في إعتقادي أخي المسألة بنيوية، "فلا يمكن لمن يعيش وسط الوحل أن يحافظ على ثيابه نظيفة" فرجل التعليم ما هو إلا صورة من الصور الكثيرة التي تعكس القيم السائدة في المجتمع، فالمنطق يحتم علينا ألا نكون طوباويين، فعندما نجد العبث في شوارعنا وإدارتنا، و كل مؤسستنا،العامة والخاصة، يصبح هذا الأخير متمثلا في وعينا داخلي، ونظرا لاستحواده على كل مجلات حياتنا،يترجم إلى سلوك أحببنا أم كرهنا، رغم ما يمكن أن نحدثه من مقاومات.
فالمسألة أخي لا تنحصر في التأخيرات أو التغيبات أو " على قد فلوسنا كنخدمو....." .
لقد أرادوا، أعداء هذا الوطن تدميره ليستفدوا هم من ذلك، وتحقق لهم ذلك، وما زالوا يعشقون هذا النهج، رغم بعض الإرادات ...التي تحاول الخروج من هذا النفق المظلم.
ألا ترى معي أن الأحزاب والنقابات و جمعيات المجتمع المدني التي من واجبها تأطير المواطن وإكسابه قيم المواطنة الصادقة والفاعلة للمساهمة في الرقي بالبلد، صار هذفها الاغتناء وتسلق المناصب.
أخي قضية هذا الوطن جد معقدة، ولن تحل فقط بالالتزام الأستاذ بواجبه، إنها قضية أكبر من رجل التعليم، إنها مسألة مجتمع/ دولة/ وطن.