يحلم صديقي الأستاذ بثانوية جابر بن حيان بجرادة والواقعة أقصى شرق المملكة بشغل منصب في إحدي المدن الغربية وبالتالي الاستفادة من مزايا القرب من المركز. لكنني حين اطلعت يوم الجمعة 26/09/2008 على مذكرة صادرة عن أكاديمية جهة الرباط سلا زمور زعير والمتعلقة بشغل منصب مصلحة الشؤون المالية والإدارية، انتابني شعور بالقهر الممزوج بالرغبة في الضحك من هذا الموقف- النكتة. والسبب هو أن المذكرة صدرت في 10/09/2008 تحت رقم 20/08 ووصلت إلى المؤسسة يوم 25/09/2008 وتحدد آخر أجل لقبول الترشيحات في 26/09/2008 . ومعنى ذلك أن صديقي القاطن بوجدة له نصف يوم (مع التوقيت المستمر) لجمع الوثائق الضرورية و العودة لتسليم الملف بيده للنيابة الإقليمية بعد أن يؤشر عليه رئيس المؤسسة، وهذا مستحيل طبعا. والنتيجة أن وصول المذكرة بعد 20 يوم من التأخر كعدم وصولها. والسؤال المطروح هو "ما سبب كل هذا التأخر؟". إنها البيروقراطية التي نبه إليها المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم. إن المذكرات من هذا النوع تستخف برجل التعليم وتفرغ كل الشعارات التي يرفعها المسؤولون عن القطاع من أية مصداقية. نوادر من هذا النوع تتكرر عدة مرات في السنة بمؤسستنا، منها ما هو جهوي ومنها ما هو مركزي. بل إن بعضها لا يصل أصلا ولا نسمه به إلا بعد فوات الأوان. ورغم مراسلة النيابة في الموضوع لم يتغير الوضع. ومن تجرأ على طلب مقابلة المسؤول الجهوي، فإن الكاتب الخاص سوف يطلب منه احترام السلم الإداري. وفي المقابل، هناك بعض القرارات الإدارية التي تصل مثل البرق كالإشعار بالاقتطاع من الأجرة أو الإحالة على المجلس التأديبي في حالة "إخلال "الموظف بواجباته!
محمد اسباعي 
رجال التعليم بالجهة الشرقية ومشكل المذكرات المتأخرة
المواضيع المتشابهه
