أن الممارسة الجنسية بين القاصرين والكبار أمر عادي. ويجب الانتباه إلى أن الأطفال يمكن أن يخفوا تلك الصور عن أنظار عائلاتهم.
- الأطفال يتوصلون بمكالمات هاتفية من أشخاص راشدين غرباء عن العائلة: أن يتوصل الأطفال أو يجرون مكالمات هاتفية مع أشخاص غرباء عن العائلة وخاصة من أماكن بعيدة. إن محترفي دعارة الأطفال يبحثون عن الاتصال الهاتفي مع الأطفال لإجراء مكالمات جنسية قد تتطور إلى لقاء مباشر. وعادة ما يتم الإيقاع بالأطفال عبر مدهم بأرقام هاتفية ليتم التعرف على الرقم الذي يتصلون منه، وهذه الطريقة تم استعمالها في الكثير من الحالات التي تم فيها التغرير بالقاصرين.
- الأطفال الذين يتوصلون بهدايا عبر البريد الإلكتروني أو عبر البريد العائلي من أشخاص غرباء: هذا مؤشر على أن الأطفال وقعوا في فخ المجرمين.
- الأطفال يغيرون فجأة مواقع التصفح أو يطفئون الجهاز: عند اقتراب أحد أفراد العائلة من الطفل ويتصرف بهذا الشكل، قد تعتبر هذه الحالة أن الطفل بصدد مشاهدة صور جنسية أو منهمك في محادثة غير لائقة.
- الطفل أصبح منزويا وكتوما ومنطويا عن باقي أفراد العائلة: إن محترفي دعارة الأطفال يبدلون مجهودا جبارا لعزل الطفل عن محيطه العائلي واستغلال توتر علاقاته العائلية للانفراد به. كما أن الأطفال الذين يتعرضون للاستغلال الجنسي يصبحون أكثر انطواء على أنفسهم.
نصائح للأطفال والقاصرين:
- لا تقدموا أبدا معلومات حولكم أو حول عائلتكم بدون الحديث أو استشارة الآباء، مثل اسمك ورقم هاتف المنزل ورقم هاتفك وعنوان العائلة أو المدرسة.
- إذا توصلتم بشيء أو شاهدتم شيئا يسبب لكم إحراجا، لا تحاولوا معرفة المزيد بمفردكم، اقفلوا الإنترنيت بسرعة واطلعوا الأولياء على ذلك فهم يعلمون ما يجب القيام به.
- تحروا حول هوية وقانونية منتديات الحوار المفضلة لديكم.
- إذا ما قررتم مقابلة شخص تعرفتم عليه في الإنترنيت، اصحبوا معكم أحد الوالدين وفي أماكن عمومية، وانصحوا من تودون مقابلته بنفس الشيء. عموما يجب إخبار الوالدين بذلك.
- تخلصوا من رسائل البريد الإلكتروني التي لم تطلبوا التوصل بها أو التي أرسلت من أشخاص لا تثقون فيهم، بدون فتحها.
- إبلاغ الأسرة عن أي تهديدات تتلقونها عبر الإنترنيت حيث يمكن التصدي لهذه التهديدات من قبل أولياء الأمور قبل أن تستفحل و تصل إلى مرحلة الابتزاز.
- لا ترسلوا أبدا صوركم أو رقمكم السري إذا طلب منكم ذلك من طرف أناس غرباء.
- لا تقبلوا أبدا أي عرض لتقديم الهدايا من طرف أناس غرباء.
- ساهموا مع أفراد العائلة في تحرير ميثاق عائلي حول استخدام الإنترنيت، واحرصوا على احترامه.
للدردشة باطمئنان:
- الدردشة تتيح الحوار بين شخصين متباعدين ولا يمكن لأحد أن يطلع على موضوع حواركم. لكن هناك حالتين يصبح فيها موضوع الدردشة رهن إشارة الجميع: أولا إذا كانت غرفة الدردشة عمومية يمكن لأي شخص أن يشارك فيها ويطلع على مشاركته في نفس الغرفة. ثانيا، إذا قمتم بدعوة آخرين للمشاركة في الحوار في نفس غرفة الدردشة . ويجب الحذر عند الدردشة مع أشخاص غرباء، لا تقدم أبدا اسمك وعنوانك وهاتفك، ولا تقبل دعوات اللقاء.
