|
||||||
|
|
أدوات الموضوع |
|
||||||
الكسوف
 الكسوف آية من آيات الله عز وجل يخوف بها عباده - بيان حكم صلاة الكسوف لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق قسم الله عباده إلى قسمين فمنهم مؤمن ومنهم كافر وعلى الله قصد السبيل ومنهم جائر وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو العزيز القوي القاهر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أتقى مأمور وأهدى آمر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الألباب والبصائر وعلى التابعين لهم بإحسان ما أمن بالحق مؤمن وشك فيه حائر وسلم تسليماً كثيرا ... أما بعد ... أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بما سخر لكم من مخلوقاته العظيمة فقد سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه )وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) )وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) سخر لكم الشمس والقمر لقيام مصالحكم الدينية والدنيوية والفردية والجماعية فكم من مصلحة في تنقل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول وكم من مصلحة في ترددها في شروقها وغروبها في بذوقها والأفول وكم من مصلحة في تنقل القمر في منازله ومعرفة السنين والحساب في إبداره وإهلاله لقد جعل الله تعالى لقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزته وتمام قدرته وحكمته تسيران بأمر الله تسيران بأمر الله تبارك وتعالى حسب ما أمرهما السير المعتاد الشمس ضياءٌ وسراجٌ وهاج والقمر نور نورٌ منيرٌ يضيء الليل للعباد فإذا أراد الله تخويف عباده كسفهما بأمره فأنطمس نورهما كله أو بعضه بما قدره الله تعالى من أسباب تقتضي ذلك يقدر الله تعالى هذا تخويفاً للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه عباد الله إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من الله تعالى لعباده يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت أسبابها ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها فالكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  يخوف الله به عباده فهو تخويف من عقوبات وشرور تنزل بالعباد لمخالفة أمر الله وعصيانه ولقد ظل قوم غفلوا عن هذه الحكمة العظيمة لجهلهم بالشريعة فلم يروا في الكسوف بأساً ولم يرفعوا به رأساً ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار ولم ينيبوا إليه بالذل والانكسار فقالوا هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يعلم بالحساب فوالله ما مثل هؤلاء إلا مثل من قال الله عنهم من الكفار المعاندين )وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) فما أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وجهل فليرجعوا إلى السنة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثبوتاُ لا شك فيه في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتاب السنة إذاً فهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال يخوف الله بهما عباده) هل قال ذلك على الله من تلقاء نفسه كلا والله أو قال ذلك جاهلاً بما يقول كلا والله لم يتقول ذلك على ربه وإنما قال هذا بوحي من الله عز وجل فهو صلى الله عليه وسلم لم يعلم حكمة الله بذلك إلا بما علمه ونحن نشهد الله عز وجل ونحن نشهد الله عز وجل وكفى بالله شهيداً ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو حق وأنه ما كذب ولا كُذب وأنه ما كذب ولا كذب وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعلم الخلق بالله تعالى وبحكمته وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنصح الخلق لعباد الله وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصدق الناس قولاً وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفصحهم بياناً وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهداهم سنةً وطريقا فصلوات الله وسلامه عليه سبحان الله سبحان الله سبحان الله كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف إن الله يخوف به عباده) ثم يقول هذا: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب إن هذا