في نقاش مع أحد الإخوة ، كتبت الرد التالي الذي أردت أن أجعله موضوعا منفردا ، نظرا للإلتباس الحاصل والسائد في أغلب المنتديات العربية ، والفكر الذي يتم توزيعه بالمجان ، وهو يحتوي على مغالطات ، أرجو فتح نقاش حولها إسهاما في التنوير لمحيطنا الإجتماعي (التلاميذ خصوصا...)، ودرءا للسقوط في متاهات يستغلها التطرف لينشر جناحيه ، ويستكثر أنصاره ، ويستعدي الكثير من الأبرياء ...
جاء في تعقيب الأخ هشام قوله :
أخي الكريم لدي تحفظ على كلمة صهيوني
فأنت بدون شك تقصد مكتب الاتصال
الإسرائيلي أما الصهيوني فلا وجود له في المغرب...
أتمنى أن تكون قد فهمت قصدي(...)
http://www.************/vb/showthread.***?t=49978
تحياتي[/quote]
شكرا على تعقيبك ، الأخ الكريم هشام ،
تسمية إسرائيلي هي نسبة إلى أحد الرجال المذكورين في القرآن الكريم ، ولم يكن نبيا ،أحيلك على المقال التالي :http://www.alwaqt.com/art.***?aid=48103
وفيه وردت الفقرة التالية : "التفريق بين إسرائيل ويعقوب
أول أمر نلاحظه هو أن إسرائيل رجل صالح ليس من ذرية النبي إبراهيم. قال تعالى ‘’أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا’’. وذريته تبدأ من إسماعيل وإ**** ويعقوب ويوسف ومن يأتي بعدهم، فالنبي يعقوب هو من ذرية النبي إبراهيم والخطاب يتضمنه ضرورة، وبما أن النص قد ذكر ‘’إسرائيل’’ معطوفاً على النبي إبراهيم فقطعاً غير داخل في خطاب ‘’من ذرية إبراهيم’’ لأن ذلك عبث وحشو منزّه عنه النص القرآني، والمقصود هو اشتراك النبي إبراهيم وإسرائيل في جملة ‘’ومن ذرية’’ بمعنى ‘’ومن ذرية إبراهيم، ومن ذرية إسرائيل’’.
أما تسمية يهودي Juif ، فطبعا هي نسبة إلى الديانة السماوية اليهودية Judaisme ، التي بعث بها النبي موسى عليه السلام.
بينما تسمية "صهيوني" ، فهي نسبة إلى جبل صهيون ، وهو جبل قرب مدينة القدس (المسماة عبريا أورشليم Jerusalem ) ، وهاهو التعريف الوارد فيه عن موسوعة "ويكيبيديا :
"صهيون أو جبل صهيون (جبل النبي داود) في اليهودية هي مكان سكنى يهوه (الله) وستكون مركز خلاصه المسيحاني، وبالنسبة لليهود فأن صهيون هي وطن العبرانيين ورمزاً لآمالهم القومية، ومن هذه الكلمة جاء مصطلح الصهيونية."http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%...8A%D9%88%D9%86
وقد تجد كتابا شهيرا بعنوان "بروتوكولات حكماء صهيون" وتعريفه في نفس الموسوعة باقتضاب جاء فيه : "بروتوكولات حكماء صهيون عبارة عن مجموعة من النصوص تتمحور حول "خطة" لسيطرة اليهود على العالم. تم نشر هذه النصوص لأول مرة في الإمبراطورية الروسية في جريدة زناميا في مدينة سانت بطرسبرغ عام 1903 م."http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%...8A%D9%88%D9%86
يبقى أننا نعادي الإسرائيليين ، ليس لأنهم بنو إسرائيل كما يزعمون ، وليس لأنهم يهود على دين النبي موسى عليه السلام ، بل لأنهم صهاينة ، فما معنى ذلك ؟؟؟
الصهيونية نظرية عنصرية جعل منها ثيودور هرتزل (أحد كبار مفكري الصهاينة) عقيدة لكثير من اليهود (وليسوا كلهم ، هنا يجب الحذر،حتى لا نسقط في خلط الحابل بالنابل) مفادها أن فلسطين أرض الميعاد(التي وعد بها موسى قومه بعد الشتات التاريخي) ، وتظافرت عوامل كثيرة إبان الحرب العالمية الأولى ، والثانية مع المحرقة التي يقال أن هتلر أقامها لليهود (لاحظ أن المفكر الذي أسلم روجيه أو رجاء غارودي، ينكر هذه المحرقة ، ويعتبرها أسطورة من أساطير الصهيونية ...كما ينكر وجودها مفكرون آخرون من العالمين الإسلامي والغربي ) ، وإغراءات وضغوط القوى الصهيونية التي ظهرت خلال هذه الفترات ،ومساهمة الأنظمة العربية ، وكثير منها كان تحت الإحتلال العثماني ،من أجل دفع اليهود وتهجيرهم إلى فلسطين ....
