هل جربت يوما الشعور بالراحة النفسية والعضوية معا؟ هو إحساس تشعر به للحظات بعد جلسة من جلسات التدليك لإحدى عضلات جسمك، فآلام العضلات من الاضطرابات الشائعة التي تؤثر في النشاطات اليومية، وتسبب اضطرابات حياتية كثيرة وربما ممتدة.
يعد التدليك علاجا ساحرا لهذه الاضطرابات إجمالا، ليس هذا فحسب بل شملت فوائده النواحي الجمالية أيضا.
والتدليك مصطلح علمي يستخدم لوصف مجموعة من التحركات اليدوية المنضبطة التي تطبق على أنسجة الجسم المختلفة، بهدف التأثير على أجهزته وخاصة الجهاز الدوري والعضلي والغدد الليمفاوية، لذا ينبغي أن يتم بطريقة معينة وعلى يد خبير حتى لا يكون ضارا ويؤدي إلى نتائج عكسية إذا ما تم بطريقة عشوائية وبدون أساس علمي.
وهو علم وفن يراعي الجوانب النفسية والفسيولوجية الخاصة بجسم الإنسان، حيث لها تأثير قوي على نجاح عملية التدليك، فلا بد من معرفة تامة مثلا ببداية ونهاية العضلات والأعصاب والأربطة والشرايين والأوردة وخواصها وكيفية التعامل معها.
ليس هذا فقط بل هناك شروط يجب توافرها في الشخص الذي يقوم بعملية التدليك، فلا بد:
- أن يكون على دراية تامة بعلم التشريح ووظائف الأعضاء.
- أن تكون درجة حرارة يده بنفس درجة حرارة الجسم.
- أن تكون يده نظيفة وخالية من الأمراض الجلدية.
- لا يرتدي أي خواتم.
- أظفاره مقلمة.
طرق التدليك
هناك العديد من طرق التدليك الشائعة أشهرها:
- المسحي: ومنه الطولي والمستعرض باليد أو باليدين معا أو بالتبادل.
ويكون التدليك فيه دائما باتجاه القلب، وغالبا ما يكون التركيز فيه على الأوردة الليمفاوية والأعصاب الحسية، ويساعد هذا النوع من التدليك على تنشيط الدورة الدموية، والارتخاء، كما أنه مهدئ للأعصاب، ويحسن وظائف الفرد الذهنية.
- العجني والعصري: يتم باستخدام يد واحدة أو اليدين معا، مع رفع العضلة، أو بالضغط براحة اليد فوق الأخرى، ويساعد على منع تقلص العضلات، وإزالة الألم، وتؤدي إلى ارتخاء العضلات، كما أنها تحسن حالة الجهاز العصبي، وتنبه العضلات ميكانيكيا.
- الاحتكاكي: يتم باستخدام الإصبع الكبير، أو "بكلوة اليدين"، أو نهاية الأصابع. ويعمل على إزالة الالتصاقات، والتدفئة عند أدائه، كما أنه مزيل للألم.
- النقري: يتم باستخدام راحة اليد على التوالي (وضع التصفيق). ويعمل على تنبيه الأعصاب وارتخاء العضلات لفترة طويلة بعد أدائه.
- الارتعاشي: يؤدى براحة اليد منبسطة، ويعمل على إزالة الألم الناتج من ترسب الأحماض بالعضلات ويخفف الاحتقان، وتكون الحركة الارتعاشية من اليد والأصابع على العضلة.
- الاهتزازي: وينقسم إلى نوعين:
غير مباشر: عن طريق مسك الطرف وهزه بحركات منتظمة.
ومباشر: يؤدى بيد واحدة أو باليدين معا.
ويساعد على مرونة المفاصل، وتكوين النخاع العظمي في حالات الكسور.
التدليك في سطور
لا يقتصر التدليك على استخدام اليدين فقط فهناك بعض الزيوت التي تستخدم في التدليك مثل: زيت البارفين - زيت الزيتون - زيت اللوز، كما يمكن استخدام بودرة التلك في الحالات المتقدمة في السن (فوق الستين عاما).
أثناء عمل التدليك يتم استخدام النوع المناسب للعضلة المراد تدليكها، حيث يتم عمل التدليك لأصابع القدمين -نبدأ بالقدم اليسرى- كل إصبع على حدة باستخدام التدليك المسحي الطولي من أسفل إلى أعلى، وفي أسفل الأصابع يكون التدليك الاحتكاكي بالإصبعين على القدم هو الأنسب.
ثم التدليك المسحي الدائري بالضغط حول الكعب، ثم ننتقل إلى أعلى عضلة السمانة ونبدأ من أسفل لأعلى كما ذكرنا باستعمال التدليك المسحي باليدين معا.
ويتم تغيير نوع التدليك إلى التدليك العجني على العضلة التوءمية للسمانة ثم بعد ذلك التدليك الاهتزازي باليدين معا، ثم ننتقل بعد ذلك إلى عضلة الفخذ الرباعية ويتم تدليكها من أسفل لأعلى باستخدام التدليك المسحي الطولي ثم المستعرض مع تغيير الاتجاه، ثم ننتقل للقدم اليمنى ويتم عمل نفس الأداء الذي تم في القدم اليسرى.
يأتي بعد ذلك تدليك الذراع الأيسر ونبدأ أيضا بأصابع اليدين من أسفل لأعلى باستخدام التدليك المسحي للأصابع، ثم تدليك كف اليدين بعمل تدليك احتكاكي ثم مسحي طولي حتى ننتقل لعضلات الساعد والتي يستعمل معها التدليك المسحي والعجني والعصري والاهتزازي، ثم ننتقل لعضلة الـ tricepsوهي عضلة ثلاثية الرؤوس في مؤخرة العضد وكذلك عضلة الـ bicepsوهي العضلة ذات الرأسين في مؤخرة العضد، ونقوم بعمل تدليك مسحي لهما ثم عجني ثم عصري، وننتقل للذراع الأيمن ثم بعد ذلك نقوم بعمل تدليك لعضلات البطن الطولية والمستعرضة تدليكا مسحيا دائريا وطوليا ومستعرضا، وكذلك يمكن استخدام تدليك عجني خفيف.
ويتم تدليك عضلات القفص الصدري (العضلة الصدرية العظمى) والعضلات التي بين الضلوع تدليكا احتكاكيا بالأصبع الكبير ثم تدليك مسحي دائري ومستعرض ثم تدليك عجني على عضلات الصدر ثم عمل تدليك عصري باليدين معا ثم تدليك العضلة الدالية وعضلات الكتف الأمامية.
إضافة إلى تغيير الوضع من الرقود على الظهر للرقود على البطن ونقوم بعمل تدليك للعضلات الخلفية للفخذين باستخدام تدليك عجني ومسحي وعصري باليد الواحدة، ثم باليدين وتدليك عضلات الإلية بعمل تدليك عجني وعصري بيد واحدة واليدين معا ثم ننتقل بعد ذلك لعمل تدليك لعضلات الظهر بدءا من أسفل لأعلى باستخدام التدليك الاحتكاكي بالإصبع الكبير ثم التدليك المسحي الطولي والدائري، وكذلك عمل تدليك نقري يليه تدليك ارتعاشي باليد الواحدة ثم تدليك عضلات المنكبين وعضلات الكتف الخلفية والعضلات التي بين الضلوع، وهكذا نكون قد أنهينا جلسة المساج بالكامل مع العلم أن جلسة المساج أو التدليك من المفترض ألا تزيد عن ساعة ويتراوح زمن الجلسة من 45-60 دقيقة حسب جسم وحجم الشخص المراد عمل جلسة المساج له.
احذر التدليك هنا
بالرغم من كل المزايا التي ذكرناها عن التدليك، لكن هناك بعض الأماكن يحذر عمل مساج لها نهائياً وهي:
- أسفل الرقبة من أمام المنكبين.
- أسفل الإبطين.
- خلف الركبتين حيث توجد العقد الليمفاوية.
- وجميع المفاصل بالجسم لا يتم عمل تدليك لها.
كذلك هناك حالات يحذر فيها التدليك لما يسببه من نتائج سلبية، ويمكن رصد هذه الحالات فيما يلي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي.
- حصوات المثانة.
- أمراض القلب.
- بعض الأمراض الجلدية.
- حالات الإسهال.
- حالات الحمل.
- أثناء الدورة الشهرية.
إعداد - فريق القسم العلمي والصحي
بإسلام أون لاين
المادة العلمية: أشرف عرفة*
*خبير ومحاضر دولي في علم التدليك والإصابات بأكاديمية ويدر العالمية للثقافة الرياضية
التدليك.. فن علاجي ساحر
المواضيع المتشابهه
