ثلاث ليالٍ من ليالي الف ليلة و ليلة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين


أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nlumiere
nlumiere
:: دفاتري بارز ::
تاريخ التسجيل: 3 - 3 - 2008
المشاركات: 111
معدل تقييم المستوى: 0
nlumiere في البداية
nlumiere غير متواجد حالياً
نشاط [ nlumiere ]
قوة السمعة:0
قديم 26-10-2008, 21:39 المشاركة 1   
جديد 3 ثلاث ليالٍ من ليالي الف ليلة و ليلة

هذه قصة قصيرة جميلة و رائعة اردت ان يشاركني اعضاء المنتدى في قراءتها.
قصة من تاليف:
محمد قرانيا
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
1999
- شهرزاد الملكة:

.... ويروى أن شهرزاد، بعد أن استطاعت إغراء الملك شهريار بحكاياتها المسليّة المثيرة، وبحديثها الشائق المعسول، وجسدها الدافئ المخدّر، جعلته ينسى شيئاً فشيئاً صلَفه وغروره، وظلّت تسقيه من رحيق الغزل العذب، حتى انصاع إلى رغباتها مكسور القلب، وأرغمته على التنازل لها عن كرسي العرش، فتسنّمت سدّة الحكم، وأخذت تحكم البلاد، وتسوس العباد، ببراعةٍ وذكاء، حتى ذاع صيتها، وعمّ الآفاق....
ثم إن شهرزاد، عندما تمكنت من السيطرة على دفة الحكم، وكانت تشعر بما سامه الرجالُ بناتَ جنسها من ألوان المهانة والإذلال، قَدَحَتْ ذهنها، وعملت فكرها في الطريقة التي يتوجّب أن تعامل بها الرجال، لتأخذ بالثأر لجميع النساء اللواتي امتهن شهريارُ شرفَهن.... ولمّا كان منظر القتل يثير في نفسها(التقزّز والقرف) والامتعاض، لاعتقادها بأن(القوارير) لا يليق بهن سفكُ الدماء، انتهى بها الرأي إلى أن استدعت(مسروراً) الجلاد، وأمرته بأن(يحصي) الرجال في البلاد، لكن مسروراً الجلاد، لمّا كان يعلم ما آل إليه الحال من انحطاط وفساد، خاف مغبَّةَ عمله المشؤوم، وسأل الملكة شهرزاد أن تزوّده بكتاب موسوم بخاتمها السنيّ، فأمسكت شهرزادُ عن الكلام، وأخذت قلمها المصنوعَ من ريش النعام، وبلّلته بحبر السواد، وكتبت:
"من شهرزاد ملكةِ البلاد، إلى مسرورٍ الجلاد. اِحصِ الرجال، في الحال"
وانصرف مسرورٌ من(حضرة) الملكة مرتاعاً مشغول البال، ونسيَ ساعةً ما طلبت إليه الملكة، فوضع الكتابَ بجانب ذبالة مصباحٍ، وقضى ليلته مؤرّقاً حتى الصباح، وفي تلك الأثناء جاءت ذبابةٌ، وأخذت تحوم حول الضوء، ثم حطّت رحالها فوق صفحة الأمر الملكي، ووضعت (سقْطتها) فوق حرف الحاء...
ونهض مسرورٌ المهموم، فأعاد النظر في الكتاب، وشرع يقرأ الطلب المستجاب، وفوجئ بأمر الملكة العجيب وطلبها الغريب، وقد كتبت بخطها الناعم(اِخصِ الرجال)... وبعد لحظاتٍ من التفكير والتدبير، لم يستبعد نزوات النساء عندما يتحكّمن في الرجال، ضحك مسرور وقال: هذا أمرٌ يسير، ثم تناولَ عُدّته، وابتدأ عمله بهمةٍ
ونشاط، من دون أن يلقى أيّ معارضةٍ، مبتدئاً برجال القصر، وأنشأ يخصيهم واحداً بعد الآخر، ومن دون أن يعبَأ بصيحات الرجاء والاستغاثة،....
ولمّا تناهى الخبر إلى الملكة شهرزاد، ضحكت كثيراً، ثم قالت:
-الحمد لله، لقد كفانا مسرورٌ الدجال، مؤونة التفكير في محنة الثأر من الرجال.
***
- عودة السندباد:

