الأطفال و الهاتف النقال

[abouzaid]

ما من شك أن اختراع الموبايل وما أحدثه من نقلة نوعية كبيرة في التواصل بين أفراد المجتمع والعالم الخارجي على اختلاف نوعياتهم وأديانهم وقومياتهم يشكل صرعة حديثة جذبت اهتمام الصغير والكبير خصوصاً مع تسابق الشركات العاملة في هذا المجال لتقديم عروض ومفاجآت وخصم يصل إلى 50 % .. والطامة الكبرى أن الأطفال أنبهروا به مثل الكبار .. هنا تبدأ المشكلة حيث يُسيء الطفل استخدام الجوال ، وقد يُسبب له بناء علاقات شخصية مبكرة جدا مما يوقعه في حبائل رفقاء السوء .... خاصة اذا اخذنا في الحسبان آلات الجيل الثاني من كاميرات وخدمة البلوتوث وايضا خدمات الجيل الثالث وهذه فيها خطر كبير على ثقافة الطفل حيث تنقل الطفل من عالمه البرئ الى عالم الكبار دون وعي وتدريب مما يجعله غير قادر على التكيف بالشكل الجيد فيعود عليه بالضرر التربوي.. حول الموبايل وخطورته على الأطفال اقرؤوا الاستطلاع التالي:
• صابر عبدالرحيم: بعض الآباء يشترونه لأبنائهم ليتباهى أمام أصدقائه.• د/ سوسن عماد الدين: لا بد من ضوابط وشروط قبل شرائه.• دراسة حديثة: الاستخدام الزائد يزيد من نسبة التعرض لأورام حميدة.
كثير من الأطفال ومن الجنسين يمتلك كل منهم جهازاً خاصاً به – منهم جوالات بكاميرا على آخر ماتوصلت إليه تقنية العصر الحديث، يستخدمونه للتواصل واللعب والضحكات مع أقرانهم، ولايخفي بعضهم مشاهدتهم لصور
خليعة عبر البلوتوث أو الفيديو من خلال تناقلهم لها من طفل لآخر، ومن لايملك منهم جهازاً يبدؤون بمعايرته حتى يجبر والديه على شراء موبايلاً خاصاً به، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات، فهل الجوال ضروري للأطفال ؟ وهل
يمكن وضع الحدود والضوابط لاقتناء الأطفال للموبايل؟ واذا كنا نؤمن بأن الأضرار الاجتماعية والاقتصاديه لوجود الجوال بيد الأطفال مؤكدة وملموسة فما هو العلاج للحيلوله دون وجود الجوال بأيدي الأطفال ؟
ببراءة الطفولة تقول سارة خالد – 8 سنوات ـ : « أحب التحدث عبر الموبايل مع الجميع سواء أبي المغترب في السعودية أو أحد أقاربي، وأشعر بفرحة غامرة كوني أتحدث بالموبايل كالكبار، وأنا أحب أبي كثيراً لأنه جلبه لي من السعودية، بالإضافة إلى آخر اشتراه لي من اليمن لكنه أقل فاعلية وأقل تطوراً» .
هدية والدي
