نظرية التعلم السلوكية
[تحرير] النشأة
ظهرت المدرسة السلوكية سنة 1912 في الولايات المتحدة, و من أشهر مؤسسيها واطسون .
من مرتكزات النظرية التمركز حول مفهوم السلوك من خلال علاقته بعلم النفس, و الإعتماد على القياس التجريبي، و عدم الاهتمام بماهو تجريدي غير قابل للملاحظة و القياس. [تحرير] طبيعة و مفاهيم النظرية الإجرائية
السلوك
يعرفه سكينر بأنه مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي. و هو إما أن يتم دعمه و تعزيزه فيتقوى حدوثه في المستقبل أو لا يتلقى دعما فيقل احتمال حدوثه في المستقبل.
المثير و الإستجابة
تغير السلوك هو نتيجة و استجابة لمثير خارجي.
التعزيز و العقاب
من خلال تجارب ثورندايك يبدو أن تلقي التحسينات و المكافآت بصفة عامة يدعم السلوك و يثبته، في حين أن العقاب فينتقص من الأستجابة و بالتالي من تدعيم و تثبيث السلوك.
التعلم
هو عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد[1]. [تحرير] بعض المبادئ في النظرية الإجرائية
· التعلم ينتج من تجارب المتعلم و تغيرات استجابته.
· التعلم مرتبط بالنتائج.
· التعلم يرتبط بالسلوك الإجرائي الذي نريد بناءه.
· التعلم يُبنى بدعم و تعزيز الأداءات القريبة من السلوك.
· التعلم المقترن بالعقاب هو تعلم سلبي.
[تحرير] النظرية السلوكية و التربية
إن أفكار سكينر و أطروحاته، قد أحدثت عدة تغييرات في التفكير التربوي و البيداغوجي بصفة عامة. فسكينر يعتبر مثلا أن الطفل في البيداغوجيا الكلاسيكية كان يتعلم لينجو من العقاب، مع غياب كل أشكال الدعم.
[تحرير] المضمون المعرفي
محدد الإثارة
كل مضمون معرفي يقدم للتلميذ لابد أن تتوفر فيه شروط قادرة على اثارة الإهتمام و الميولات و الحوافز.
محدد العرض النسقي للمادة
و معناه تفكيك و تقسيم المادة وفق وقائع و معطيات، مع ضبط العلاقات بين مكوناتها, ثم تقديمها وفق تسلسل متدرج و متكامل.
محدد التناسب و التكيف
إن المادة المقدمة للتلميذ يجب أن تتناسب و مستوى نموه من جميع النواحي.
محدد التعزيز الفوري
كلما تم تعزيز الإستجابات الإجرائية الأيجابية عند المتعلم كلما وقع التعلم بسرعة أكبر.
[تحرير] نظرية التعلم الجشطلتية
ظهرت المدرسة الجشطلتية على يد ماكس فريتمر ، كورت كوفكا و فولف جالج كوهلر هؤلاء العلماء المؤسسون رفضوا ما جاءت به المدرسة الميكانيكية الترابطية من أفكار حول النفس الإنسانية. فقاموا بإحلال المدرسة الجشطلتية محل المدرسة الميكانيكية الترابطية، و جعلوا من مواضيع دراستهم: سيكولوجيا التفكير و مشاكل المعرفة...
[تحرير] المفاهيم الجشطلتية
الجشطلت
هو أصل التسمية لهذه المدرسة, و يعني كل مترابط الأجزاء باتساق و انتظام، بحيث تكون الأجزاء المكونة له في ترابط دينامي فيما بينها من جهة، و مع الكل ذاته من جهة أخرى. فكل عنصر أو جزء من الجشطلت له مكانته و دوره و وظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل[2]
البنية
تتكون من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية, تحكمها ديناميا و وظيفيا.
الاستبصار
كل ما من شأنه اكتساب الفهم من حيث فهم كل الأبعاد و معرفة الترابطات بين الأجزاء و ضبطها.
التنظيم
تحدد سيكولوجيا التعلم الجشطلتية القاعدة التنظيمية لموضوع التعلم التي تتحكم في البنية.
