إصلاح التعليم بأساتذة لا هم لهم غير الراتب الشهري - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية مصطفى
مصطفى
:: المدير المؤسس ::
تاريخ التسجيل: 5 - 5 - 2007
السكن: أكادير
المشاركات: 1,035
معدل تقييم المستوى: 40
مصطفى تم تعطيل التقييم
مصطفى غير متواجد حالياً
نشاط [ مصطفى ]
قوة السمعة:40
قديم 03-11-2007, 14:25 المشاركة 1   
افتراضي إصلاح التعليم بأساتذة لا هم لهم غير الراتب الشهري

بسم الله الرحمان الرحيم .

سعيدة بنجلون : المساء

لطالما أحسست خلال سنوات الدراسة بأن وجودي داخل الفصل كعقل يفكر ويناقش ويحلل، هوشيء مزعج ومقرف بالنسبة للأستاذ، الذي لاهم له سوى تقيء معلومات أكل عليها الدهر وشرب ليبتلعها التلميذ أوالطالب على الفور ويعيد تقيئها بدوره على الأستاذ يوم الامتحان من أجل الحصول على نقطة جيدة.

كثيرة جدا هي اللحظات التي شعرت فيها بأنني مجرد امتداد للكرسي الذي أجلس عليه، وللطاولة التي وضعت عليها دفترا مسكينا صنع لأسجل فيه ما يمليه علينا الأستاذ حتى أمل ويمل الكرسي وتمل الطاولة دون أن يمل الأستاذ، كم مرة عبرت فيها بكل صدق وحماسة وفرح عما يجول بذهني حول موضوع ما وفوجئت بردة فعل من الأستاذ يسقط بواسطتها علي الكره الذي يحمله اتجاه نفسه والعنف المكبوت بداخله اتجاه اليوم الذي صفعت فيه رغبته في الحديث إلى الآخر والإدلاء إليه برأيه، واغتيلت حاجته الملحة في مخالفة الآراء المتداولة، وأجبر مغبونا على الصمت، وكتمت وكبتت صرخة في أعماقه هي تلك الصرخة التي يقذف بها في وجه طالب حينما يعبر عن رأيه. إنها عودة لمكبوت لازال سمه ساري المفعول في كيانه منذ اليوم الذي ذبحت فيه الرغبة في الكلام وكم هوصعب أن تذبح رغبة ما دون أن يكون وبالها على الشخص والمحيطين به عظيما.

حينما يدخل الأستاذ إلى القسم معتقدا بأنه مركز هذا الفضاء الصغير، وبأنه هوالوحيد الذي يستطيع التحدث عن فكرة ما وإيصالها إلى الآخرين، فإنه بذلك يتناسى دون أن ينسى بأنه ليس مهمشا وإنما هوالهامش بنفسه داخل ذلك الفضاء الكبير الذي هوالذات والآخر والعالم. إنه يعتبر القسم قنطرة يصل عبرها إلى الاستمتاع باستهام أن يكون في المركز وأن يؤمن الآخرون فورا بما ينطق به، مثلما آمن هوفي يوم ما وفي كل الأيام بما قيل له. وهكذا يصبح رأي مختلف لطالب قادر على استفزاز الأستاذ وإيقاظ رواسب الماضي لتطفوعلى السطح في شكل قمع واستهزاء وإقصاء للطالب وتصنيفه من أولئك الذين لا يحترمون لا أنفسهم ولا الأستاذ، هذا الأخير الذي كلمته لا يجب أن تعلوعليها كلمة ورأيه لا يجب أن يخالفه رأي.

كم تمنيت لوأنهيت مسار دراستي دون أن أعيش صراعات عديدة مع أساتذة لذتهم الكبرى هي أن يروا في أعين طلبتهم نظرة التقديس، تلك النظرة التي لم يراها في عيني قط أستاذ مهما بلغت درجة علمه (جهله) وقيمة الدبلومات التي حصل عليها. وهنا أعطي المثال بذلك الأستاذ الحامل لدكتورتين حصل عليهما من بلدين مختلفين من أرقى دول العالم ، انه الدكتور الذي كان يتحدث إلينا في حصص التحليل النفسي عن اللاشعور، عن فرويد وعن المفاهيم الرئيسية في نظريته، كان يتحدث إلينا عن النرجسية والخصاء والذاتية والموضوعية، وضرورة التحويل (العلاقة التي تنشأ بين المعالج والمريض) لكي يتم العلاج عن طريق التحليل النفسي، كان يتحدث إلينا عن كل هذا وعن مفاهيم أخرى دون أن يعلم بأنه نرجسي لا يقبل بالخصاء، ولايعترف بذاتية الطالب، ويجهل تماما بأنه ليس فقط العلاج النفسي هوالذي يقتضي التحويل وإنما التدريس أيضا، لأنه بغياب «التحويل التربوي» أي العلاقة الجيدة والإنسانية بين الطالب والأستاذ يغيب التدريس وتغيب التربية ويغيب معهما الحاضر والمستقبل.