أحمد محمد – 10 سنوات - يقول : « حصلت عليه هدية من أبي عند نجاحي في المرحلة الابتدائية عند حصولي على المركز الأول لأربع سنوات متواصلة – والموبايل جميل ورائع ومتطور به العديد من البرامج والصور الخاصة والبلوتوث والفيديو، وأحرص على تبادلها مع أصدقائي عند الفراغ « .
وحول مراقبة والديه لما يقوم به، أجاب : « لا فهم يثقون بي ثقة عمياء « .
ويوافقه الطفل علي سالم – 11 سنة : « والدي وعدني بموبايل إذا نجحت في المدرسة وحصلت على علامات مرتفعة وأنا الآن في شوق وانتظار كبير لما سيجلبه والدي لي من موبايل والذي أريده من نوع الزلزال جديد من الوكالة مثل صاحبي طه» .
بيد الأطفال.. نكبة
يقول الأخ حيدر المتوكل – موظف وأب لطفلين ـ : « إن ظاهرة استخدام الجوال مهمة للكبار للحاجة عند السفر، أو عند خروج الأب من المنزل فإنه يحبذ الإتصال به للضروريات، إنما أن يكون بيد الأطفال أو الشباب والشابات .. لا أراه ضرورة ..بل إنه نكبة يتعلم الأطفال فيها سلوكيات جديدة بالمشاهدة .. ويقلدون ويحاكون ما يصنعه الكبار .. وللأسف الظاهرة متفشية، وبعض الآباء يمنحون ابناءهم أجهزة وشرائح سواء بوعي أو بدون وعي ..بسبب أوبدون سبب بتأثير أو بدون تأثير. .ولكنه لا يسأل بعد ذلك فيما استخدم هذا الجهاز .. ولا كيف يسدد فاتورته .. هذه الظاهرة منتشرة بكثرة هذه الأيام، والله وحده العالم إلى أين تسير بنا هذه التقنية الجديدة» .
ويوافقه أحمد عز الدين فيقول : « لوحظ في الفترة الأخيرة انتشار ظاهرة الجوال مع الأطفال دون سن الـ12 عاما ، ونحن نعلم أن الجوال ليس من الأجهزة التي ينبغي أن يقتنيها الأطفال فهم غير محتاجين له لأنهم إما يكونون مع أهلهم خارج المنزل وإما قابعين في البيت.
وأنا لا أؤيد الموبايل إلا عند دخول الجامعه لأنه قبل هذا لا أظن أنهم سيحتاجون له خاصة البنـات , بالنسبة لي لم أشترِ الموبايل أو أتعامل معه إلا عندما دخلت الجامعة».
تشجيع سلبي
في حين يقول الأخ صابر عبدالرحيم: صحيح مايحدث الآن من أن الاطفال في المرحلة الابتدائية معهم موبايلات ... وأحياناً كثيرة يكون الأهل لهم دور في هذا الشيء فيقول الأب والأم لأبنه لوجبت علامات مرتفعة في المدرسة سنشتري لك موبايلاً, وأحياناً الأطفال يغارون من أقرانهم وأولاد أعمامهم لأنهم يملكون موبايلات وهو لايملك فيجبر والديه على شرائه، وبعض الآباء لا يعترضون على شراء الموبايل لأولادهم ويشترونه عن طيب خاطر للتباهي أمام أقرانه .. أنظروا التشجيع وصل إلى أين» .

