الأسد: ننتظر آفاق السلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلى المقبل
دمشق ـ العرب اونلاين ـ وكالات: قال الرئيس السورى بشار الأسد انه سينتظر نتائج الانتخابات إسرائيلية المقبلة لمعرفة ما إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل سيستمر فى المفاوضات السلام مع دمشق وإقرار انسحاب من الأراضى السورية المحتلة لتحقيق السلام، محذرا من هشاشة الوضع فى لبنان ومن خطر السلفية والتطرف فيه.
وأشار الأسد، خلال افتتاح قمة رباعية جمعته الخميس فى دمشق بالرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، إلى أنه جرت أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، وكان يفترض أن يكون هناك جولة خامسة كان مقررا عقدها أمس، لولا استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين، يورام طوروبفيتش.
وأشار إلى الجولات السابقة وصلت إلى مرحلة "حاسمة"، وكان "يفترض التوصل إلى ورقة مبادئ" بين الطرفين.
وقال إن هناك ورقة من ستة نقاط أودعتها سورية لدى تركيا، الوسيط فى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، بانتظار الرد الإسرائيلى عليها، ومن ثم الرد السوري، على أن يتم الانتقال بعدها إلى المفاوضات المباشرة، بعد انتخاب "إدارة أميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام"، مشددا، فى الوقت نفسه، على استمرار الدور التركي، الذى وصفه بـ"الأساسي" فى هذه العملية.
وأضاف "سننتظر مرحلة الانتخابات الإسرائيلية لكى نطمئن إلى ان رئيس الوزراء الإسرائيلى المقبل سيستمر فى الاتجاه نفسه وسيقبل بالانسحاب الكامل" من الأراضى السورية لتحقيق السلام.
وأعرب عن تمنياته فى أن يكون هناك دعم دولى للمسار الفلسطيني، وأن يكون هذا المسار "داعما للمسار السورى وليس معرقلا".
وعن الوضع فى لبنان، قال الأسد إنه تحدث مع الرئيس اللبنانى ميشال سليمان، خلال القمة التى عقدت بينهما فى دمشق الشهر الماضي، عن ضرورة دخول لبنان المفاوضات السلام فى مرحلة المفاوضات المباشرة. وقال ان الرئيس اللبنانى متفق معه حول هذا الامر.
وحذر من ان الوضع فى لبنان لا يزال هشا، "ونحن قلقون مما يحصل فى الشمال فى طرابلس"، وقال انه أوضح لسليمان أنه"لا يمكن حل المشكلة من دون حل مشكلة السلفية والتطرف"، الذى اتهم دولا، لم يسمها بدعم هذا التوجه.
وقال إنه طالب سليمان بتعزيز قوات الجيش فى شمال لبنان من أجل السيطرة على الوضع هناك.
وعن الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، أشار الاسد إلى ان ثمة إجراءات قانونية يتم العمل عليها حاليا، وأنه سيتم خلال أشهر تعيين سفراء بين البلدين.
من ناحية أخرى، قال انه بحث موضوع الملف النووى الإيرانى مع الرئيس الفرنسي، وأشار إلى البحث جارٍ عن حل سلمى لهذه القضية، وأنه سيتحدث مع الجانب الإيرانى بناءً على ما تمت مناقشته خلال اللقاء مع ساركوزي.
وبالنسبة إلى الوضع فى العراق، حذر الأسد من أن يكون موضوع كركوك، فى إشارة إلى الخلاف على تقسيم المحافظات فى الانتخابات المقبلة، "القنبلة التى ستفجر الوضع" بين العرب والأكراد، وبين السنة والشيعة بالنسبة إلى الفدرالية.
ووصف الوضع العراقى بـ"الخطير"، وقال ان الحل فى العراق هو من خلال حوار وطني، وشدد على دعم بلاده للعملية السياسية فى العراق.
واقترح العمل من خلال الدول المجاورة للعراق، مثل السعودية والأردن والبحرين والأردن وغيرها، للمساعدة فى دعم العملية السياسية فيه.
وعن النزاع الروسي-الجورجي، أكد الرئيس السورى على دعم جهود الرئيس الفرنسى فى هذا المجال، مشيرا إلى العلاقة الجيدة التى تربط ساركوزى بالرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف.
وكان ساركوزى ساهم فى التوصل إلى اتفاق مبادئ لوقف النزاع بين روسيا وجورجيا، الذى اندلع فى الثامن من شهر أغسطس/آب الماضى وتدخلت فيه القوات الروسية فى اليوم التالي، قبل أن تتوقف العمليات العسكرية بناء على الاتفاق المذكور.
وأمل الأسد فى التوصل إلى حل لهذه الازمة "لأنه لا نريد حرب باردة جديدة.. لأننا سنكون الساحة لهذه الحرب ".
وبشأن النزاع فى إقليم دارفور السوداني، نبه من إن النزاع فى الإقليم سيؤدى إلى تقسيم المنطقة .
وقال إنه أجرى اتصالات مع ليبيا والجزائر والسودان وجامعة الدول العربية فى هذا الصدد، واقترح تأجيل موضوع المحكمة الدولية، التى طلب النائب العام فيها استجواب الرئيس السودانى عمر البشير، مدة سنة، كما اقترح تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد.
وحث على عقد مؤتمر لقادة فصائل المعارضة فى الإقليم والحكومة السودانية، شبيه باجتماع الدوحة بين القيادات اللبنانية، داعيا أمير قطر إلى لعب دور فى هذا المجال.
من جانبه، أعرب أمير قطر، فى افتتاح القمة الرباعية، عن اعتقاده بإمكانية إدخال تطوير فى عملية السلام، من خلال توسيع الأطراف المشاركين فى المفاوضات.
وبالنسبة إلى لبنان، قال الشيخ حمد، أن لبنان عانى من محنة كبيرة، وأن الأمن فيه بدأ يستتب، داعيا اللبنانيين إلى التمسك باتفاق الدوحة، الذى ساهم فى توصل اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ميشال سليمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
واعتبر أن "علينا أن نبدأ فى الجامعة العربية والمجتمع الدولى فى التفكير فى كيفية دعم عملية التنمية فى لبنان".
وأيد الشيخ حمد، اقتراح الرئيس السورى بمنح السودان مهلة سنة لحل الأزمة التى يمر فيها، لأن المشاكل فيه قديمة وتتطلب الكثير من العمل على حلها.