"الصحافة ضرورية لعكس مطامح مدارس الجهة والإقليم ونقل إكراهاتها، ولا جدال حول أهمية التواصل حول المدرسة المغربية بين مختلف الشركاء والمتدخلين باعتبارهم فاعلين أساسيين في استكمال إنجاز المسلسل الإصلاحي. لكن لماذا ينادي الجميع برأس المدرسة العمومية مع العلم أن غالبيتهم من خريجيها؟ من يحفظ للمدرسة العمومية ماء وجهها ويعدد إنجازاتها بعدما تخصص الجميع في تعداد إكراهاتها وإخفاقاتها؟"
في كلمة شكر وترحيب بصحافة الإقليم الورقية والرقمية والمسموعة يومه الثلاثاء 20 شتنبر 2011 أشاد الأستاذ محمد جاي منصوري نائب وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على إقليم تاونات بالأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الصحافة في عكس مطامح مدارس الجهة وإكراهاتها، وبأهمية التواصل حول المدرسة المغربية بين مختلف الشركاء والمتدخلين باعتبارهم فاعلين أساسيين في استكمال إنجاز المسلسل الإصلاحي. وتساءل لماذا ينادي الجميع برأس المدرسة العمومية مع العلم أن غالبيتهم من خريجيها؟ من يحفظ للمدرسة العمومية ماء وجهها ويعدد إنجازاتها بعدما تخصص الجميع في تعداد إكراهاتها وإخفاقاتها؟
"تأمين الزمن المدرسي وحسن تدبيره والاستثمار الكامل والأمثل لزمن التعلم مع اعتماد حكامة جيدة واستراتيجية تواصلية محكمة للدخول المدرسي الحالي ضرورة وواجب وأولوية."
الدخول المدرسي لهذه السنة وحسب نائب وزارة التربية الوطنية بإقليم تاونات يتزامن والسنة الثالثة لتنزيل دعامات المخطط الاستعجالي، وهو محك أساس لترسيخ أجواء الثقة بين الشركاء ولدى المستفيدين.
وفي سياق آخر شدد السيد النائب في معرض عرضه على ضرورة تأمين الزمن المدرسي وحسن تدبيره والاستثمار الكامل والأمثل لزمن التعلم مع اعتماد حكامة جيدة واستراتيجية تواصلية محكمة للدخول المدرسي الحالي. وأعلن أنه سيعتمد رفقة فريق عمله أربعة مداخل متدرجة من أجل تأمين أكيد لهذا الزمن قوامها، أولا، إرساء الشفافية عبر الحث على الالتزام وتنمية روح المسؤولية. ثانيا الاحتكام لآليات ضبط وتسجيل الغيابات من أجل إرساء ثقافة الرصد والتتبع. ثالثا، المعالجة البيداغوجية عبر تركيز الانتباه على التلاميذ. ورابعا وأخيرا، المعالجة الإدارية من خلال تأصيل مبدأ تطبيق القانون في الممارسة المهنية كإجراء يحكم سلوك الجميع من دون استثناء.
حوالي 112802 تلميذ وتلميذة بإقليم تاونات استفادوا هذه السنة من المبادرة الملكية مليون محفظة، 11746 هو عدد المستفيدين من برنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة، في حين بلغ أسطول خدمات النقل المدرسي بالإقليم إلى 41 حافلة.
بعذ ذلك قدم النائب جردا بالجداول والأرقام لأهم إنجازات النيابة خلال الثلاث سنوات الآخيرة وتطور مؤشراتها من حيث عدد مؤسسات الإقليم والذي ارتفع بما معدله 10 مؤسسات محدثة، ومجموع الأقسام بكل الأسلاك والذي سجل تطورا ملحوظا بما معدله 288 فصلا جديدا في تساوق مع انخفاض عدد الأقسام المشتركة والمكتظة، وارتفاع في مجموع التلاميذ بما يقارب ال 7000 تلميذ إضافي خلال هذا الموسم، مع إشارته لما واكب هذه الزيادات من ارتفاع في حجم المستفيدين من الإطعام المدرسي والداخليات وضرورة تجهيز المؤسسات بالوسائل الديداكتيكية والمخبرية الضرورية، والمنح والزي المدرسي الموحد، والمبادرة الملكية مليون محفظة التي استفاد بموجبها هذه السنة حوالي 112802 تلميذ، وبرنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة الذي استفاد منه السنة الماضية بإقليم تاونات 11746 تلميذ وتلميذة، وخدمات النقل المدرسي التي صار الإقليم يتوفر بفضلها على 41 حافلة نقل مدرسي ووزع عبرها 554 دراجة هوائية.
النائب قدم قراءة وافية في نتائج الحركة الانتقالية الوطنية والجهوية، وأكد أن نتائج الحركة المحلية وملفي إعادة الانتشار والبث في ملف الفائض والتكليفات كلها عمليات لن تتجاوز تاريخ الخامس والعشرين من هذا الشهر كحد أقصى.
نائب الإقليم عرج خلال عرضه على المقارنة بين عدد الزيارات التي قام بها أطر التفتيش في المواسم السابقة بالمقارنة مع الموسم الدراسي المنصرم الذي شكل استثناء . وتناول بالتفصيل مشاريع الإحداث والتوسيع والتأهيل التي عرفتها البنية التحتية المدرسية ما بين حجرات دراسية وأقسام للتعليم الأولي ولذوي الاحتياجات الخاصة وملاعب، ومستودعات، ومدارس جماعاتية...
أسئلة الزملاء الصحافيين كانت مكاشفة وجريئة وصادقة، تعكس في عمقها غيرة طافحة على أبناء الإقليم، تناولت إشكالية تأخر إتمام البناءات في بعض المؤسسات، وتلكؤ انطلاق الداخليات في بعض بلدات الإقليم، ووضعية أعوان الحراسة والنظافة، والمتعاقدون، وظاهرة الاعتداءات على نساء ورجال التعليم ومبان المؤسسة وممتلكاتها خلال عطلة الصيف، وتوقف بعض حافلات النقل المدرسي، وعلاقة النقابات بالإدارة ومشكل ضم بعض الأقسام، والفرق بين الأستاذ الكفيل والأستاذ المرشد والأستاذ الملكف بفرعية... وضعف الخدمات الاجتماعية وبنيات الاستقبال المقدمة لرجال التعليم بالإقليم. كما نوه البعض بالصحوة التي عرفها قطاع التعليم بالإقليم بعد سنوات مريرة من التهميش التجاهل.
أجوبة السيد النائب لم تنهل من قاموس الوعود والمداراة، بل اعترف ببعض التعثرات والإكراهات وشدد على أنه يتعامل مع كل شكاية ترد على مكتبه بالصرامة والحزم الضرورين وأكد أن بعض الظواهر التي تمس المدرسة المغربية تم تناولها بالدراسة العلمية الدقيقة، كما أن تجاوزها يقتضي شراكة وتعبئة والتفافا حولها. كما أشاد في المقابل بجمعيات الأباء، وببعض الجمعيات النشيطة في القطاع، وبأساتذة الإقليم الذين ضحوا السنة المنصرمة بآلاف الساعات التطوعية المجانية وعلى الخصوص بعامل الإقليم الذي يبدي تفهما وحركية ملحوظة من أجل حماية حرمة المدرسة العمومية ببلدات ودواوير الإقليم وتجاوز كل الإكراهات التي لاتزال تعترض مسارات المدرسة العمومية وتعوق سبل تحسين جودة المدرسة المغربية.
نورالدين شكردة