في إحدى حصص التحليل النفسي أكد هذا اللاأستاذ بأن اللاشعور فردي ولا وجود أبدا، لشيء يمكن تسميته باللاشعور الجمعي كما يقول بذلك الطبيب والمحلل النفسي يونغ، لأن اللاشعور مرتبط فقط بالأوديب وبموقع الطفل في المثلث «أب-أم- طفل»، فلكل لاشعوره حسب العلاقة التي تربطه بوالديه، وتاريخه الفردي منذ ولادته.

حينها قلت له بأنني معجبة بنظرية يونغ وبأن اللاشعور الجمعي نظرية من الصعب نفيها في اعتقادي ، وإذا أردنا التحدث عن اللاشعور داخل المغرب فلا بد وأن نتحدث عن اللاشعور الجمعي لأن له دور كبير في قيادة سلوكاتنا وتحديد مصيرنا.

قاطعني قبل الانتهاء من كلامي وقال : «اللاشعور الجمعي غير موجود» . ظننت بأنه سيطلب مني شرح أكثر فأكثر رأيي أوسيقترح علي إنجاز عرض أوضح فيه اعتقادي هذا وأتحدث فيه عن هذه النظرية أوعلى الأقل أن يقول لي من حقك أن تعجبي بهذه النظرية لكن بالنسبة إلي اللاشعور يتعلق دائما بما هوفردي غير أن رد فعله كان مغايرا تماما. لم يقبل برأيي ولم يمنحني حتى فرصة الكلام عما أريد توضيحه وهكذا خاب ظني فيه، خاب ظني في الذي أسميته أستاذا طالبنا في أول حصة بتغيير اسم المادة من مادة التحليل النفسي إلى مادة إبستيمولوجيا التحليل النفسي، فهل بقمعه لي أولغيري يفسح المجال للابستيمولوجيا، تلك الفلسفة التي تقلب وتزلزل المفاهيم؟

فكم من المضحك أن يدرس أستاذ شيئا انقلابيا اسمه الابسيتمولوجيا في نفس الوقت الذي يضرب فيه بأهم قواعد ومبادئ الايستيمولوجيا بعرض الحائط، وأولها زحزحة المفاهيم من برجها العاجي الأبدي وجعلها قابلة للنقاش لا للتأليه والتقديس.
لقد قلت له بأن ثقافتنا التي تمنعنا من التقدم إلى الأمام هي دليل على لاشعورنا الجمعي فقال : «إن ثقافتنا هي التي تساعدنا على تجاوز عقدة أوديب»، قلت له بأنني أكره هذه الثقافة فقال : «أنت لاتقبلين بثقافتك إذن أنت لم تتجاوزي الأوديب، أنت لازلت في رحم أمك» خيل إلي لحظتها بأنه خصص كل تلك السنين من عمره للدراسة ولنيل دكتورتين فقط من أجل أن يتمكن يوما من قمع طالب وإجباره على الصمت مستخدما لغة التحليل النفسي وكأن هذه الأخيرة لها دور واحد هوتعزيز عقدة خصائنا ومساعدتنا على خلق تبريرات لاتنتهي عند نكوصنا إلى مرحلة كنا فيها أطفالا لايهمنا شيء سوى الإحساس بأننا مركز اهتمام أمهاتنا وآبائنا وكل الناس من حولنا.

إن استخدام التحليل النفسي كأداة تساعد الشخصية على التضخم والانتفاخ، يحوله إلى مجرد سفسطة وقحة تلغي دوره في إيقاظنا من وهم كبير هوأن العالم خلق من أجلنا وأنه كلمة محاصرة في أحشائنا إذا تفوهنا بها أصبحنا نحن العالم، وأصبحت كل كلمة ينطق بها شخص آخر تحرق وتدمر عالمنا لذا يجب إحراقها وتدميرها قبل أن يتم النطق بها.