التساؤل لا يرد أبداً لا يرد أبداً على لسان من يؤمن بالله ورسوله إن المؤمن يجب أن يسلم بما قاله الله ورسوله تسليما كاملاً ويعلم علماً يقيناً أن ما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يمكن في الواقع أن يخالف ما يقع أبداً وإنما يظن المخالفة من قل نصيبه من العلم والإيمان أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع ونحن نقول ونحن نقول إن الكسوف يعرف بالحساب معرفة لا شك فيها ولهذا يقدرونه بالدقيقة والساعة والزمن النهاري أو الليل ولكن هذا لا ينافي أن يكون هذا تخويفاً من الله عز وجل للعباد فنجمع بين الواقع وبين الشرع لأن الشرع لا يخالف الواقع أبداً فلله تبارك وتعالى في تقدير الكسوف حكمتان حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفةٌ عند علماء الفلك وأهل الحساب وحكمة شرعية وهي تخويف العباد وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من أطلعه الله عليها من الرسل فهل باستطاعة أحد أن يعلم أن يعلم لماذا قدر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدره لكذا وكذا وهذا هو ما بينه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال يخوف الله بهما) إي بالشمس والقمر إذا كسفت يخوف الله بهما عباده) وهذا، وهذا يبطل ظن من ظن من الناس أن الكسوف أمر طبيعي إذ لو كان أمراً طبيعياً لكان أمراً مطرداً منتظماً كما ينتظم الهلال وكما تنتظم الفصول باختلاف مدار الشمس لكنه أمر يقدره الله عز وجل لحكمة وهي تخويف العباد فعلينا أيها الأخوة إذا وقع الكسوف أن نكون خائفين وجلين وأن نلجأ إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسنذكره إنشاء الله تعالى في آخر هذه الخطبة أيها المؤمنون بالله ورسوله إن الكسوف حدث خطير وتنبيه من الله للعباد وتحذير فلقد كشفت فلقد كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو في المدينة مرة واحدة فقط في يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر شوال عام عشرة من الهجرة بعد طلوع الشمس بنحو أربعين دقيقة ففزع لذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فزعاً عظيماً وقام إلى المسجد وبعث منادياً ينادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس وصلى بهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات كما أن الكسوف لا نظير له في جريان الشمس والقمر المعتاد فهي آية شرعية لآية كونية صلاها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر فيهما بالقراءة صلاها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدون إقامة فكبر وقرأ الفاتحة ثم قرأ سورة طويلة بقدر سورة البقرة أو هي سورة البقرة ثم ركع ركوعاً طويلاً جداً ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ الفاتحة وقراءةً طويلة دون الأولى ثم ركع ركوعاً طويلاً دون الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياماً طويلاً نحو ركوعه ثم سجد سجوداً طويلاً نحو ركوعه ثم جلس بين السجدتين جلوساً طويلاً نحو سجوده ثم سجد سجوداً طويلاً نحو سجوده الأول ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود ثم تشهد وسلم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم ذكر الناس ووعظهم فخطب خطبةً عظيمة بليغة حمد الله وأثنى عليه وأخبر أن الشمس والقمر آيتان من آية الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته قال فإذا رأيتموهما يعني خاسفين فأفزعوا إلى الصلاة وفي رواية فأفزعوا إلى المساجد وفي أخرى فأفزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره وفي أخرى فادعوا وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى ينجلي وقال صلى الله عليه وسلم يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما من شيء توعدونه إلا أريته في مقامي هذا أو قال في صلاتي هذه ولقد أوحي إلي إنكم تفتنون في قبوركم إي تختبرون قريباً أو مثل فتنة الدجال) ثم قال تعوذوا من عذاب القبر تعوذوا من عذاب القبر تعوذوا من عذاب القبر قال ولقد جيء بالنار يحضن بعضها بعضاً وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصبني من لفحها حتى رأيت فيها عمر بن لحي يجر قصبه في النار يعني