وتتبلور العقيدة الصهيونية كعقيدة عنصرية بما مفاده أن اليهود هم الدم النقي ، وشعب الله المختار المفضل عند الله على بقية الشعوب ، ويقال ، أنه تم زرع الكثير من هذه الأفكار في الكتاب المقدس "التوراة - العهد القديم ، وأسفار النبي أشعيا" من بين ما تم تحريفه من التوراة ليتضمن أفكارا مثل أن كل الشعوب هي مجرد خدم أو عبيد أو بشر من درجة ثانية ، وعليهم خدمة "شعب الله المختار"...
إذن فالصهيونية عقيدة عنصرية ، تقوم على أساس الميز العرقي والديني ... باعتبار أن النسل اليهودي لم يختلط بغيره -كما في قولهم-، ويمكن التعمق في البحث عن محرمات الزواج عند اليهود ، ونسبة الطفل من أب يهودي وأم غير يهودية ...إلخ.(انظر كتاب : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية /روجيه غارودي /تقديم د.المهدي المنجرة) ، وكتاب : ( ملف إسرائيل : دراسة للصهيونية السياسية / لكاتبه : روجيه غارودي /منشورات : دار الشروق / الطبعة الأولى 1983)...
وأخيرا ... نحن لا نعادي الإسرائيليين لأنهم بنو إسرائيل ، ولا نعاديهم لأنهم يهود ...(كما قد تلاحظ في ما تمتلئ به منتديات عربية توزع الجهل و العنصرية الدينية والحقد المتطرف بالمجان...)
ولكن نعاديهم ، لأن منهم صهاينة ، يعتبرون أنفسهم بشرا أسمى من البشر ...
ونعاديهم لأنهم اغتصبوا أرضا ليست من حقهم ، حتى ولو كان لهم فيها مقدسات ...
ونعاديهم ، لأنهم في ممارستهم لعقيدتهم الصهيونية يعتمدون القتل والقتل والقتل ، للإنسان العربي ...تماما كما جاء على لسان الإعلامي الفلسطيني المقيم بالمغرب واصف منصور " إن الفلسطيني الجيد في مفهوم الصهاينة هو الفلسطيني الميت"
عودة إذن للرد عل تعقيبك ،
الذي يمثل دولة صهيونية ببلدنا وبأي بلد آخر لن يكون إلا صهيونيا ...