مراقبة الأهل غائبة
أما نورا سالم – طالبة جامعية ـ قتقول : « الجيل هذا لانعرف ماذا جرى له فكل شي فيه اختلف حتى الأطفال أنفسهم, الآن الوضع تغير فأصبح أصغر طفل يجلس بالساعات على النت ولا يقتنع بالألعاب الألكترونية .. وهذا بنظري أفضل من أن تكون الجوالات بأيديهم « وتواصل : « أطفال» أعمارهم تبدأ من (9) سنين ومافوق عندهم جوال بكاميرا،فيها صور خليعة!! والأم والأب لايعرفون شيئاً , الكل منا امتلك جوالاً لكن ليس بهذا العمر, والآن الطفل يجمع مصروف المدرسة والعيد من أجل شراء جوال, لأن بعض الأهل عندهم المسأله عاديه، ولا يعلمون أن خطورة المشكلة في مقاطع البلوتوث التي يتراسلها الأطفال مع بعضهم لأن كل شيء يصبح في متناول الأطفال طالما معهم النقود من آبائهم » .
علم النفس
مراقبة استخدامه للجهاز مطلوبة
الدكتورة سوسن عماد الدين – أستاذة علم نفس بعدن تقول عن مشكلة اقتناء الأطفال للموبايل :
« سألت بعض الآباء ممن أعطوا أطفالهم الجوال في سن مبكرة جداً لماذا أعطوهم فكان ردهم لا يخلوا من أمرين :
الأول : أن الطفل مارس الإلحاح في الطلب بشكل مستمر حتى لبي طلبه .
والثاني يقول: لم تكن عندي نية لذلك لكن ابن عمه في مثل سنه وأعطاه والده جوالاً وهو لا يريد أن يكون أقل منه .
والسؤال هو : هل الطفل في هذه السن بحاجة إلى جوال ؟ وهل سيستخدمه بصورة إيجابية ؟ وأول ما يتبادر إلى الذهن في ظاهرة حمل الاطفال للجوال هو الشيوع وحب التقليد، فأول من بدأ بهذه الفكرة الأسر المقتدرة اقتصادياً أو ذوو الثقة المطلقة بأبنائهم، ومن ثم يبدا التقليد من أسرة لأخرى، وأغلب الأطفال يشعرون بالدونية مقارنة بمن سبقوهم بحمل هذا الجهاز الذي هو اساساً لخدمة التواصل بين الناس .
وسماح الأهل للأطفال، ممن أنهوا العقد الأول من العمر، باقتناء الهواتف الجوالة، لابد وأن يقترن ببعض الضوابط والشروط، التي يتوجب على الطفل الالتزام بها وتتمثل في الطلب من الطفل المساهمة في دفع ثمن الجوال، ليعمق ذلك من شعوره بالمسؤولية، ما يساعده على اكتساب توجهات إيجابية فيما يختص بالتعامل مع هذا الجهاز الإلكتروني، و ضرورة توضيح مسألة اقتناء الجوال، ليبدو الأمر ميزة خاصة منحت للطفل، كمكافأة على تحقيق إنجاز ما، أي أنها لا تقع ضمن الأمور الاعتيادية التي يحظى بها الطفل، لذاقد يحرم منه عند إساءة استخدامه.
كما يجدر بالآباء والأمهات مراقبة طريقة استخدام الطفل للجهاز الجوال، وتحديد فترة زمنية قصوى لغايات التحدث عبره، خلال الشهر الواحد، حيث يمكن التحقق من مدى التزام الطفل بذلك، عن طريق رصد عدد الدقائق المسجلة وفقاً لفواتير الهاتف والحذر من ترك الطفل دون رقابة في أثناء الفترات المسائية، والتي ترتبط بزيادة احتمالية تعرضه لمشكلات صحية واجتماعية كإطالة الحديث عبر الهاتف لفترة طويلة، أو البقاء مستيقظاً لساعات متأخرة، ما قد يتسبب بمعاناته من اضطرابات النوم، أو قد يؤثر ذلك سلباً على تحصيله الدراسي والأكاديمي «.
أخطار الجوال
الدكتور حسن البيضاني – أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عدن - يتحدث عن الأخطار المحتملة على الأطفال فيقول : « لعل أهم أخطار إقتناء الأبناء للجوال تتمثل في أن أكثر الأطفال من الجنسين ليس لديهم توعية واضحة حول الضار والنافع فيه فيميلون إلى كل مايحقق رغباتهم وميولهم فقط فيسهل التأثير عليهم وخداعهم بماتحتويه من صور ومقاطع بعيدة عن تعاليم ديننا الاسلامي، وقد يلجأ بعضهم إلى تجربتها على أرض الواقع بأي طريقة، و قد يقوم بعض الأبناء « من أولاد وبنات « بتصوير أمهاتهم وأخواتهم وهن لايعلمن بذلك، وقد تنتقل هذه الصور إلى جوالات أصدقائه بعلمه أو حتى بدون علمه حتى تقع في أيدي الشباب والرجال، وكلنا يعلم حساسية هذا في مجتمعنا المحافظ وما يجر من ويلات وجرائم.
ودور الأسرة بسيط جداً، وهو وعي ورقابة ولي الأمر ومتابعته لأبنائه وأن يرتبط حصول الأبناء على الجوال بضوابط منها، عدم إعطاء الآباء الجوال لأبنائهم إلا بعد جهد كبير وبعد أخذ وعود منهم بكيف ومتى وأين يستخدمون الجهاز، مع التوعية الكافية لهم من خدمات الجوال بسلبياته وإيجابياته، إضافة إلى الرقابة المستمرة لهم بعلمهم أو دون علمهم بين فترة وأخرى، هذا طبعاً بعد تعزيز الثقة بأنفسهم ومعرفة أخلاق أصدقائهم للاطمئنان من سلوكهم , فعلى الجميع أن يعوا ويعرفوا إنه ليست المشكلة في الهاتف الجوال، ولكن المشكلة تكمن في كيفية استخدامه , وبـالـنهايــة الأمـر لايـقـتـصر فـقـط عـلـى الـعـمر الـمـناسـب لإعطـاء الأبناء الـجوال، بل هـناك أشياء مهمة لابـد من أخذها بعـيــن الاعـتـبـار مـثـل مـتابـعـة كـيـفـيـة استـخدامهـم ومـدى حـاجـتـهم الـفـعـلـيه لــه .
دراسات هامة:
الأشعة خطرة على رؤوسهم
يقول العلماء إن على الأهل التفكير ملياً قبل أن يقدموا لأولادهم الصغار هواتف نقالة ، لأن هناك خطورة محتملة على صحتهم على المدى البعيد، وإن كانت مازالت غير واضحة تماماً.
ومنذ أكثر من عشر سنوات مضت، نبه العلماء إلى أن الأشعة الالكترومغناطيسية الصادرة عن الهواتف الخلوية قد تخرب حمض الـ Dna، مسببة أوراماً دماغية حميدة.
و صرح رئيس المجلس الوطني للحماية من الأشعة في بريطانيا، أنه يتحتم على الآباء أن يمنعوا الهواتف الخلوية عن أبنائهم ممن هم في سن الثامنة فما فوق، كوقاية لهم من الأذى المحتمل بسبب الأشعة المنبعثة منها لأنه عندما تستعمل جهاز الخلوي فإن «70-80» بالمائة من الطاقة المنتشرة من السلك الهوائي تمتص عبر الرأس.فضررها واضح على الكبير فمابالكم بالأطفال الذين عظام الجمجمة لديهم تكون أكثر رقة، كما أن دماغهم مازال في طور النمو، مما يجعلهم أكثر حساسية للأشعة كون أورام الدماغ تحتاج لأكثر من «30-40» عاماً كي تتطور، فإن الأطفال الذين يستخدمون تلك الأجهزة منذ عمر المراهقة فما فوق ستكون لديهم النتائج أسوأ نظراً لطول مدة الاستخدام.
ويؤكد العلماء أنهم لايعرفون ما إذا كان الأطفال أكثر حساسية، لكنهم يشجعون كل شخص على استخدام السماعة لإبقاء الهوائي بعيداً عن الدماغ، وإن كان استخدام السماعات غير مستحب أحياناً.
و ذكرت دراسة سويدية نشرت في نهاية العام الماضي، أن الأشخاص الذين استخدموا أجهزة الموبايل مدة تجاوزت عشرة أعوام، ازدادت نسبة خطورة تعرضهم للإصابة بأورام حميدة على مسار العصب جانب الرأس حيث يوضع الهاتف.

[driss972]

موضوع رائع ... بارك الله فليك

[الفوقى]

شكرا على المعلومات القيمة
جزاك الله خيرا

[chohrore]

موضوع جيد جدا،لدرجة اصبح الهاتف الالة التي يتردد صوتها اكثر من التلاميذ في بعض الفصول الدراسية،كما ان الهاتف يجعل الكثير من المراهقات والمراهقين يقضون الليل في تبادل الرسائل القصيرة،والمكالمات الهاتفية،وعندما ياتي الصباح بالكاد يغادرون فراشهم ،ومنهم من يستكمل حصة نومه داخل القسم،بعض التلاميذ يعجزون عن احضار القلم الازرق ودفتر 24ورقة،ولكنه حريص على التوفر على اخر ماركات الهاتف النقال.....اشكرك كثيرا استاذي المحترم ابو زيد على هذا الموضوع المهم جدا.

[oum othmane]

استشرت هذه الآفة الخطيرة-الهاتف النقال-في المدارس الابتدائية ،خاصة في الاقسام السادسة،وبنسبة كبيرة بين الذكور.
شكرا أستاذ على الموضوع القيم.