الحركة - 11/02/2009
رغم تهديد الوزير الأول بالاقتطاع من رواتب المضربين وإيفاد لجن لإحصاء المضربين
نجاح كبير للإضراب الوطني الذي دعت إليه جميع النقابات
الشوارع خالية من السيارات والتلاميذ خارج المدارس والثانويات "فرحون" بالإضراب الوطني الذي تشنه جميع النقابات بكل القطاعات العمومية. شلل بجميع القطاعات وحالة استنفار قصوى داخل المحاكم والجماعات المحلية والمدارس والوزارات والإدارات من أجل ترهيب المضربين للعدول عن الإضراب، لكن الكل صامد ومنفذ للإضراب.
وقال أحد الموظفين المضربين معلقا عما يحدث "التهديد لن يرهبنا والاقتطاعات لن تميتنا جوعا أكثر من الزيادات المهولة في الأسعار التي تنهجها حكومة عباس ضدنا".
لقد صعدت المركزيات النقابية من نضالاتها أمس رغم تهديد الوزير الأول للمضربين بالاقتطاع من أجورهم، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام وزارة تحديث القطاعات.
وقد عم الشلل بكل القطاعات احتجاجا على تماطل الحكومة وتحديا لقرار الوزير الأول الذي أوفد لجانا من أجل إحصاء المضربين والنقابيين.
وأشارت مصادر من النقابة الشعبية للمأجورين والنقابات الأخرى إلى أن إضراب أمس خاضته جميع القطاعات رغم تهديد الوزير الأول بالاقتطاع من أجور المضربين، لأن الموظفين مصرون على مطالبهم المشروعة.
وأعلنت النقابة الشعبية للمأجورين والفيدرالية الديمقراطية للشغل، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والاتحاد النقابي للموظفين، والاتحاد المغربي للشغل، عن خوض إضراب وطني أمس في قطاعات الوظيفة العمومية، والجماعات المحلية، والمؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري، بعد سد باب الحوار من طرف الحكومة التي اختارت باب التهديد والوعيد بدلا من الحوار السلمي والناجع..
وقال مسؤول نقابي أن نسبة نجاح الإضراب قد بلغت في بعض المناطق 90 في المائة، مشيرا إلى أن "النسبة العامة بجميع القطاعات وفي كل المناطق، تراوحت ما بين 85 و90 في المائة".
وأضاف "أن الإضراب نجح في كل المناطق، بما فيها النائية، وفي القطاع العام والجماعات المحلية، ولدى العاملين بالمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية".
واعتبر المصدر أن "نجاح الإضراب رسالة اجتماعية تعبر عن واقع الموظفين، ودعوة موجهة الى المسؤولين الحكوميين من أجل إنقاذ الحوار الاجتماعي من المآل الذي وصل إليه".
ودعا الحكومة إلى "تجاوز الاستفراد بإعلان القرارات، كما حدث بعد فشل الجولة الأولى من الحوار الاجتماعي، لأن الحوار، خاصة الاجتماعي، لا ينبغي أن يكون مع الذات، لكن مع الشركاء، لبلوغ الأهداف والنتائج المرجوة".
ونبه المصدر الحكومة إلى "وضعية الانتظار والقلق والتوتر وسط جميع الشغيلة، لعدم تجاوب الحكومة مع مطالب المركزيات النقابية، وكذا مع الزيادات المتتالية في الأسعار"، موضحا أن "الإضراب تعبير عن هذا القلق السائد"، وطالب الحكومة بـ "تحمل مسؤولية التجاوب مع مطالب الشغيلة المغربية".