ملاحظة هامة جدا جدا جدا :
لا يجب أن ننسى أن من اليهود في العالم جماعات معادية للصهيونية ، بعض أفرادها في فلسطين المحتلة
الصور : http://www.islamonline.net/Arabic/al.../images/02.jpg
http://www.zionism-israel.com/dic/hirsh-arafat.jpg
http://www.thepeoplesvoice.org/cgi-b...a_300_2_88.JPG
والأغلبية في دول العالم خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة (انظر على سبيل المثال كتاب : اليهود واليهودية : وطأة 3000 عام/ لكاتبه : إسرائيل شاحاك / تقديم الطبعة العربية : إدواررد سعيد)، وأهم هذه الجماعات : "نيطوري كارتا" http://netureikarta.unblog.fr/ ( اقرأ رسالة التهنئة الموجهة من حاخامات هذه الجماعة إلى حركة حماس المقاومة ) وهي جماعة متدينة أصولية يهودية ( انظر مقال : حاخام يهود فلسطين( ناطوري كارتا ) يتمنى سيادة الاسلام على العالم ويتوقع زوال اسرائيل،)على الجزيرة نت ، الرابط : http://www.aljazeeratalk.net/forum/s...DF%C7%D1%CA%C7 وهي جماعة تعتبر أن لا أساس في التوراة لدولة إسمها إسرائيل ،وتعلن صراحة عداءها الشديد للدولة الصهيونية بفلسطين المحتلة ، وتعتبر أن الله حكم على اليهود بالشتات إلى أن يبعث النبي عيسى المخلص في آخر الزمان ...(لاحظ أخي ، تشابه العقيدة عند ديانات أخرى : المهدي المنتظر ، النبي عيسى وظهور علامات الساعة في موروثنا الديني...ونفس الفكرة مع تغييرات طفيفة في الفكر المسيحي الذي يقول بنهاية العالم Apocalypse بعد معركة Hermageddon ... معركة يقول عنها تراثنا الديني أنها ستقع ، وأن المسلمين سوف يتغلبون فيها بنصر من الله ، وأن اليهود منهم من سوف يختبئ وراء شجر لعله شجر السدر ، هو وحده من لا يكشف عنهم ...) (في موسوعة ويكيبيديا التعريف التالي لهذه المعركة المنتظرة : "
هارمجيدون كلمة
عبرية ذكرت في العهد الجديد ، في سفر الرؤيا و تعني " جبل أو هضبة
مجدو" أما اصطلاحا فتعني المعركة الفاصلة بين الخير و الشر التى ستدور رحاها في المستقبل و تكون على إثرها نهاية العالم . و تقع هضبة "مجيدو" في منطقة
فلسطين على بعد 90 كلم شمال
القدس و 30 كلم جنوب غرب مدينة
حيفا و كانت مسرحا لحروب ضارية في الماضي كما تعتبر موقعا أثريا هاما أيضا.
و هي عقيدة
مسيحية و
يهودية مشتركة، تؤمن بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير و الشر، و سوف تقوم تلك المعركة في أرض
فلسطين في منطقة مجدو أو
وادي مجدو، متكونة من مائتي مليون جندي يأتون ل
وادي مجدو لخوض حرب نهائية."
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%...AF%D9%88%D9%86
لا يجب أيضا أن ننسى كفاح مناضلين يهود مع الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة (من غيرجماعات السلام الآن).
لا يجب أيضا أن ننسى يهودنا المغاربة (وهم مغاربة أصليون ، كانوا هنا منذ ما قبل دخول الإسلام إلى المغرب ، واحتفظ لهم المسلمون على حقوقهم وكرامتهم ودور عبادتهم ، وفي الأهازيج التي يهتف بها الفلاحون في عدة مناطق بالمغرب : ياهوه... ياهوه ، وهم يهوون بمناجلهم على السنابل يحصدونها ، موروث من أصل يهودي هو اسم الله (يهوه Jeovah )... وقد تظافرت عوامل لا داعي للإطالة في "نبشها" هجرتهم إلى فلسطين المحتلة (لعلك شاهت الشريط المغربي : "فين ماشي يا موشي؟ " وجعلت منهم وقودا لحروب التوسع الصهيوني في أرضنا المقدسة بفلسطين على حساب أصحاب الأرض : العرب الفلسطينيين ... وجعلت منهم الطبقة الأدنى اجتماعيا من الحرفيين والمهمشين والمراتب الدنيا من الجيش ، وقليل منهم من ارتقى اجتماعيا ، وكثير منهم من تشبع بتفسير صهيوني مفاده أن سوء وضعه عائد إلى المقاومة العربية الفلسطينية ، إضافة إلى معاناتهم هم أنفسهم كيهود شرقيين= السفراديم "القادمين من دول عربية"من عنصرية اليهود الغربيين ذوي التكوين العلمي والفكري العالي (الأشكيناز) ...فازدادوا تطرفا وظهر منهم حزب "شاس" أو "كاخ" الحزب الديني الأشد تطرفا في الكيان الصهيوني...
ومن يهودنا المغاربة من رفض أجداده ، ورفض هو أيضا الهجرة إلى فلسطين المحتلة ، وبقي متمسكا بوطنه المغرب ، بل منهم من ناضل من أجلي ومن أجلك وقضى في السجون المغربية سنوات طويلة أيام سنوات الرصاص السيئة الذكر (حتى 17 سنة مثلا بالنسبة للمناضل اليساري ابراهام السرفاتي) أو المناضل سيون أسيدون ، وغيرهما ...
