دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
عزلة المناطق الجبلية
يكشف المؤرخون عن مشاهد عنف نادر بوصفهم للمعارك الرهيبة التي دارت بين جيوش السلطان مولاي إسماعيل وقبائل بربر الأطلس.ويكفي التذكير بالحملة التي قادها السلطان سنة 1692 ضد قبائل الأطلس المتوسط, والتي خلفت في صفوفها 12000ضحية.
كانت القبائل الجبلية تزحف نحو السهول لكنها كانت تجد التعزيزات العسكرية واقفة لها بالمرصاد.
قد يتبادر إلى الذهن سؤال من قبيل ما فائدة هذا التقديم ؟والجواب هو انه أي التقديم يصلح كمسوغ لأسئلة أخرى مثل : لماذا القبائل الأمازيغية تنعزل بمناطق جبلية صعبة و نائية؟وما دور الدولة و مؤسساتها في فك العزلة عنها ؟
الحقيقة أن النوايا الحسنة للنظام المغربي في إدماج سكان المغرب المنسي لم تترجم بعد إلى إجراءات وتطل الجهود المبذولة في هذا الصدد غير كافية بل بلا مفعول ولا ترقى إلى طموح السكان.
إن تلك المناطق تعيش عزلة موحشة وحياة ضنكى في غياب أدنى شروط العيش الكريم من ماء صالح للشرب وكهرباء ومستشفيات الخ..فهذه الشروط حتى لو وجدت فإنها تتسم بالمحدودية إذ لا يستفيد منها سوى القليل ,زلا عجب إن قلنا إن تلك المناطق الجبلية لا تصلح سوى للاستكشاف.
فهي بالنسبة للزائر تنبسط لها الأعين و تنشرح لها الصدور,أما بالنسبة للمرابط بها فهي أشبه بجحيم.
ولنعطي صورة عن حال تلك المناطق و معاناة سكانها دون الوقوع في التعميم يكفينا أن نعاين الواقع المرير لسكان حاحا بإقليم الصويرة,فهذا المجال ذو الطابع الجبلي يبقى من أصعب المناطق و أفقرها,
الحق يقال أن تلك المناطق مهمشة ولا تحظى بالقدر الكافي من الاهتمام مقارنة مع المناطق الحضرية و السهلية عامة.الشيء الذي يعرقل مسيرة التنمية ببلادنا ويكرس لواقع طبقي ,كما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة للعاملين بهذه المناطق من أطباء وممرضين وأساتذة الخ...
ولا شك أن المخططات الحكومية أن تعير اهتماما كافيا لمشاكل ساكني المناطق الجبلية عبر الرفع من المشاريع التنموية وذلك إنصافا لحقوقهم في العيش الكريم.