جلالة الملك :استفحال مأساة الشعب الفلسطيني يتطلب مواجهة مشتركة ورؤية جماعية قوامها العمل الصادق
الكويت 19 –1-2009- أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن استفحال مأساة الشعب الفلسطيني ،يتطلب مواجهتها بإرادة مشتركة ورؤية جماعية، قوامها العمل الصادق والتحرك الناجع.
وقال جلالة الملك في الخطاب الذي وجهه إلى القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المنعقدة حاليا بالكويت تحت شعار،" التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة" ،"إن المغرب، إذ يجدد التزامه الراسخ بنصرة هذا الشعب الصامد، وتضامنه الملموس، فإنه لا يكتفي بالاستنكار الشديد، للعدوان الإسرائيلي الغاشم، على قطاع غزة، بل إننا نعتبر أن استفحال مأساة هذا الشعب المكلوم، يتطلب مواجهتها بإرادة مشتركة، ورؤية جماعية، قوامها العمل الصادق والتحرك الناجع، من أجل إنهاء العدوان والاحتلال ونبذ العنف ورفع الحصار الجائر، وهو ما يقوم به المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، بكل صدق والتزام".
واعتبر جلالة الملك أن المساعي الشكلية والنوايا الطيبة لم تعد ، في هذه المرحلة الدقيقة ، مجدية، بقدر ما أصبح الوضع يتطلب الالتزام الفعلي والحزم في تطبيق الشرعية الدولية.
وأضاف جلالته أن المجتمع الدولي أصبح الآن أمام محك حقيقي في منطقة الشرق الأوسط، المشحونة بالعديد من بؤر التوتر، التي لا تهدد فقط استقرارها وأمنها وإنما أيضا الأمن والسلم الدوليين.
"ومما يزيد الوضع تعقيدا، يقول جلالة الملك ،تمادي إسرائيل في رفض إنهاء الصراع المرير، على أسس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، التي أقرت بقيام علاقات طبيعية مع إسرائيل، مقابل انسحابها الكامل من كل الأراضي العربية المحتلة".
وأكد جلالة الملك ، من جهة أخرى، أن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، تقتضي منهم جميعا المزيد من التحلي بروح المسؤولية ونكران الذات والابتعاد عن الحسابات الضيقة، وذلك بالعمل على رص صفوفهم وحل خلافاتهم بالحوار الأخوي البناء، داعيا جلالته إياهم إلى استحضار التضحيات الجسيمة التي قدمها وما يزال يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع على امتداد أزيد من نصف قرن.
وقال جلالته في هذا الصدد "إن من واجبنا نحن العرب، أن نبلور مبادراتنا بما يخدم وحدة الصف الفلسطيني ويساعده على تجاوز خلافاته، بعيدا عن التجاذبات، أيا كان مصدرها ومراميها، وبما يقوي مؤسساته الوطنية الشرعية".
وأوضح جلالة الملك أن ذلك هو السبيل القويم لخوض مفاوضات هادفة، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، دولة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مبادرة السلام العربية ومقررات الشرعية الدولية التي تكفل السلام العادل والدائم والشامل لكل شعوب المنطقة.
واعتبر جلالته أن "القضية الفلسطينية تظل في صلب تحديات مصيرية كبرى ورهانات استراتيجية خارجية، لكون منطقتنا تعد منطقة استقطاب، ولكن أيضا داخلية، متمثلة في التطلعات الوحدوية والتنموية لشعوبنا التي يظل تحقيقها رهينا برفع هذه التحديات" ، مؤكدا جلالته أن ذلك "يقتضي من الجميع العمل الجاد على توفير مناخ يطبعه الحوار والوضوح والتصافي، بدءا من تنقية الأجواء وتجاوز الخلافات الظرفية، التي أضحت مزمنة، والنزاعات المفتعلة، هدفنا الجماعي بناء نظام إقليمي عربي، قائم على التضامن والتكامل والاندماج، في احترام لوحدة الدول العربية، ولخصوصياتها وثوابتها الوطنية".