ايها الاخوة السلام عليكم رحمة الله تعالىوبركاته
لقد ظل موضوع الساعات الاضافية يشغلني لمدة طويلة اردت فيها ان اعبر عن ما يخالجني اتجاهها .
وارجو ان ينال استحسانكم .
لايخفى عليكم ان الساعات الاضافية انتشرت بين الاسرة التعليمية انتشار النار في الهشيم واصبحت من العادات المسلم بها لدى الاباء والمتعلمين المعوز منهم والميسورين .لكن السؤال هو: مااثر ذلك على الاسرة التعليمية والمدرسة العمومية عموما ، ثم ما هوهذا الاثروما شكله؟
يدخل المتعلم الى المدرسة وفي نية اهله ان يكتسب مهارات وكفايات تمكنه من تسهيل حياته وجعله شخصا مفيدا لوسطه ومجتمعه ؛لكنه يصطدم بواقع لم يكن يتصوره ابدا .فالجشع الذي اعمى بعض رجال ونساء التعليم جعلهم
يقصرون في اداء واجبهم في القسم العمومي توفيرا لطاقاتهم للعمل في منازلهم التي يديرون بها اقساما للساعات الاضافية والتي يتقاضون عليها اجرا يحدده الاستاذ عندما تاتيه ضحية من ضحاياه ،ومن الادهى انهم يفرضون هذه الساعات على متعلميهم فرضا ويكرهونهم عليها اكراها باساليب ملتوية من التقصيرفي عملهم الى املائها عليهم بعدم انصافهم واعطائهم النقطة التي يستحقونها مما يجعل المتعلم مضطرا الىشراء نقطهم سواء كانت حقيقية ام خيالية .
وتبعا لشهادات بعض التلاميذ فان الاستاذ يلجا الى اساليب لايمكن ان نقول عنها سوى انها للمراوغة والاحتيال كان يقول للمتعلم "انك لا تعمل في الكتابي كما تفعل في الشفهي اى العمل في القسم " لذا عليك ان تجد لنفسك من يعطيك دروسا في الدعم . وعندها يفهم التلميذ انه يدعوه الى ان يقوم بدروس للدعم عند ذلك الاستاذ ،وان حدث ولجا الى استاذ غيره ظلمه ولم ينصفه .
ان هذه التصرفات لها اثر جد وخيم على سمعة رجل التعليم بصفة عامة فالاستاذ يتنازل عن كرامته وحرمة شخصه للطعن والشتم ونعته باحط النعوت التي هو في غنى عنها .
فيصبح ملاكا في الافواه محتقرا غير مقدرا .
اما المدرسة فتفقد مصداقيتها ومكانتها في المجتمع ، بحيث يقول الاب ان كان ولابد من صرف الفلوس فالاحسن ان اصرفها على ابني في المدرسة الخصوصية ويصبح ابني ذو مستوى رفيع وهو لايدري ان المدرسة الخصوصية
تثقل كاهل ابنه بالعديد من اتمارين يكون الاب او احد افراد الاسرة هوقلب الرحى الذي يدفع ثمن انتماء ابنه الى تلك المدرسة بانجاز المطلوب من ولده .
هذا بالنسبة لمن بجد ، اما من لايجد فما عليه الاان يصبر لتصرفات المدرسين الجائرين ...ويضيع مستوى التعليم بالمدارس العمومية .
ولهذا اقول علينا ان نتنبه الى حالنا وحال مدرستنا ونتذكر اننا نتاجها وكم انتجت هذه المدرسة ؛ ونعمل على الحفاظ على الدور الذي لعبته منذ الاستقلال وان مدى تقدم الامم لايقاس الا بقدر الفئة المتعلمة من شعبها والقدر الدي ساهمت به في اغناء الرصيد المعرفي فيها
فلهذا ينبغي الا نلقي بانفسنا الى التهلكة وان نعمل على القضاء على ظاهرة الساعات الاضافية وان نتصف بالقناعة فهي كنز لا يفنى .....
بقلم :القاسمي
ه