يجر أمعائه ثم جيء بالجنة وذلك حينما رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت ولقد مددت يدي أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدأ لي أن لا أفعل هكذا جرى الكسوف في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهكذا فعل وهكذا فزع وأمر بالفزع وهكذا عرض عليه في مقامه ما عرض من أمور الآخرة وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة فمتى رأيتم كسوف الشمس في أية ساعة من ساعات النهار في أول النهار أو أوسطه أو أخره ولو قبيل الغروب فأفزعوا إلى ما أمرتم بالفزع إليه من الدعاء والذكر والتكبير والاستغفار والصدقة والصلاة وصلوا كما صلى نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقرأتان ومتى رأيتم كسوف القمر في أي وقت فافعلوا مثل ذلك أيضاً فإذا انقضت الصلاة والكسوف باقي فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي اللهم إنا نسألك أن تنجينا من أسباب سخطك وعقابك ونسألك اللهم أن تصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن لا تسلط عليهم عدواً يستبيح بيضتهم يا أرحم الراحمين اللهم إنا نسألك أن تعفوا عنا فيما قصرنا فيه من الواجبات وأن تغفر لنا ما انتهكناه من المحرمات وأن تتوفانا على الإيمان يا رب العالمين إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من النار وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأبرار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليماً كثيرا ... أما بعد ... أيها الأخوة فلقد حصل كسوف في القمر في هذا اليوم بعد طلوع الفجر وهاهنا مسائل المسألة الأولى ما حكم صلاة الكسوف أهي سنة أم هي واجبة أصح أقوال العلماء أنها فرض كفاية وأنه يجب على المسلمين أن يقيموا الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بذلك وخرج فزعاً ولا يليق أبداً بالمسلمين أن يروا هذه الآية العظيمة آية التخويف ثم لا يصلي أحد منهم صلاة الكسوف إن هذا أبعد ما يكون من الشريعة ولذلك نرى أن القول الثاني من أقوال العلماء أنها فرض كفاية وأن الناس إذا تركوها أثموا جميعاً وإن فعلها من تقوم به الكفاية سقط عن الباقين وصار في حقهم سنة إذاً من حضر إلى المسجد وصلى صلاة الكسوف فقد قام بفرض كفاية وثواب الفريضة أعظم من ثواب النافلة ثانياً ما هو الأفضل أتصلى في كل مسجد أم في مسجد واحد في البلد نقول الأفضل أن تصلى في الجوامع سواء تعددت الجوامع أم كانت في أم كان في البلد جامع واحد فالأفضل أن يجتمع الناس لها في أماكن صلاة الجمعة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جمع الناس في مسجد واحد ولأن ذلك أقرب إلى إجابتهم والرأفة بهم فإن الله سبحانه وتعالى يعطي على الاجتماع ما لا يعطي على التفرق ولأن ذلك يؤدي إلى كثرة الجمع وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل ولأن ذلك يؤدي إلى أن يصدر الناس عن إمام واحد يعظهم، يعظهم بعد الصلاة ولهذا كان القول الراجح أن صلاة الكسوف لها خطبة بعد الصلاة كما أن لصلاة العيد خطبة كما أن لصلاة العيد خطبة بعد الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعد الصلاة خطبة عظيمة بليغة قام فخطب الناس والقيام من صفات الخطب الراتبة ولأن المقام يقتضي ذلك فالمقام مقام تخويف فلا ينبغي أن تترك الخطبة بعد الصلاة فالخطبة بعد الصلاة سنة راتبه وليست من السنن العارضة ثالثاً إذا كسف القمر بعد طلوع الفجر فهل تصلى صلاة الكسوف له يرى بعض العلماء أنه لا تصلى صلاة الكسوف لأن النهي عن الصلاة يكون بعد طلوع الفجر على قولهم ولأن ذوات الأسباب لا تصلى في وقت النهي على قولهم أيضاً ولكن هذا قول ضعيف والصواب أن أنه إذا كسف القمر بعد طلوع الفجر فإن الصلاة صلاة الكسوف تصلى ولكن يبدأ بصلاة الفريضة صلاة الفجر لأنها أوكد ولأن بعض الناس قد يحتاج إلى قضاء الحاجة فينحبس إذا صليت صلاة إذا صليت صلاة الكسوف هي الأولى فيصلي الفريضة أولاً ثم يصلي صلاة الكسوف ثانياً نعم لو أن الكسوف أبتدأ بعد أن زال الانتفاع بضوء القمر بحيث يكون ضوء الفجر قد طغى عليه وصار لا يكون للإنسان ظل إذا وقف في ضوء القمر فحينئذٍ لا تصلى صلاة الكسوف وذلك لأن سلطان القمر والمنفعة به قد زال