مدير أكاديمية العيون يسقط في أول امتحان تجريبي له

[آثار على الرمال]

عقد مدير أكاديمية العيون الجديد لقاءا مع بعض النقابات من أجل استطلاع آراءهم حول عدة نقط وجس نبضهم في أخرى، ونظرا لكون اللقاء كان انتقائيا بدرجة تسعين في المائة، حيث استعرض سيادته في أول لقاء له بالنقابات استعداده لإشراك الشركاء في كل الأمور التربوية والتي تهم الشأن التعليمي كما جاء في تدخلات بعض ممثلي نساء ورجال التعليم. وأنه سيعمل بحسن نية مع كافة الشركاء من اجل تدبير ملف تدريس بنات وأبناء المغرب بهده الربوع، لكن ﻫﺬه النية لم تدم أكثر من أسبوع حيث ظهر جليا أن كلام الليل يمحوه كلام النهار. فعند إعلان نتائج انتخابات ممثلي الموظفين في حظيرة اللجان الثنائية، تم إقصاء إحدى النقابات التي جاءت متأخرة بعد علمها بالخبر وسجلت احتجاجها الذي هزت به أركان القاعة التي كانت تأوي المجتمعون، فما كان على المسؤول عن القطاع إلى أن طأطأ رأسه أمام احتجاج ﻫﺬه النقابة والتمس من أعضائها الالتحاق بالاجتماع مبديا أسفه للنقابة الفذة التي رفضت تناول العشاء قبل سماع النتائج.
وفي اجتماع آخر عقب الأول حضرته بعض النقابات دون أخرى كشر السيد المدير عن أنيابه وأخبر الحاضرين بأنه سيعيد النظر في التوقيت المكيف الذي اعتمده سلفه ﻤﻨﺫ سنوات وأصبح مكسبا للشغيلة التعليمية بالأقاليم الصحراوية، وأن محاضر الخروج ستوقع ابتداء من يوم العاشر يوليو عكس ما كان عليه الأمر في عهد المدير السابق الذي تفهم طلب النقابات الناتج عن الإكراهات التي يواجهها نساء ورجال التعليم خلال العطلة الصيفية نتيجة بعد المسافة عن مدنهم الأصلية بالإضافة إلى مشاكل النقل التي تعرفها المنطقة، ثم إن نسبة كبيرة من المدرسين تنتهي أعمالهم مع نهاية يونيو وبقاءهم حتى العاشر من يوليو أصبح دون جدوى. وعندما استشعرت النقابات بالخطر المحدق بها أزبد وأرغى بعض ممثلي الشغيلة في ﻫﺬا الاجتماع الأول من نوعه، فما كان على المسؤول الأول عن قطاع التربية والتكوين إلا أن عبر مرة ثانية عن تفهمه لمطلب الشركاء ووعدهم بدراسة الموضوع ليبدي موافقته المطلقة.
السؤال المطروح: ما هي الأسباب والدوافع التي جعلت من هدا المسؤول أن يبادر إلى النبش في مكتسبات راكمتها الشغيلة بهده المنطقة، فعوض البحث عن مخرج لما يعرفه قطاع التربية والتكوين بالمنطقة عبر فتح الجسور مع كافة الفاعلين في الحقل التربوي دون تميز، تفتقت عبقرية السيد المدير على انتقاء الشركاء حتى في أمور لا ينظمها القانون، مثل الاجتماعات التي تهم الامتحانات واللقاء التواصلي الأخير الذي عقد بمركز الاستثمار الذي حشدت له الأكاديمية اطر الإدارة التربوية وهيأة التفتيش للتواصل في موضوع الحياة المدرسية وكان هده الحياة لا تعني إلا هاتين الفئتين من اطر الوزارة، ومما جعل ﻫﺬا اللقاء كسابقه من اللقاءات التي كانت تعقد في الظلام بالأكاديمية خلال السنوات الماضية بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام الغير رسمية لما كانت تعرفه من خشونة سنعرض لها في عدد قادم بحول الله.
فكل هده اللقاءات والتحركات والقرارات التي تتخذ دون استشارة مع الفر قاء الاجتماعيين صونا للمكتسبات ورغبة في تحقيق نتائج أحسن مستقبلا جعلت المسؤول الجديد يسقط في أول امتحان تجريبي له دون أخد بعين الاعتبار نصيحة سلفه الذي أوصاه بأﺨﺫ التوازن.
وعليه ﻔﻫﺬه هي البداية لفصول المخطط الاستعجالي الذي سيأتي على ما تبقى من المدرسة العمومية، في غياب تام للشركاء ووسائل الإعلام تحقيقا للشفافية والحكامة الجيدة التي شنفت أداننا بها ﻤﻨﺬ سنوات، والبقية تأتي.

المصدر: الجريدة التربوية الالكترونية - 2009/06/04

[mizhar]

شكرا على الخبر

[mizhar]

merci pour l'information