هذا الرجل الذي قضى سنين عديدة من عمره خارج المغرب، خارج البلد الذي معظم أناسه ليس لديهم أدنى مشكل في القذف بشيء ما على الأرض التي يقفون عليها إذا ما هم أرادوا التخلص منه.

هذا الرجل الذي قال بكل حدة وحسم وقناعة بأن اللاشعور الجمعي لايوجد إطلاقا يجهل تماما بأن لاشعوره الجمعي هوالذي جعله لايخجل من رمي منديله الذي يمسح به أنفه على أرض الفصل أمامنا في كل حصة للتحليل النفسي حتى ارتبطت في ذهني هاته المادة الجميلة بذلك المنديل الذي ألقي عليه نظرة في كل مرة قبل مغادرة الفصل عند انتهاء الحصة فأجده محتضرا على الأرض كارها اليوم الذي جاء فيه إلى الوجود شيء اسمه التحليل النفسي . كنت أشعر بأنني والمنديل شيء واحد، كلانا يشكل بالنسبة للأستاذ شيئا واحدا، ينفث فيه أوساخه ثم يقذف به على الأرض دون أن يحتج على ذلك أحد.

مثلما يلطخ ويلوث ذلك المنديل، يلطخ ويلوث التلميذ أوالطالب بأصولية الأستاذ المرتدي قناع الحداثة والعلم. ليقذف به فيما بعد إلى المجهول ويجد نفسه غير قادر على التفكير، وحتى أن فكر فإنه لايعيد سوى إنتاج نفس الأفكار ليتماهى بالمعتدي على حقه في الكلام والاختلاف والتعبير.

إن اللاشعور الجمعي يمكنه منع الإنسان من تبني سلوك جديد وإن عاش لمدة طويلة في بلدان متقدمة وسط أناس يحترمون فضائهم العام.

حينما يكون جزء من لاشعورنا موروث عن أجدادنا وأمواتنا وأشباحنا يكون من الصعب التخلي عن سلوكاتنا القبيحة بل وحتى الاعتراف بأنه لايصح القيام بها.

حينما يكون من البداهة عند رجل تعليم أن يرمي بمنديله المتسخ على الأرض داخل فضاء من المفروض أن يدرس فيه العلم فهنا لايمكن القول بإمكانية احترامه للتلميذ الذي يحس ويتألم ويبكي ويفرح ويضحك مادام لم يستطع احترام مكان يبقى مهما بلغت أهميته مجرد شيء بالمقارنة مع الإنسان.

بعد أن يأمر اللاشعور الجمعي لرجل اللاتعليم هذا أن يقوم بالتدخين في الفصل ويحرم الطالب من حقه في استنشاق هواء نقي هل يمكن أن ننتظر منه أن يمنحه الحق في الكلام والاختلاف ؟!

هل يمكن أن نتحدث عن إصلاح أوتغيير في قطاع التعليم مادام العديد والعديد من الاساتدة الجامعيين ليس لديهم سوى هم واحد هوانتظار الراتب الشهري والحضور لندوات تخاطب قضايا مجتمعنا من برج عالي وبلغة ومفاهيم لا يفهمها سوى المحاضرون أوربما هم أيضا لا يفهمونها.










اعط بلا حدود ... ولا تنتظر الأخذ ... يكفيك رضى الله !!
=================
وما من كاتب الا سيفنى ******** ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ ******** يسرك في القيامه ان تراه
آخر مواضيعي

0 الأدوية قابلة للتعويض
0 توزيع الكتب المدرسية في كراتين المعسل
0 9 أسباب تدفع المعلمين للتقاعد المبكر في السعودية
0 صنافة كراثول للجانب الوجداني عند المتعلم
0 الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب تطالب بالإحتكام إلى التنقيط كمعيار وحيد في الحركة الانتقالية
0 المحطة الاولى للمنتدى الافتراضي الوطني للتوجيه
0 ترحيب بالأخ العزيز aboussama khalid
0 كيف نحيا ألف حياة وحياة؟
0 حكاية تيدي ستودارد.. ملهمة المعلمين والتربويين والآباء
0 الرؤية المدرسية والرسالة المدرسية - دراسة حالة


omar512
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية omar512

تاريخ التسجيل: 29 - 6 - 2007
المشاركات: 1,108

omar512 غير متواجد حالياً

نشاط [ omar512 ]
معدل تقييم المستوى: 319
افتراضي
قديم 05-11-2007, 23:19 المشاركة 2   