- عند الدردشة يتم استعمال أسماء مستعارة pseudo بهذه الطريقة لا يمكن معرفة هويتك أو هوية من تشاركه الدردشة، لهذا يجب الحذر فأي شخص يمكن أن ينتحل اسم أو صفة شخص آخر أو يقدم سنا غير سنه الحقيقي. فلا تستجيبوا للدعوات التي تريد منكم كشف أسمائكم الحقيقية حتى ولو قام من تحاوره بتقديم اسمه الحقيقي، فليس هناك مجال للتأكد من صحة ذلك.
- عند الدردشة لا تحاول الاستفادة من الاسم المستعار للقيام بأشياء ممنوعة مثل سب الناس أو تقديم معلومات خاطئة حول الأصدقاء أو أناس آخرين. فالتشريعات القانونية والالتجاء إلى مموني الإنترنيت وأجهزة الكومبيوتر تمكن من الوصول إليك.
- عند الدردشة لا تقبل هدايا من أشخاص غرباء.
- خلال استعمال الإنترنيت لا نعرف دائما مع من نتحدث، لكن بإمكان الشرطة أن تتوصل إلى هوية مستعمل الإنترنيت الذي يرتكب أشياء ممنوعة. ولا يمكن خلال الدردشة أن يتعرف المشرفون عليها على الهوية والسن الحقيقي الذي يقدمه المشاركون ومكان إقامتهم.
للإبحار بدون مشاكل:
- لا يمكن نشر صور أصدقائك بدون إذنهم وإذن أوليائهم سواء تعلق الأمر بموقعك الخاص أو بمدونتك blog أو في منتديات، ونفس الشيء بالنسبة للمعلومات الخاصة بالآخرين. فالقانون يحفظ الحياة الخاصة للناس ويعاقب من ينتهكها.
- عند استعمالك للإنترنيت أو خلال تصفح بريدك الإلكتروني، وخاصة إذا كنت تستعمل برنامج (p2p) يمكن أن تصادف صورا صادمة أو نصوصا تدعو إلي الكراهية والعنصرية. في هذه الحالة أخبر والديك أو أستاذك لكي يشعروا الجهات المسؤولة بذلك.
- هناك مواقع تقترح صورا أو مواضيع موجهة لمن تجاوز 18 سنة. وعكس التلفزيون لا يوجد أي شخص يمكن أن يمنعك من ولوج هذه المواقع، فقبل ولوجها يجب الإعلان في خانة خاصة أنك تتجاوز 18 سنة، وإذا كذبت بخصوص سنك لا تكون قد ارتكبت مخالفة، لكن لا تنسى أن هذه الاحتياطات موضوعة لحمايتك، فمضامين هذه المواقع تتسبب في أضرار نفسية لك. في هذه الحالة إذا ما أحسست بعدم الارتياح فاعرض الأمر على والديك أو أحد أساتذتك.
- إذا كنت تتوفر على مدونة خاصة بك blog، فلا يحق لك نشر صور أصدقائك بدون أخد الإذن منهم أومن أوليائهم.
- إذا ما أرسلت رسالة إلكترونية إلى أشخاص آخرين تتضمن كلاما أو صورا فاحشة، فقد تعرض نفسك للمسائلة القانونية إذا التجأ المتضرر إلى القضاء.
ميثاق عائلي لاستخدام الإنتيرنيت[/I]:
يوصي العديد من خبراء التربية بوضع ميثاق عائلي من قبل العائلة من أجل الاستعمال الجيد للإنترنيت. وذلك من أجل مواجهة وطرح كل ما يمكن أن يقع ، سواء كان ذلك مسموحا به أو ممنوعا، عند استعمال الإنترنيت داخل المنزل.
وهذا الميثاق يمكن من تفادي سوء التفاهم أو التصادم بينك وبين أفراد العائلة. ويمكن أن يتضمن هذا الميثاق بعض النصائح مثل مكان وضع الجهاز، وتوقيت ارتباط كل فرد بالإنترنيت، واستعمال الإنترنيت في غياب الأب والأم، وجدولة الاستعمال مع باقي الأنشطة، مثل تهيئ الفروض المدرسية والرياضة ووجبات الأكل...الخ. وينصح أن يشارك الأطفال في تحرير بنود الميثاق والتفاوض حول اقتراحاتهم، على أساس التزام الجميع ببنوده.
مركز حرية الإعلام نونبر 2007
[email protected]