... ثم إنّ السندباد بعد أن رأى الموت بأم عينيه مراتٍ ومرات، على أثر تحطّم سفينته، بعد عاصفةٍ هوجاء، في مياه المحيط الهدّارِ، ظلّ متشبثاً بقطعة خشبيةٍ من حطام السفينة، مكث فوقها ثلاثة أيام بلياليها.... تتناوشه آلامُ الجوع والخوف والتعب، وعند ما، مَنَّ عليه الرحمن بالوصول إلى شاطئ السلام والأمان، فحطّ الرحال مرهقاً مشتت النفس، تنّسم الهواء، وأيقن أنه قد كُتب له عمرٌ جديد، فيمّم الأنظار صوب المعمورة، حتى وصل المدينة، فدخلها، ولكنه وجدها على غير ما كان يعهد، إذ بهرته الأضواء الساطعةُ، والبهارج الخادعة، ثم وقفَ يتساءل عما حدث لهذا الزمان، فكل شيء رآه على غير ما يرام.... ثم ساقته قدماه باتجاه الشوارع العريضة، فوجدها، عامرة بأصوات القيان، التي تصدح كأنها أغاريد البلابل التي ترسل أعذب الألحان، على أنغام موسيقا النهوند والصبا والسيكاه، ورأى الناس سكارى وما هم بسكارى، وحاول أن يجد رجلاً واحداً يسأله، فلم يجد غير النساء أو أشباه النساء من الرجال، فتجرأ وأوقف واحدةً كانت تمشي مترنحة، وسألها عما يحدث في هذه المدينة، فتضاحكت ضحكةً طويلة حتى كادت تنقلب من فرط غبطتها، وقالت:
-صحّ النوم يا وسنان، أنت في مدينة(النسوان).
ولمّا سألها عن الرجال، قالت:
-إنّ شهرزاد، قد أمرت بخَصْي الرجال، فإن كان أمرها السنّي لم يصل إليك، فانتبهْ لنفسك، وارحلْ عن هذه المدينة في الحال.
وطاف السندباد تلك الليلة بالشوارع، تدفعه الدهشة وحبّ الإطلاع، فلم يجد غير نوادٍ مشرعة الأبواب، ونساءٍ متبّرجات يغنين ويرقصن ثملاتٍ متمايلات، كأن على رؤوسهن أسنمة جِمالٍ ولا تستر أجسادَهن سوى غلالاتٍ شفاّفة، تفوح منهن روائح العطر الأخاذ، وتفحّ من أجسادهن الشهوة الشبقة،....
وعقدت الدهشة لسان السندباد، لكنه ما لبث أن قَدَح زناد فكره، فقرّرَ أن يغادر المدينة لتوه، وهو يتمنى في قرارة نفسه لو أن العمر قد انتهى به قبل أن يرى ويسمع ما آل إليه حال هذا الزمان، وأهله، كما تمنّى لو أنه قضى مع مَن قضى مِن ضحايا العاصفة الهوجاء، وتساءل حائراً عن إمكانية العيش، ومواصلة الحياة في مدينة(الخصيان) بعد ما تسنّمت شهرزاد زمام أمر العباد والبلاد..... ثم وضع عصا الترحال على كتفه وسار من دون أن يلتفت إلى الوراء.
***
وكان السندباد، قد وصل في تلك الأثناء إلى قريته الصغيرة الوادعة، فسلّم على أهله وجلس، فغسلت له زوجه، رجليه بالماء الساخن والطيب، ثم أطعمته، ثريداً ولحماً، فامتلأ بطنه والتفت إلى أولاده فداعبهم، وعندما حان موعد النوم آوى إلى فراشه، فتمدّد عليه، ثم جاءت زوجه على أحسن حال من الزينة والبشاشة، تمشي على استحياءٍ، ودارت حوله ثلاث مراتٍ، وهي تقول بغنج أنثوي ودلالٍ:
-هل لك حاجةٌ؟
فقال:
-هَيْتَ لكِ.
ثم شدّها إليه ووطئها تلك الليلة.....
...... ثم تروي الأساطير، أن السماء جادت بمطرٍ غزيرٍ فوق مدينة الخصيان، فأغرقتها، وغمرت الأودية والشعاب، ولم تتوقف عن الجود بخيرها حتى بلغ الماء أعلى قمةٍ في جبل سنجار، وبدأ القصر يغرق بمدّ الطوفان، عندئذٍ، تعالى صُراخ النساء، وكثر عويلهن، وركضن مذعوراتٍ عاريات.... وسُمعت شهرزاد تنشج وتستغيث، وتندب متحسرةً:
-آه، لو كان معنا رجال!!!
وما هي إلاّ لحظات حتى طغى الماء، وحاصر القصر من جميع الجهات، فساد العالم صمت وسكون شامل.
vvv