ولهذا قال الله تعالى )وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ) وآية الليل هي القمر وآيه النهار هي الشمس فإذا طغى ضوء الشمس على ضوء القمر فقد ذهب فقد ذهب سلطانه وحينئذٍ لا تصلى صلاة الكسوف لا من أجل أنه وقت نهي بل من أجل أن الفائدة منه انتفت الآن ولهذا لو لم يعلم الناس بالكسوف إلا عند الغروب غروب الشمس أو غروب القمر ولم يتمكنوا من الصلاة ثم غابت الشمس أو القمر كاسفين فإنه لا يصلى لهما لأن، لأن وقتهما قد زال بالنسبة لهذا المكان ثالثاً إذا جاء الإنسان وقد فاته شئ من الصلاة فهل يدخل مع الإمام الجواب نعم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) ولكن أعلموا أنه إذا فات الإنسان الركوع الأول من الركعة فقد فاتته الركعة فلو جاء والإمام يقرأ بعد الركوع الأول فإنه يقضي تلك الركعة التي أدرك ركوعها الثاني لأن الصلاة لا يمكن إدراكها إلا بإدراك الركوع والركوع الأول هو المعتمد وعلى هذا فإذا جئت والإمام قد شرع في القراءة التي بعد الركوع الأول فأدخل مع الإمام ولكن لا تحسب هذه الركعة لأنها قد فاتتك أيها الأخوة أحثكم على أن تنظروا في أموركم تنظروا في أموركم ماذا فرطتم فيه الواجب وماذا انتهكتم من المحرم وتقلعوا عن ما حرم الله عليكم وتقوموا بما أوجب الله عليكم إننا في هذا العام حصل لنا حصل لنا ابتلاء عظيم من وجوه شتى منها تأخر المطر ومنها عدم إنبات الأرض ومنها الفتنة العظيمة في بلاد الشيشان حيث إخوانكم يقتلون ويشردون ما بين أنثى وذكر وصغير وكبير وحصل أيضاً هذا الكسوف وما ذلك إلا لكثرة المعاصي أسال الله أن يخفف عنا وأسال الله أن يعصمنا من الذلل بالتوبة والرجوع إليه إنه على كل شئ قدير عباد الله فكروا جدياً في أمركم هل أنتم خلقتم لهذه الحياة حتى توغلوا في التنعم بها أو أنتم خلقتم لعبادة الله وحده في هذه الحياة ثم للدار الباقية في الآخرة الثاني هو المتعين الذي دل عليه قول الله تعالى )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الثاني هو المتعين لأننا نجد من الناس من يموت على فراشه ينام مسروراً ولكنه يحمل من فراشه إلى القبور ونجد من الناس من يحصل له الحادث ما بين ما بين ساعة فأخرى فيموت وهكذا عبر نشهدها بأعيننا ونسمعها بآذاننا ولكن القلوب قاسية كأن هذا الميت الذي يكون بين أيدينا مجندلاً على نعشه كأن هذا الذي أصابه لا يصيبنا والواقع أننا لا ندري متى يصيبنا ما أصابه ومع ذلك لا نستعن أخواني لا تغرنكم الحياة الدنيا إن الحياة الدنيا لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء أيها الأخوة فكروا، فكروا جدياً لماذا خلقتم فكروا جدياً أتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة إن الآخرة خير وأبقى أقبلوا إلى الله أصلحوا أحوالكم أصلحوا أهليكم أصلحوا جيرانكم أصلحوا مجتمعكم أصلحوا كل ما أمرتم بإصلاحه حتى تؤدوا العبادة على حسب ما أراد الله منكم اللهم أعنا على ذكرك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك أيا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا في هذا المكان في انتظار فريضة من فرائضك أن تدمر دولة الروس اللهم دمرهم تدميراً يكونوا عبرة للعالمين اللهم أنزل عليهم العواصف والقواصف والزلازل اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وأهزم جندهم اللهم أبدلهم بعد القوة ضعفا وبعد العز ذلا وبعد الاستكبار هوانا وبعد الغنى فقر وبعد الاجتماع تفرقا وبعد الإتلاف عداوة وبغضاء يا ذا الجلال والإكرام اللهم أنصر إخواننا في الشيشان اللهم ثبت أقدامهم اللهم أنصرهم على القوم الكافرين اللهم أغفر لمواتهم وسدد أحيائهم يا أرحم الراحمين اللهم أغر أعيننا بنصرهم وأغر أعيننا بذل أعدائهم يا رب العالمين اللهم لا ترد دعائنا خائبين يا رب العالمين اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم إنك القوي العزيز الغالب على كل أحد اللهم نسألك أن تنزل رجزك وغضبك ومقتك على أولئك الروس الملحدين المعتدين يا رب العالمين اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
[QUOTE]
 |
|
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
|
|
|
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الكسوف |
|
|
