هاجم نقابات ودافع عن الحوار وهنأ شباط قبل فوزه بالقيادة
استقبال عباس الفاسي بتقبيل اليد في مؤتمر نقابة الاستقلال
| 31.01.2009الرباط: محمد سليكي | المغربية
العدد : 7317 - السبت 31 يناير 2009
انتقد عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، في افتتاح المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أمس الجمعة بالرباط،، وضعية العمل النقابي بالمغرب، بعدما استقبله المؤتمر بتقبيل اليد.وهاجم الفاسي مركزيات نقابية لم يذكرها بالاسم، رافضا إعطاء حزب الاستقلال والحكومة دروسا في العمل النقابي، حين قال "ما محتاجين حد يعطينا دروس في النضال، والدفاع عن الطبقة العاملة، وتاريخنا النضالي معروف عند المغاربة".
وفي الجلسة، التي غاب عنها محمد بنجلون الاندلوسي، المطاح به من قيادة هذه النقابة المقربة من حزب الاستقلال، دعا عباس الفاسي المركزيات النقابية إلى "تغيير وتحديث أسلوب عملها، وجعل الحوار أساسا لقاعدة دفاعها عن حقوق الطبقة العاملة، لأن الهدف الأول للحكومة، في الملف الاجتماعي، هو الدفاع عن حقوق الطبقات الشغيلة".
وبدا عباس الفاسي، الذي كان مؤازرا في هذا المؤتمر بوزراء استقلاليين في حكومته، مدافعا عن حصيلة الحوار الاجتماعي بين الحكومة والمركزيات النقابية، ووصف هذه الحصيلة بـالإيجابية، معتبرا ذلك "جزءا من معركة مستمرة، من أجل مغرب متقدم، وديمقراطي".
وحذر الفاسي، في كلمة أعادت للذاكرة صورة الرجل زمن كان الحزب في خندق المعارضة، النقابات من التخلي عن مسؤوليتها في الدفاع عن قضايا الطبقات المحرومة، وقال "دافعوا عن مطالبكم، وحاوروا الحكومة، لأن الاقتصاد المغربي مبني على الطبقة العاملة".
وساند نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب "في الدفاع عن حقوق المنتسبين إليها، من عمال، وأطر، بفكر تشاركي متجدد"، قبل أن يهنئ عبد الحميد شباط، رئيس اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر، على إنجازها.
وبينما لم تخرج كلمة شباط عن الترحيب البروتوكولي، قالت مصادر مطلعة لـ"المغربية" إن خديجة الزومي، قائدة الانقلاب ضد الأندلوسي، قد تعري في كلمة لها، اليوم السبت، أمام نحو 6400 مؤتمر، عن حقائق غير مسبوقة، بحق مرحلة تزعم هذا الأخير للنقابة المقربة من حزب الاستقلال.
وكشفت المصادر ذاتها أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر أرجأت توزيع 60 دراجة نارية على مناديب العمال بالاتحاد العام للشغالين، إلى حين اختتام أشغال المؤتمر، "حفاظا على النظام".
وكان شباط، عضو المكتب السياسي لحزب الاستقلال، والمرجح لخلافة الاندلوسي، انتقد، بدوره، في ندوة صحافية عقدها الاثنين الماضي بالرباط، وضعية العمل النقابي بالمغرب، والدعوات المتكررة للإضراب.
وشبه شباط الإضراب بالطلاق في الإسلام، معتبرا أن "الإسهال في الدعوة إليه يفرغ العمل من محتواه، ويهدد مصالح العمال والباطرونا والدولة، على حد سواء"، داعيا إلى "إنقاذ هيبة الإضرابات العامة من الضياع، إذ في الوقت الذي كانت الدولة تستنفر قواها عند كل دعوة للإضراب، كما حدث عام 1990 بفاس، لم تعد تفزع لها، بعدما غاب السند الجماهيري عن الدعوة إليها ".
وكشف شباط أنه لا يجد حرجا في "ضرب لبيض في الكحل مع الباطرونا"، ودراسة الكتاب الأبيض، الذي رفعه الاتحاد العام لمقاولات المغرب للحكومة، رافضا اعتبار هذا الانفتاح "مؤامرة" على حقوق الطبقة العاملة.
عباس الفاسي: الحوار الاجتماعي أثمر تخصيص 16 مليار درهم للزيادة في الأجور وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين
أكد الامين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي، أن الجولة الأولى من الحوار الاجتماعي بين الحكومة والمركزيات النقابية، أثمرت تخصيص 16 مليار درهم للزيادة في الأجور وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى الرفع من الحد الأدنى للأجور والتعويضات العائلية للعمال الزراعيين.
ودعا عباس الفاسي، خلال الجلسة الافتتاحية لاشغال المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي انطلقت اليوم الجمعة بالرباط، تحت شعار "التنمية الحقيقية .. تحديث ومسؤولية"، المركزيات النقابية الى التحلي، في مطالبها، بالواقعية، مبرزا في الوقت ذاته، "الدور الأساسي للطبقة الشغيلة في بناء صرح المغرب المتقدم والديمقراطي".
وأضاف الامين العام لحزب الاستقلال، خلال هذه الجلسة، التي حضرها العديد من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية الوطنية والأجنبية، أنه لا يمكن تقديم زيادة جديدة في الأجور على حساب مشاريع اجتماعية هامة، كمحاربة الفقر ووضع نظام التغطية الصحية للمعوزين (راميد)، مؤكدا أن الحكومة مستمرة، مع ذلك، في الحوار الاجتماعي مع ممثلي الطبقة الشغيلة.
وسجل عباس الفاسي أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ومنذ تأسيسه، رفع تحدي الدفاع المستمر عن الطبقة الشغيلة وعن كرامتها، وبناء مؤسسات في مستوى بلد متقدم وديمقراطي كالمغرب.
من جهته، أعلن حميد شباط، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عن تنظيم يوم دراسي مع بداية أشغال المؤتمر، بهدف "تبادل الأفكار بين الفرقاء الاجتماعيين، والتأسيس لحوار اجتماعي حقيقي يجد كل طرف نفسه في إطاره، باعتبار أن الشغيل والمشغل هما، في الحقيقة الاقتصادية، وجهان لعملة واحدة، اسمها التنمية".
وأضاف أن التعامل مع الظرفية المالية والاقتصادية العالمية التي تلقي بتداعياتها السلبية على الرأسمال الوطني المالي والبشري، يقتضي فتح حوار مسؤول وشجاع مع الحكومة لتمكين القطاعات الإنتاجية للبلاد من المناعة اللازمة، وذلك حفاظا على البنية التحية للوحدات الانتاجية وحقوق الشغيلة.
هذا، وستتواصل أشغال المؤتمر، التي تستمر يومين، بتقديم عرضين تحت عنوان "النقابية والتنمية الاقتصادية" و"البعد الاجتماعي في القانون المالي لسنة 2009"، إضافة إلى عقد جلسة عامة لعرض ومناقشة والمصادقة على تقارير اللجان التي سيتم تشكيلها، وكذا انتخاب الكاتب العام واللجنة التنفيذية للاتحاد.
(و م ع)