حفل تأبيني فيدرالي كبير للمناضل أحمد الباروزي رحمة الله عليه

[ibn sahnoune]

حفل تأبيني فيدرالي كبير للمناضل أحمد الباروزي رحمة الله عليه

مراسلة خاصة
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الله عز وجل < من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا >
هي كلمات أثث بها الأستاذ عبد الله حرش زميل ورفيق الفقيد فضاء الخيمة التي حج إليها العشرات من المناضلين لحضور الحفل التأبيني الذي استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم .



المسار المهني للفقيد
الباروزي من مواليد أيت تعبان بتمسمان-إقليم الدريوش سنة 1946 تابع دراسته الابتدائية في كل من بني شيكر وبودينار ومدينه الناظور. وكباقي أبناء الإقليم إلى الثانوية الوحيدة بالريف الشريف محمد أمزيان حيث نال الباكالوريا سنة 1960 .ظروفه الاجتماعية جعلته يلتحق بمدرسة تكوين المعلمين بوجدة سنة 1964 وتخرج منها بعد سنة من التكوين معلما ليعين ببني بوزكو مستقمر بوجدة. ثم بسيدي بوبكر سنة 1968 وبمدرسة لعري الشيخ بالناظور سنة 1971، وبمدرسة للاحسناء سنة. طموحاته جعلته يلتحق بالمركز الجهوي ليتخرج منه 1974 استاذا بإعداية الكندي من سنة 1980 إلى سنة 1985 ليتلحق بإعداية فرخانة حارسا عاما للخارجية، ثم بالشريف محمد أمزيان بالناظور سنة 1987 فمديرا لإعدادية طارق ابتداء من سنة 1995 إلى 2006 حيث تقاعد من الوظيفة العمومية.مساره المهني حافل بالمواقف الوطنية جعلت منه رمزا من رموز المدرسة العمومية في سنوات الرصاص.
يقول أحد زملائه في درب النضال وهو الأستاذ عبد القادر طلحة



المسار النقابي لمناضل صنديد
يعتبر الفقيد أحد المناضلين الأشاوس في خندق النقابة الوطنية للتعليم بالإقليم، كرس حياته لخدمة هذه المنظمة منذ 1964. اختار مسار صحيحا منذ التأسيس 1966 كمراسل للنقابة الوطنية للتعليم بسيدي بوبكر، ثم مؤسسا لفرع النقابة الوطنية للتعليم سنة 1971 بالناظور، حتى أقعده المرض في آخر حياته المهنية.كان كاتبا عاما للنقابة الوطنية للتعليم ، ثم كاتبا جهويا للاتحاد الجهوي الكونفدرالي بعد أن تأسس سنة 1978
وفي سنة 1978 تم تأسيس الاتحاد الجهوي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل،
مسار الأستاذ الباروزي لم يكن مفروشا بالورود ، فقد مر بمواقف عصيبة نتيجة إيمانه بالمدرسة الفكرية التي تربى في أحضانها < الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية > والمركزية النقابية العتيدة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قبل انحراف مسارها.
اشتهر الفقيد بنقده اللاذع للألغارشية المالية والسياسية الفاسدة التي تتحكم في تدبير الشأن العام المحلي.صوته الجهور كان يزعج ويفزع الفاسدين والمفسدين ، ومن منا لا يتذكر شعاراته النارية في مناسبات فاتح ماي من فوق شرفة مقر الكونقدرالية الديمقراطية للشغل