إعادة التنظيم
ينبي التعلم على إعادة الهيكلة و التنظيم نحو تجاوز أشكال الغموض و التناقضات ليحل محلها الاستبصار و الفهم الحقيقي.
الانتقال
تعميم التعلم على مواقف مشابهة في البنية الأصلية و مختلفة في أشكال التمظهر.
الدافعية الأصلية
تعزيز التعلم ينبغي أن يكون نابعا من الداخل.
الفهم و المعنى
يتحقق التعلم عند تحقق الفهم الذي هو مشف استبصاري لمعنى الجشطلت، أي كشف جميع العلاقات المرتبطة بالموضوع، و الانتقال من الغموض إلى الوضوح. [تحرير] التعلم و النظرية الجشطلتية
نظرة المدرسة الجشطلتية للتعلم تختلف عن نظرة السلوكية، فإذا كانت هذه الأخيرة، و كما سبق ذكره تربط التعلم بالمحاولة و الخطأ و التجربة, فالمنظرون للنظرية الجشطلتية يعتبرون أن التجارب على الحيوانات, لا يمكن تطبيقها على الإنسان, و في هذا الصدد يقول كوفكا :
يعني في المقام الأول أن لا شيء جديدا يمكن أن يتعلم، هو استبعاد بعض هذه الاستجابات, و تثبيت ما بقي منها، و لكن ليس لهذا السلوك أي غرض أو اتجاه, و على الحيوان أن يحاول عبثا...إذ ليس للحيوان أدنى فكرة عن السبب الذي من أجله يتحول سلوكه...إنها تتعلم بطريقة عمياء.
[3]
و هكذا دون ذكر كافة انتقادات الجشطلتيين للسلوكيين, فالتعلم حسب وجهة نظر الجشطلتيين يرتبط بإدراك الكائن لذاته و لموقف التعلم, فهم يرون التعليم النموذجي يكون بالإدراك و الانتقال من الغموض إلى الوضوح. فكوفكا يرى أن الطفل يكون له سلوك غير منظم تنظيما كافيا، و أن البيئة و المجتمع هو الذي يضمن لهذا السلوك التنظيم المتوخى.
إن العلماء الجشطلتيين يرون أن كل تعلم تحليلي ينبني على الإدراك, و هو أيضا فعل شيء جديد, بالإظافة لامكانية انتقاله لمواقف تعليمية جديدة الشيء الذي يسهل بقاءه في الذاكرة لزمن طويل... [تحرير] مبادئ التعلم في النظرية الجشطلتية
نورد بعجالة مبادئ التعلم حسب وجهة نظر الجشطلت:
1. الاستبصار شرط للتعلم الحقيقي.
2. إن الفهم و تحقيق الاستبصار يفترض إعادة البنينة.
3. التعلم يقترن بالنتائج.
4. الانتقال شرط التعلم الحقيقي.
5. الحفظ و التطبيق الآلي للمعارف تعلم سلبي.
6. الاستبصار حافز قوي, و التعزيز الخارجي عامل سلبي.
7. الاستبصار تفاعل ايجابي مع موضوع التعلم.
[تحرير] النظرية الجشطلتية و التربية
ساهمت نظرية التعلم في تغيير و تطوير السياسات التعليمية و التربوية في عدة دول، ذلك في النصف الأول من القرن20. تحتكم بيداغوجيا الجشطلت من مبدأ الكل قبل الجزء، الشيء الذي يعني إعادة التنظيم و البنية الداخلية لموضوع التعلم.
لقد استفاد الديداكتيك من النظرية الجشطلتية، فأصبح التعليم يبدأ من تقديم الموضوع شموليا، فجزئيا وفق مسطرة الانتقال من الكل إلى الجزء، دون الإخلال بالبنية الداخلية، و في نفس الوقت تحقيق الاستبصار على كل جزء على حدة.
و هكذا فنظرية الجشطلت ساهمت بحد كبير في صياغة السيكولوجيا المعرفية, و بالخصوص سيكولوجيا حل المشكلات...