وبعيدا عن الثقافة الشعبوية من جهة وعن الجهالة المتطرفة دينيا من جهة ثانية ، فقد تعايش اليهود المغاربة والمسلمون المغاربة طيلة التاريخ بشكل جيد .... لأن الإسلام أعطاهم كل حقوقهم كمواطنين عاديين .(انظر كتاب : ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب : تاريخ-ثقافة -دين / لكاتبه حاييم الزعفراني /ترجمة أحمد شحلان وعبد الغني أبو العزم)
والآن ، في فلسطين المحتلة ، حاولت الحركة الصهيونية كل جهدها أن تفرغ اليهود من أصل مغربي من ثقافتهم المغربية (حفلات الزواج ، والعقيقة ، والمطبخ المغربي ، بل وحتى الملابس المغربية التقليدية التي يرتادونها في حفلاتهم العائلية : الجلباب والطربوش والبلغة ، والقفطان ...) فلم تفلح ...وذلك ما يقض مضجع الصهيونية لأنها تهدف إلى تجريد اليهود من أصل مغربي خصوصا ، واليهود من أصول غير غربية عموما (القادمين من دول عربية أو يهود الفلاشا الأفارقة السود) من موروثهم الثقافي الذي حملوه معهم من بلدانهم الأصلية ، بمن فيهم القادمون من روسيا ...فلم تتمكن تماما ... والمغاربة منهم أشد تمسكا بتقاليدهم كما كانت هنا بالمغربhttp://www.dafina.net/accueil.htm ... (حوالي مليون يهودي من أصل مغربي) والكثير منهم هاجر من الكيان الصهيوني بعدما تبين له خدعة الصهيونية ، إلى كندا أو فرنسا أو بلجيكا أو الولايات المتحدة الأمريكية ....
فالمجتمع الإسرائيلي ليس مجتمعا متجانسا ، رغم ما تشيعه الآلة الدعائية الصهيونية واللوبي الصهيوني "الآيباك" بالويلات المتحدة الأمريكية ( وعلى فكرة : هي من أقوى الأجهزة الإعلامية عالميا ) من كون المجتمع الإسرائيلي موحد الكلمة ...
ختام (قبل النوم ، والساعة 2 و30 دقيقة) :
نحن لا نعادي الإسرائيليين إلا بصفتهم صهاينة ، عنصريين ،مغتصبين لأرض غيرهم ، قتلة محترفين ، مجرمين جرائم دولية وإنسانية ...
كلمة أخيرة :
إسرائيل لا تهزمنا لأنها قوية (بالدعم الأمريكي...) ... بل لأننا نحن العرب ، ضعفاء ... ضعفنا آت من سيادة الفكر الإستبدادي والخرافي في ثقافتنا السياسية ، وضعفنا آت من سيادة الفكر الخرافي في منظوماتنا التعليمية ، وسيادة الجهل بمقومات الحضارة التي تعتمد التصنيع والتكنولوجيا...(رغم أن أوروبا وأمريكا تمارس نهبا سافرا لأفضل ما لدينا من عقول : هجرة الأدمغة،مقابل فتات تجود به الأبناك الدولية على أنظمتنا النتنة )
وقبل كل شيء وبعد كل شيء ، إسرائيل تهزمنا لأن ضعفنا آت من انعدام الروح الوطنية لدى أنظمتنا المتعفنة ، ولدى الأغلبية الساحقة من نخبتنا المثقفة ...
قلت لولدي الذي كان يتحرق بالأمس لعدم تمكنه(في المدينة التي يدرس بها)من المشاركة الفعلية في التظاهرة الشعبية الرائعة التي انتظمت بالرباط يومه الأحد : إذا أردت أن نهزم الصهاينة المحتلين لفلسطين ، ادرس جيدا ، اجتهد في دراستك ، احصل على أحسن المعدلات في المواد العلمية والمعلوماتية والتكنولوجية ،واحصل على أفضل لاالشواهد والديبلومات ، وعد لخدمة وطنك ... لا تدرس من أجل الإمتحان فقط ، بل من أجل تكوين ثقافتك وشخصيتك في العلوم التي ذكرتها ... واعمل على تقوية إيمانك بالعمل ، لأن الإيمان هو من أقوى الأسلحة على الإطلاق...اعقلها وتوكل...
مساؤك سعيد.