لمادا ضرورة اقحام تقنيات التواصل و الاتصال بالمدرسة الحديثة
السلام عليكم .
لقد بدلت الوزارة المهتمة بالتربية و التعليم ببلادنا جهودا , بشراكة مع جمعيات مختصة من أجل تزويد مجموعة من المؤسسات ,بالوسط القروي و الحضري بحواسب ووسائط حديثة ,بغية ادماج تقنيات التواصل و الاتصال بالمدرسة المغربية ,في افق تعميم التجربة .لكن لوحظ ان العملية لم تعر الاهتمام الانسب , و ان كان ,البعض من الاساتدة تلقى تكوينا اوليا ,يؤهله لاعطاء انطلاقة حقيقية لتحقيق الهدف المنشود من العملية .و هنا نتساءل ما هي اهمية هده التقنيات في تحقيق الجودة المرجوة ؟و كيف تساهم هده التقنيات الحديثة و الوسائل في الرفع من مستوى التحصيل ,و في تركيز التعلم على المتعلم و في المساهمة في تكوين كفاياته الضرورية ؟ و ما هي الشروط الموضوعية التي حتمت ضرورة اعتماد هده الوسائل ؟
ان التقنيات الحديثة للمعلومات و الاتصال من حواسب و انترنيت و غيرها ,توفر دون شك امكانات هائلة من المعارف و المعلومات و التقنيات ,كما انها أوجدت وضعا جديدا و مخالفا ,لما كان عليه الامر ,فيما يتعلق بعلاقتنا بالمعلومة من حيث الزمن و المسافة و المكان .اد بفضلها انمحت الحواجز و اضحى العالم كأنه قرية صغيرة . و هدا ما يعني بالنسبة لحقل التربية و التعليم ظهور ادوات و وسائط جديدة لتغني ممارستنا و تعززها و اصبح بدلك متعلم اليوم ينتمي الى محيط بدون حواجز ,من جهة, توفر المعلومة و انتشارها و هو محيط يتميز بالتنوع و التعدد و الاختلاف .هدا الامر قد يجعل المدرسة امام مسؤوليات جسيمة حتى لا يقع شبابنا طعما سائغا امام مظاهر الاستيلاب.و هو ما يتطلب صياغة برامج و مناهج تجعل المتعلم متشبع بقيمه الدينية و الوطنية و الثقافية .و كدلك لتكوين متعلم قادر على الفعل بنفسه ,منفتح و مستقل في اتخاد قراراته قادر على حسن الاختيار و التصرف بالشكل المطلوب امام كل طارئ-و حسن التعامل معها بما ينمي مختلف جوانب شخصيته حسب المرغوب فيه .
ان غالبية المهن التي تنتظر الطالب او التلميد في المستقبل توجد مستقبلا دون شك في علاقة مع هده التقنيات .فالأدوات التي سيستعمل السباك و الميكانيكي و حتى النجار قد تتغير وتصبح دات صلة بما هو تكنولوجي او اليكتروني و ان سوق الشغل مستقبلا .قد تتطلب مهارات و كفاءات في هده المجالات الحديثه. و من تم ضرورة تزويد المتعلم بما يؤهله لدلك .و نشير هنا ان النظرة الحالية للتربية ترى ان الحكم على نظام تربوي معين بالجودة ,يرتبط اساسا بمدى مواكبته لروح التطور و التقدم و هناك من يرى ان الامم التي لا تراجع نظمها و نظامها التعليمي و التربوي ,لتطورها نوعا و كما ,في زمن التحولات ,تضمحل لديها القدرة الفعلية على الامساك بمصيرها الراهن .لان اهتمام الامم بالتربية و التكوين هو اهتمام بصناعة المستقبل دون شك .
من خلال ما تقدم تظهر لنا بجلاء اهمية اقحام هده الوسائل في نظامنا التربوي و البيداغوجي ,فالحاسوب مثلا قد يغني عن مجموعة من الوسائل. فهو يجمع بين ما هو مرئي و مسموع و مكتوب . و هو معجم حي, و هو الة تسميع ,و هو مرسم بما يوفر من رزم و ادوات .وقد يعود المتعلم على التفاعل و التدقيق ,بما يستعمل من رموز .نهيك عن كونه ينوع ما يتعلمه المتعلم في المجال الواحد . اد يساعدعلى تطوير المهارات و الانشطة في حل المشكلات عن طريق الملاحظة و الجمع و التصنيف و التحليل و التفسير و التمثيل .و من تم فهو يساعد على التعلم الداتي. و يساعد على تحمل المسؤولية اثناء التعلم . هدا نهيك عن كونه مشوق و مرفه ,بما يقدم من العاب و اغاني و اناشيد ترفيهية تعليمية هادفة .
لكل هده الأسباب أصبح التفكير في تعميم الاستفادة منه امرا ضروريا , فصناعة البشر, أضحت صناعة مربحة, و اساسية في عالم اليوم . و ان اكبر ثروة يمكن ان نعتد بها ,هي الثروة البشرية. فكيف نبقى بعيدين عن ركب عالمنا و ننشد الرقي و الازدهار ؟
رغم كل ما ذكرت في عرضك المتميز ،فقد تخلت الحكومة عن برنامج تزويد المدارس بالحواسيب وبالتالي تخلت العديد من المنظمات والجمعيات الدولية عن مشروع تسليم وزارة التربية لعدد هائل من الحواسيب مجانا .حسبنا الله ونعم الوكيل.
أشكرك أخي الموضوع القيم
ولي إضافة بسيطة بهدف التفاعل ليس إلا
لقد ثبت في عصر الاتصال و التواصل أن الاقتصار على الثالوث المدرسي (مدرس ,تلميذ , مادة دراسية) لم يعد أمرا كافيا للتكوين و التثقيف بسبب الانفجار المعرفي الذي أصبحنا نعيشه ,فالمعرفة تعددت وتشابكت وتعقدت , وأصبحت المعارف والمعلومات تنتقل عبر وسائل لاتخضع للحواجز التقليدية كما كان سائدا من قبل ,كما أن وسائل الإعلام أصبحت تقدم للمتعلم ثقافة جاهزة غالبا ما تدفعه إلى الاستهلاك وتؤدي به إلى الانبهار والاستلاب الفكري....في ظل هذا التغير الذي ما فتئ يؤثر باستمرار على المتعلم ,كان لابد من اعتماد الوسائط الحديثة بهدف إخراج المتعلم من موقف الانتظارية إلى موقف البحث عن المعلومات من جهة, ومن حهة أخرى بهدف إكساب المتعلم القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة حماية له من أخطار الاستيلاب الفكري والتغريب.