صورة وذكرى
الخروج من السجن 30/7/1977
في المحكمة :
ما اسمك :
أحمد الباروزي
موطنك
آيت تعبان من قبيلة تمسمان التي قهرت الأسبان
كم عمرك
واحد وثلاثون سنة من القهر والنسيان
مهنتك
أمارس مهنة التدريس إلى حدود الآن وأحارب الفساد أينما كان.
إذن أنت تحرض على العصيان.
قلت لك أنا من أيت تعبان بطن من بطون تمسمان
أكره الظلم وأمقت البهتان.
إذن الحكم ثلاثة أشهرو شهران
هكذا كان الحكم رقم 2344في القضية رقم 5645 ، وصورة الفقيد تؤرخ للخروج من السجن بعد أن دون عليها حيثيات المحاكمة.
مع بداية الثمانينات سيعيش المغرب ضائقة اقتصادية وسياسية نتيجة حرب الصحراء ، التي كانت تكلف المغرب مليون دولار يوميا ، بإيعاز من جيراننا الجزائريين . وجد المغرب نفسه مجبرا على الخضوع لتوصيات صندوق النقد الدولي المتمثلة في تبني سياسة التقويم الهيكلي المعتمدة على سياسة التقشف والتي أدت إلى فرض مجموعة من الإجراءات وخاصة ارتفاع الأسعار ، فتضررت أهم القطاعات كالتعليم والصحة .وفي هذا الإقليم كان التأثير أكثر بعد فرض غرامة 100 د لدخول مليلية و500 د رفقة السيارة، في إقليم يعتبر التهريب فيه المتنفس الوحيد.في هذه اوفي سنة 1984 عاش الإقليم لحظة حالكة بإيعاز من أبناء الإقليم ذهب العشرات من الشباب ضحية لهذه الأحداث ، كان صوت الفقيد بمعية زملائه في الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي جريئا في فضح المساهمين في الكارثة .هكذا نزلت الاعتقالات على أعضاء الكتابة الإقليمية صحبة الأستاذ أحمد الباروزي.
ومن الأحداث البارزة في حياته السياسية محاولة استقطابه لحركة رفاق الشهداء بعد 8 ماي 1981 واستقباله لأبرز أعضاء هذه الحركة بالناظور ويتعلق الأمر ب: عبد الرحمان ينعمرو – العربي الشتوكي – أحمد بن جلون.
ولكن بفطنته سرعان ما تنبه إلى محدودية الأفق السياسي لهذه الحركة وعاد إلى النهر: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بتعبير أب الاتحاد المجاهد المرحوم عبد الرحيم بوعبيد.
كانت له علاقة خاصة مع الشهيد عمر بن جلون ومع محمد نوبير الأموي الذي لم يكن يشاطره ما كان يلوح في الأفق داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقد عبر عن ذلك في البرقية المشهورة التي بعث بها إلى المجلس الوطني للنقابة ا لوطنية للتعليم بتاريخ 23 يونيو 2003 موجها الكلام للأموي قائلا: أوقف هذه المهزلة.
للأخ البروزي ميزة على الصعيد الإقليمي. فهو خطيب فصيح ،لقاءاته الجماهيرية في الانتخابات وبمناسبة فاتح مايو كانت لقاءات نضالية ضد لوبي الفساد في الإقليم، وكان له أسلوب ساخر ، وحنجرته لا تعرف البحة أبدا. يستطيع بهذا الأسلوب تهييج آلاف من الحضور.
له مواقف إنسانية شهمة رغم ما يبدو عليه من صرامة، فهو الاتحادي الذي باشر عملية الانفتاح على منظمة العمل الديمقراطي الشعبي منذ سنة 1981 وعلى مناضليها الذين رافقوه في النضال النقابي منذ سنة 1985. حيث عاش الحزبان تجربة فريدة في التنسيق على الصعيد الوطني، إذ كانت تجمع بين قيادة الحزبين إقليميا علاقة أخوية وصداقة متينة، مازالت آثارها مستمرة إلى اليوم.



عندما خانك قلبك وجسدك
5/3/2010 زرناه في منزله وجدناه ممددا على سريره ، بعد أن خانه قلبه وجسده ،اعتقدنا أنه لا يعرفنا أو بعيدا عن همومنا النقابية ، عانقنا عناقا حارا وأشار إلينا بعلامة الامتياز، بكينا بكاء الرجال ، وعندما تحدث عن ماضيه وحاضرنا وجدنا سي أحمد ملما بنضالنا ومتتبعا لشأننا .أحسست بالخجل ونحن أمام بطل قهره المرض وأقعده الشلل .أخبرناه أننا في مهمة إخباره بمناسبة تكريمه يوم عيد المرأة ، بكى بكاء طفوليا وعاود عناقنا
مبديا موافقته المبدئية.
8مارس 2010 على الساعة الرابعة حضر سي أحمد إلى القاعة على كرسي متحرك صحبة إبنه، فوجئ بالقاعة المغتصة بنساء التعليم والكثير من زملائه ، شهق شهقة عميقة أبكت النساء والرجال والأطفال ، وتناسلت الذكريات ، ذكريات رجل لقن دروسا في النضال لجيل بأكمله.
. ، نودعك يا أعز أخ و يا من يعز علينا أن نفارقه ، نحس أننا بعدك يتامى نحتاج إلى عطفك و حبك و توجيهك و سداد رأيك ، نفتقدك و نحن اليوم نعاني مرحلة الجزر في نضالنا ، و لكن مع ذلك فنحن متسلحون بقوة الأمل التي زرعتها في نفوسنا ، نفتقدك في الليلة الظلماء :
سيذكروني قومي إذا جد جدهم ,, و في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
و في الأخير أتوجه بأحر التعازي و أصدق المواساة إلى أسرة الفقيد السي الباروزي و إلى أسرته الكبيرة ,
نم قرير العين يا السي الباروزي ، ياالباروزي ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح.

arrifinu