آخر مواضيعي

0 تبليغ عن مشاركة بواسطة nlumiere
0 الصورة لا تبشر بمستقبل الخير
0 لماذا يلجأ الآباء إلى العنف في العملية التربوية؟
0 فنان أمريكي يهدي أغنية «لن نركع» إلى غزة
0 تصنيف نيابة سطات
0 غزة الحبيبة عذرا
0 غزة الحبيبة عذرا
0 ما هي امنيتك للعام القادم 2009
0 اللغة العربية اعدادي:تبادل من ابن احمد الى نيابة الرباط/ سلا و ما جورهما
0 رشيد نيني: قمة الخديعة


الغِلاَق
:: مبدعٌ بلا هوادة ::

الصورة الرمزية الغِلاَق

تاريخ التسجيل: 22 - 9 - 2008
السكن: داخل ملابسي
المشاركات: 2,807

الغِلاَق غير متواجد حالياً

نشاط [ الغِلاَق ]
معدل تقييم المستوى: 478
افتراضي
قديم 26-10-2008, 21:59 المشاركة 2   

قصة معبرة ، نهل صاحبها من التراث العربي الثري، ليضعها في هذا القلب الجميل مع الحفاظ على اسلوب الحكي القديم مما اعطاها مسحة الحكاية العربية المجيدة،على ان الإسقاطات تمتد إلى عصرنا الحالي..
اختيار صائب يترجم تذوقك الرفيع .شكرا لك .


الزبير
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية الزبير

تاريخ التسجيل: 11 - 12 - 2007
المشاركات: 3,552

الزبير غير متواجد حالياً

نشاط [ الزبير ]
معدل تقييم المستوى: 557
افتراضي
قديم 28-10-2008, 15:24 المشاركة 3   

نشكرك على المساهمة الجميلة وعلى الأمانة العلمية فمنتدانا لا يقبل القرصنة الثقافية
بارك الله فيك

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

abuward
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 13 - 1 - 2009
المشاركات: 10

abuward غير متواجد حالياً

نشاط [ abuward ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 14-01-2009, 09:06 المشاركة 4   

يمكنكم تحميل الكتاب كاملاً على هذا الرابط
http://www.awu-dam.org/book/99/stori...ok99-so001.htm


tijani
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية tijani

تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512

tijani غير متواجد حالياً

نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى: 351
افتراضي
قديم 14-01-2009, 09:52 المشاركة 5   

شكرا على المساهمة
شكرا على الامانة
قصة ممتعة وإن كانت كلاسيكية في أسلوبها
تحياتي

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلة, محامى, مجالس, الـ, ثلاث

« ممكن من فضلكم طلب | سجل النتائج هديةلكم »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة نخلة nonossa دفــتــر المواعظ والرقائق 0 19-05-2009 20:35
تاونات : ثلاث هيآت نقابية تتضامن مع مدير الثانوية الإعدادية ببوعروس chtitasamir الأرشيف النقابي 0 30-04-2009 01:03
ليلة من ليالي معلمة في جبال مراكش الحوز أم ايمان القصص والروايات 70 21-02-2009 16:56
ألف ليلة و ليلة أشرف كانسي القصص والروايات 1 22-01-2009 11:43
مجالس التدبير بالمؤسسات التعليمية....مجالس للمجالسة. kazare دفـتـر التشريع الإداري و التسيير التربوي 2 23-09-2008 00:01


الساعة الآن 13:21


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة