:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 19 - 9 - 2008
المشاركات: 198
|
نشاط [ المامون حساين ]
معدل تقييم المستوى:
210
|
|
23-02-2009, 19:12
المشاركة 17
حياكم الله جميعاً على مروركم الكريم وردودكم الطيبة
فعلا....إنه عصر القحط الروحي و الفقر المعنوي ، فكل أكاذيب السرعة و التكنولوجيا و التقدم و الرفاه تشي يغياب المعنى و احتضاره قبلا في معارك خاسرة فقد فيها الإنسان إنسانيته ، و استحال فيها إلى حيوان ناطق فقط ، فبالرغم من كل ملامح التقدم التي يتبجح بها زمننا الرديء هذا و الذي هو زمن القمع كما قال الراحل عبد الرحمن منيف ، فإن الفاقة و الحرمان و البشاعة هي صفات و صور مأزمية تبصم جانبا من الحياة البشرية سواء في دول الشمال أو في ضفة الجنوب المعذبة
فعندما ندمن التأمل النقدي و نرتكن إلى هاجس السؤال ، و نعاين ما يعتمل في عصرنا من ضياع و تيه ، من موت كئيب يرفض الانسحاب من بين ظهرانينا ، عندما نفعل ذلك كله يتأكد لنا بقوة أن العمر الافتراضي للمعنى من الوجود قد زال و انتهى ،و أننا انخرطنا قسرا في اللامعنى السديمي ، و في عمق البقع السوداء كما يقول كافكا ...
في كل شيء يلوح اندحار المعنى و سرابه ، و هو ما يدفع نحو السؤال عن المعنى و اللامعنى ، و شعرة العقل أو اللاعقل التي تفصل بينهما و تحتم علينا بعدا الدخول في وضع ما لا نحسد عليها في مطلق الأحوال ...فلا يسعنا إلا أن نتساءل مجددا عما يعطي لوجودنا أو غيابنا معنى محتملا ، و ما الذي يسحب من تحتنا بساط المعنى ؟ و يحشرنا بالتالي في متاهات اللامعنى ؟ و قبلا هل نحن في حاجة قصوى إلى المعنى في زيف اللامعنى ؟
لمجابهة هذا الشقاء التساؤلي لا مناص من التأمل لقراءة تفاصيل الحياة و اكتساح لغتها البئيسة بحثا عن معنى الأشياء أو لا معناها في عصرنا الطافح بالرداءة و الابتذال
|