لا شك ان اصلاح التعليم في بلدنا له علاقة وثيقة في احد اوجهه بالبنية الفكرية والمعرفية لرجاله وقواعده العاملة، بدءا من تطور البحوث التربوية وتطبيقاتها العملية،مرورا بمظاهر " الكسل الوظيفي " لاطرنا التربوية واستبطانها تمثلات تمجد التواكل وتعزز تقافة "المرور" وليس ثقافة التطور والنجاح، وصولا الى مظاهر السلطوية في منظومتنا التعليمية والتي غالبا ما تقف حجر عثرة في طريق الكثيرين الذي يطمحون الى تحقيق الابداع الذكي والفعال..
ـ كم تقرأ من كتاب في تخصصك في الشهر؟ بل في السنة؟
ـ كم دورة تدريبية تنظمها الوزارة وتكون لها مردودية على الواقع العملي التعليمي؟
ـ ما قوة الدافعية في نفوس القواعد العاملة في مجال التعليم التي تدفعهم الى تطوير ذواتهم فكريا ومعرفيا؟
يبدو ان أبحاثنا التربوية تفتقد شيئا مشتركا وهو انعكاسها على الواقع التربوي، البحّاثة المغاربة ينتجون بكثافة لا باس بها في رايي مقارنة بالمعيقات، لكن المجال التطبيقي يقتصر على ما يتم استيراده من منظومات اجنبية، لسنا عاجزين على انتاج تنظير متناسب مع حاجاتنا المغربية، ولكننا نتعرض "لاجبار" على تطبيق خطوات ـ خصوصا في السنوات الاخيرة وختامها البرنامج الاستعجالي ..
اننا كفئة تعليمية تمارس "مهنة ثقافية، بنائية" بامتيار مجبرون بدافع القيم التي نحملها ان نركز على نقط ضعف عملنا، ويمكنك ان تلاحظ بسهولة ان نقط الضعف هذه لا تخرج عما يلي:
ـ التكوين التربوي المستمر وتجويده،
ـ المحيط التربوي: بنية ووسائل وامكانيات لوجستيكية مختلفة..
ـ عدم الانسجام بين واقع حياتنا الخاصة ومحيط مهنتنا (مشاكل نقل وسكن، تغير التمثلات المجتمعية عن رجل التعليم ... الخ
لست هنا في مقام الاسترسال في الموضوع، ولكني ـ لو قدر لموضوعي هذا قدر لا باس به من الاهتمام ـ استغل الفرصة لطرح ما يلي:
ـ تتكلف فئة من الدفاتريين بصياغة مشروع اصلاحي، يشارك فيه ثلة من الاخوة المقتدرين على الكتابة التربوية، والبحث التربوي، مستعدين له من خلال تنظيم المجهود مسبقا وتحديد الخطوات، ثلة قادرة على الاحاطة بمظاهر الضعف بحيادية وايجابية، ثم ينطلقون لطرح بدائل متوافقة مع واقعنا التربويي، (على الاقل كنوع من ابراء الذمة)،
ـ ان يتم طبع هذا المنتوج وترويجه على اكبر قدر من رجال التعلم،
ـ ان يتم التحفيز باكبر قدر ممكن على تطبيق ما يتعلق بنا كأطر عاملة، كتنشيط دورات التكوين المستمر بحد ادنى..
ـ عدم اتخاذ تقصير الاطراف الاخرى سببا للتهاون،
ان هذه الرؤية ليست على اي درجة من الاستحالة، فالتنظير التربوي في المغرب يعرف وعيا كبيرا في اوساط الشغيلة التربوية، وان نقصه التشجيع وتوفر محفزات ملموسة لممارسيه..
ارجو الا اكون قد اطلت عليكم,,