من المؤسف أن هذه الاخت عممت ما وقع لها مع هذا الأستاذ على كل الأساتذة فألصقت بهم نفس الحكم واعتبرتهم معرقلي الإصلاح والتغيير في التعليم .


amigostri
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية amigostri

تاريخ التسجيل: 12 - 6 - 2007
السكن: agadir
المشاركات: 762

amigostri غير متواجد حالياً

نشاط [ amigostri ]
معدل تقييم المستوى: 282
افتراضي
قديم 06-11-2007, 00:08 المشاركة 3   

للاسف الشديد
الكل يتكلم من زاوية نظره
لا ننسى اننا كنا تلاميد ايضا ومنا من مورست عليه اساليب الضرب\
لا يجب ان ننسى اننا من هدا الوطن
لا يجب ان ننسى ان لنا اخوة وهناك من منا له اطفال
فلا تعيبوا على الاستاد
فالعيب فيهم بل هو اداة

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ[SIGPIC] ســــــــعـــــــيـــــــد[/SIGPIC]

abou houssam
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية abou houssam

تاريخ التسجيل: 24 - 7 - 2007
المشاركات: 1,510

abou houssam غير متواجد حالياً

نشاط [ abou houssam ]
معدل تقييم المستوى: 359
افتراضي
قديم 06-11-2007, 01:51 المشاركة 4   

شكرا لك اخي مصطفى على نشر هذا الموضوع الذي وان كانت كاتبته صادقة فيما قالته فانه مما لا شك فيه انها
ناقشته من زاوية ضيقة الى درجة الايماء الى من تقصده بموضوعها هذا وكان الفضاء الجامعي لا يحمل الا هذا
الصنف ان لم نقل هذا الشخص بالذات.هل نسيت الكاتبة ام تناست ذلك الكم الهائل م الاساتذة الذين تدرجت في تعلمها
على ايديهم وكان عطاؤهم دون حدود وبكثير من نكران الذات ؟ الم يحدث لها يوما ان رأت اساتذة يمدون طلبتهم بمؤلفات اشتروها من مالهم الخاص لانهم لمحوا لديهم رغبة جامحة في التحصيل يقابلها عوز مادي؟ ألم يحدث يوما ان رأت اساتذة
يؤطرون موائد مستديرة كانوا خلالها اخر واقل من يتكلم؟ واليها نقول/
قليلا من التعقل سيدتي واستغفري ربك وانت تزجين بالكل في سلة واحدة .
تحياتي الاخوية


gaou
:: دفاتري متميز ::

الصورة الرمزية gaou

تاريخ التسجيل: 10 - 9 - 2007
المشاركات: 228

gaou غير متواجد حالياً

نشاط [ gaou ]
معدل تقييم المستوى: 225
افتراضي
قديم 06-11-2007, 08:46 المشاركة 5   

عناوين الصحف دائما مثيرة، فالمشكلة بين كاتبة المقال وأستاذها . فما الداعي إلى التعميم؟
وهل كل الأساتذة يشبهون أستاذ "اللاشعور الفردي"
وهل كل من له مشكلة يحولها إلى ظاهرة ؟

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مهم, التعميل, الراتب, الشهري, بأساتذة, غير, إصلاح

« الميثاق الوطني للتربية والتكوين؟؟؟؟؟ | المغرب في أفق 2025 »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المذكرة رقم 23 في شأن : الحركة الانتقالية الخاصة بأساتذة التعليم الابتدائي أبونسرين المذكرات الوزارية 30 24-03-2009 08:29
حاص بأساتذة التعليم الثانوي: التقني صناعي espacetechno الأرشيف 2 06-02-2009 21:43
الحركة الانتقالية الخاصة بأساتذة التعليم الابتدائي2008 lebchir دفاتر مستجدات الحركة الانتقالية 2017 17 22-03-2008 19:05


الساعة الآن 09:51


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة