:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 23 - 7 - 2007
المشاركات: 1,510
|
نشاط [ abou houssam ]
معدل تقييم المستوى:
359
|
|
07-06-2009, 10:34
المشاركة 86
|
قبل مناقشة ما تفضل بطرحه الأخ أبو حسام مشكورا،يجب الإشارة اولا إلى ضرورة التخلي،ولو منهجيا،عن التراكمات السيكولوجية السلبية في علاقة المواطن/المدرس بالمرفق العمومي(الوزارة) التي يطبعها التوجس وعدم الثقة...وذلك مشروع ومبرر واقعيا وتاريخيا.لكن رغم ذلك،ووسط هذه المستنقعات من الفساد واللامواطنة واللامسؤولية والاستهتار... مؤخرا أصبحت تلوح في ظلمات وطننا بعض نقط الضوء،التي علينا ان نرعاها ونعمل على النفخ فيها لتكبر اكثر...شخصيا اعتبر مشروع تأسيس "جمعية دعم مدرسة النجاح" من بين نقط الضوء هذه،واظن ان من اهداف الوزارة في هذا المشروع تحفيز وتعبئة المدرسين للمساهمة في الاصلاح وبكيفية مباشرة انطلاقا من مؤسساتهم،وإبجاد صيغة"قانونية"لتمكين المؤسسات التربوية من دعم مالي مباشر؛ومناقشة لملاحظات الأخ أبو حسام بدت لي بعض التوضيخات التالية:
1- من الناحية القانونية الشكلية ملاحظات الأخ وجيهة،وعلى الجهة الوصية استدراك ذلك.لكن الذي يهم هو الجوهر أساسا،المبادرة في حد ذاتها.
2- بالنسبة لحل الجمعية:مادامت الجمعية في شكلها هذا تابعة تنظيميا للمؤسسة،لا بأس ان تحل من طرف الجهة الوصية،لكن وجب تحديد الأسباب المشروعة لحل الجمعية بنص كذلك في القانون الأساسي لقطع الطريق امام المزاجية والسلطوية...
3- بالنسبة لتوقيت التأسيس اظنه غير ملائم...لكن لا بأس ان ندفع في تحقيق هذا المشروع وأممنا كل الوقت...
4- بالنسبة لتحديد صفة أعضاء الجمع العام والمكتب التنفيذي أظن بأن سلطة تخطيط وتحديد مشاريع الجمعية تبقى بيد الأساتذة في الجمع العام،والمكتب التنفيذي هو مجرد منفذ لقرارات الجمع العام،فقط يجب الحرص على عدم تداخل المهام واحترام الاختصاصات.
5- بالنسبة لمهام مجالس المؤسسة فصلاحيتها تبقى هي هي،وحسب اهداف المشروع فإنه جاء لـ"تحسين وتطوير اداء مجالس المؤسسة،وعلى رأسها مجلس التدبير"،اما بخصوص سلبيات أداء مجالس التدبير وبعض مشاكلها فلنا(نحن المدرسين) نصيب كبير من المسؤولية في ذلك،ولا يمكن تحميل كل المسؤولية لغيرنا.
6- بالنسبة لعقد الشركات،فإنه لا يجب أن نفهم دائما الشركات ذات الطابع المالي والمادي،ممكن ان تكون هناك شركات تربوية،ثقافية،ترفيهية، تكنولوجية،صحية...وهناك مدارس داخل المغرب حققت شراكات جد رائدة في هذا المجال حيث كان المستفيد الكبير من ورائها التلاميذ والمؤسسات التعليمية...
بصفة،عامة،رغم المؤاخذات الشكلية ذات الطابع القانوني والتطبيقي...يبقى مشروع تأسيس"جمعية دعم مدرسة النجاح"إجراء واداة جد مهمة للرقي بمنظومتنا التربوية،خصوصا أن هذه الأداة وضعت مباشرة في يد المعنيين المباشرين بالعملية التعليمية التعلمية،فقط المشكل الكبير،هو غياب المناخ السيكولوجي والقيمي الإيجابين والظروف الاجتماعية والتربوية والمهنية الملائمة لكل الأطر التربوية حتى ينخرطوا بكل ثقة وحماس ومسؤولية ومواطنة في كل مشاريع الإصلاح المستعجلة وغير المستعجلة؛مثلا كيف يمكن لمدرسين بمناطق نائية صحراوية او جبلية تفصلهم عن مركز إداراتهم مسافات ومسافات من المشي والركوب...وضعيتهم المالية والاجتماعية والمهنية جد متردية...كيف يمكن لهم ان يساهموا بحماس في مشاريع الاصطلاح الرباطية المكيفة المكاتب والرواتب؟!رغم ذلك شيء من المواطنة،وعوض ان نلعن دائما الظلام لنشعل شمعة من اجل مستقبل أبنائنا ووطننا.
|
|
باسم الله الرحمان الرحيم :
شكرأستاذنا الفاضل محمد الصدوقي على تفضلكم بالمساهمة معنا في مناقشة هذا
الموضوع /المستجد ، ولن تكون منتديات دفاتر إلا فخورة بأنها فضاء من خلاله يستفيد كل مهتم ومهتمة من إبداعات وآراء الكتاب والباحثين التربويين .
وبالعودة إلى النقاش ، لن أكون إلا صادقا إذا قلت بأن من يحتاج إلى تصحيح علاقته بالآخر هي الإدارة نفسها التي دأبت على الدوام إلى الإبقاء على نفسها في برج عاجي متعالية مرشدة آمرة وناهية في الوقت ذاته ، وهي بهذا المنهج لم تساهم إلا في ترسيخ تلك العلاقة المطبوعة ـ على حد تعبيركم ـ بالتوجس وعدم الثقة . الإدارة ومعها النخب السياسية هم من يقف وراء انتشار هذه المواطنة السلبية التي يمكن اعتبارها نتيجة حتمية لكل أشكال الإقصاء والتهميش المرفوقة بالوصاية الأبدية لأوصياء يعبثون بالعباد والبلاد فسادا ...
الإدارة المواطِنة يجب أن تفخر بوجود من لا يرضون للقوانين والمواثيق والأعراف أن تٌداس أيا كانت الأسباب ومهما كانت الغايات .
الإدارة المواطِنة ، أخي الفاضل ، لا تتحدث عن اللامركزية واللاتمركز عندما تتوجه بها للآخر فيما تصر على تغييبها في تعاطيها وتدبيرها للقطاع وما الإبقاء على أهم سلطات التدبير المالي محتكرة من قبل الأكاديميات إلا دليلا على صدق ما نذهب إليه.
الإدارة المواطِنة ، أخي الفاضل ، لا تصدر مشروع قانون أساسي مليء بالثغرات القانونية لتدعي بأن من حق عشرات الآلاف من الجموع العامة أن تدخل عليه ما شاءت من التعديلات ، متجاهلة بأنها أباحت لنفسها الحق في الاجتهاد بالرغم من وجود النص من جهة وبأنها على علم بواقع الحال وكيف يتم التعاطي مع مثل هذه الأمور وأنه لا خوف من الحصول على عشرات الآلاف من القوانين الأساسية المختلفة من جهة ثانية .
أما فيما تعلق بمجالس التدبير ، أستاذي الفاضل ، فإنه لا أحد منا يمكنه إنكار محدودية أداء المدرسين فيه لكن في الوقت ذاته لا أحد بإمكانه أن ينكر بأن هذه المجالس ولد ميتة ما دامت صلاحياتها جد محدودة و مذكرتها المنظمة متجاوزة إلى حد بعيد لأن إصرارها على التشكل في الإعدادي والثانوي ـ تحديدا ـ من أستاذ عن كل مادة ليس له ما يبرره على الإطلاق كما تم شرحه سابقا.
أستاذي الفاضل ، عندما ستبدي هذه الإدارة حسن نيتها و رغبتها الأكيدة في إصلاح منظومتنا التربوية بتخليها مبدئيا ودون قيد أو شرط عن جر فلذات أكبادنا من مستوى إلى آخر دون استحقاق استجابة لأجندة دولية محولة بهذا الاختيار مؤسساتنا التعليمية إلى ما يشبه إصلاحيات تحتضن سلوكات لا تمت للتربية والتعليم بصلة ضاربة عرض الحائط حق مئات الآلاف في تعليم جيد ولسان حالها يشجع بشكل مفضوح على اللجوء إلى التعليم الخصوصي كبديل عن العمومي وليس كشريك وذاك موضوع آخر ، عندما تتخذ مثل هذه المبادرات الجريئة فإنها ستجبر الكل ، مؤيدا ومعارضا ، على الانخراط الإيجابي والفعال في مشاريعها بعد أن تكون قد أشركت فعلا هذا الكل في بلورة مخططاتها و إصلاحاتها البعيدة عن الاستعجال المحاط بعلامات الاستفهام المتناسلة ...
أكتفي بهذا القدر ، أستاذي الفاضل ، مع كامل تقديري واحترامي .
مع تحيتي الأخوية الصادقة
التعديل الأخير تم بواسطة abou houssam ; 07-06-2009 الساعة 18:04
|