سراب .
يحسب الظمآن ما رآه ماء
غير أنه ما رأى إلا سرابا
والساغب هد جسمه المنى
يقوى السؤال ويعز الخطاب
فقد كثر التواري منهما
وصاروا كهولا وهم شبابا
نقبوا عن ذي مسيرة حتى
كادوا يفقدون الصواب ....
لم يتوانوا بكرة و أصيلا
ولكنهم نالوا العقاب.....
تبرموا من جفاف قلوب
لا تخاف عقابا ولا ترجو ثوابا
سلبوا النوايا كلها وما
أمّنوا على اليراع ولا الكتاب
نهبوا فردات نعالهم
تركوا حفاة ليس لهم انتسابا
ألا هبوا يا جزاري العلن
وأشيحوا عنكم النقاب
فقد يغفر الغفار لكم
زلاتكم ويقيكم العذاب
ولا تلوموا آباءكم الشرفاء
فما يستحقون منكم العتاب
أما أنت يا ظمآن الحياة
تلفت وراءك وقاوم العباب
وأنت يا ذو سغب السنين
جر خيبتك ودع السباب
فها القوم قد ينووا خيرا
وها الله قد أرسل اليباب
فحمدا لك يا ستار يا حفيظ
يا من وحده يجزي الحساب