صرحت السيدة لطيفة العبيدة كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية المكلفة بالتعليم العالي في تعليقها على تأسيس جمعيات دعم مؤسسة النجاح : "لم يعد مسموحا لنا أن نخطئ، فلا بد أن ننجح هذه المرة خاصة أن إمكانيات النجاح متوفرة أكثر من أي وقت مضى، بفضل التعبئة الشاملة و الدعم الحكومي و الانخراط الجماعي الذي أصبحت تظهر بوادره، و نحن في حاجة لتقوية قدرات الإقناع لتعبئة الموارد التي يزخر بها المحيط عبر الارتقاء بأجواء التعبئة من داخل المنظومة".
فتصريح السيدة لطيفة العبيدة باعتبارها أحدالمشرفين الرئيسيين على تدبير الشأن التعليمي ببلادنا ، فيه إشارات أساسية تبرز أهمية الخطوة المزمع القيام بها في مسلسل الإصلاح الطويل الامد .
كما انه يبرز أهم أسباب إنشاء هذه الجمعيات الذي يتمثل في زيادة تعبئة قدرات الإصلاح داخل المنظومة التربوية .
فنجاح الجمعية في أداء دورها من عدمه سيتضح أكثر من خلال وفائها لرهانات ثلاث:
الرهان الاقتصادي : سيتضح مدى النجاح في حسن تدبير الغلاف المالي الذي خصصته الوزارة ( 100 مليون درهم ( لتمويل المشاريع المقترحة من طرف المؤسسات التربوية ، و تحقيق أقصى ظروف الشفافية عند إنفاق هذه الاموال العمومية.
الرهان المؤسساتي : سيتحدد سقف النجاح في قدرة هذه الجمعية على التأسيس لتشاركية فعالة في اتخاذ القرارات ، بدل اللجوء إلى التسيير الفردي ،و مدى التزام الجميع بالقرارات المتخذة جماعيا مع قيام كل الجهات بدورها كاملا غير منقوص.
الرهان القيمي : من شأن مشاركة العديد من الاطراف في جلسات جمعية النجاح لتدبير شؤون مؤسساتهم أن تضعهم امام محك قدرتهم على تدبير الخلاف و ضمان مشاركة جميع الأعضاء في المشاركة في تدبير مؤسستهم بما فيهم التلاميذ و الشركاء الآخرين .
تبقى هذه أهم الرهانات المنوطة بجمعيات دعم مدرسة النجاح من وجهة نظري الخاصة ، و مخاض الانطلاقة كما أسلف بذلك جل المتدخلين بهذا الموضوع قد شابته شوائب نزحت به نحو النزعة المحافظة بدل إعطائه الحيوية اللازمة للدفع بعجلة التغيير.
فكما كان الحال عند ظهور مجالس التدبير الذي أراد منها منظروها جعلها حقلا و فضاء لتدبير النقلة الديمقراطية التي يشهدها المجتمع من خلال كل القيم و السلوكات التي جاءت لزرعها في المؤسسات التربوية ، فقد جاء التطبيق حذرا عندما جعلت رئاسة هذه المدارس قارة بدل اعتماد مبدا التداول و كذا فرض الوصاية على القرارات من طرف النيابات و الاكاديميات.
إذن فرهان نجاح هذه الجمعية من عدمه بيد جميع الاطراف و مدى قدرتهم على القيام بمسؤولياتهم كاملة ، و سيكون أول نجاح لجمعية النجاح أن تنتقل من الصورية إلى التفعيل.
الشكر مرة اخرى على إثارة هذا الموضوع المهم