انتصار غزة يحيي ثقافة المقاومة ومناهضة التطبيع بالمغرب
لقد أدى انتصار المقاومة إلى انعكاسات وآثار على المستوى المغربي تمثلت في إنهاء المشروع الصهيوني بفتح سفارة ''إسرائيلية'' في الرباط، بعد التراخي الذي سجل في الموقف الرسمي وتعدد اللقاءات الرسمية مع قادة الكيان الصهيوني، وجرى الحديث عن وجود محادثات إسرائيلية مغربية لتنظيم لقاء رسمي يجمع وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قبل مارس 2009 مع الملك محمد السادس لإحداث اختراق جديد في المنطقة العربية.
ومن بين النتائج التي تحققت أيضا هو تجميد جهود التطبيع غير الرسمي والتي تقوت في عام 2008 داخل المغرب، وخاصة في المجالات الإعلامية والسياحية والفنية والاقتصادية، حيث برمجت لقاءات سياحية من إسرائيل للمغرب عبر أوروبا، كما بدأ نشر حوارات إعلامية مع صهاينة، إلا أن أخطر ما شهده مجال التطبيع غير الرسمي هو محاولة تأسيس طابور خامس داخل الحركة الثقافية الأمازيغية يناصر التطبيع ويخدم العلاقة مع العدو الصهيوني، بعد تأسيس جمعيتين لذلك تحت مسمى الذاكرة المشتركة والقيام بزيارة لتل أبيب من طرف زعيم الحزب الأمازيغي. كما أدى انتصار المقاومة إلى الإجماع الشعبي على مشروعيتها وازداد التعاطف الشعبي معها، تمثل ذلك في العديد من المسيرات الاحتجاجية والوقفات التي عرفتها مختلف المدن المغربية
.................................................. .................................................. .................................................. .....
المقال الثاني
الوزير الأول: القرار الملكي السامي بفتح ''حساب مساعدة فلسطين'' يُعد امتدادا للنهج القويم للملك الحسن الثاني
عبر الأستاذ عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن أسفه للتداعيات السلبية لمقال المساء، المعنون بـ''ابن كيران: حزبنا وراء الحساب الذي فتحه الملك لفائدة غزة''، المنشور في عددها لبوم الاثنين 26 يناير 2009، موضحا في رسالة وجهها أمس الثلاثاء إلى الوزير الأول عباس الفاسي ، أن الصحفي نقل كلامه بطريقة غير دقيقة حيث نقله من ''الظن'' إلى الجزم، ومن ''السبب'' إلى ''وراء'' وأضاف وهو كلام لم أقله، يضيف ابن كيران، وما ينبغي لي أن أقوله لأنه لا علم لي به، وأكد بن كيران ''أن حزب العدالة والتنمية وفي لاختياراته وقناعاته المبدئية بخصوص عدم إقحام جلالة الملك في أي حسابات سياسوية أو التعامل مع القضايا المصيرية للوطن والأمة بنفس استغلالي أو المتاجرة بها''.
وكان الوزير الأول عباس الفاسي قد أصدر بلاغا أول أمس الاثنين أوضح فيه أن الملك محمد السادس دأب على تجسيد تضامنه الشخصي التلقائي، مع كافة الشعوب الشقيقة والصديقة، بكل أبعاده العميقة والنبيلة،الرسمية والشعبية، المادية والإنسانية ، وذلك سيرا على السنن الحميدة لأسلافه الميامين، في القيام بما يمليه واجب التضامن، كلما ألمت بالوطن أو بالأمة العربية والإسلامية نكبة أو بلوى،
11وأضاف الوزير أن ''المواقف الملكية المشهودة، في هذا المجال، كلها كانت صادرة في كل الأحوال والظروف، عن إرادة ملكية خالصة، وتجاوب إنساني صادق، بعيداً عن أي تأثير خارجي، أو اعتبارات ظرفية عابرة ''.
وأوردت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الوزير الاول لاحظ أن بعض الأوساط السياسية، روجت مؤخراً لأقاويل مغلوطة ومزاعم واهية، مفادها أن بعض الجهات كانت وراء إصدار القرارات الملكية السامية، المعبرة عن التضامن المبدئي والموصول للمملكة، مع الشعب الفلسطيني الشقيق، للتخفيف من معاناته، جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة . وأمام مثل هذه الادعاءات العارية من كل صحة، ومحاولة تزييف الحقيقة ،يضيف البلاغ ، يتعين التأكيد على الرفض القانوني والأخلاقي، لإقحام شخص جلالة الملك ومواقفه المبدئية المترفعة عن كل الاعتبارات الضيقة، في حسابات سياسوية رخيصة. كما يجدر نبذ أي استغلالي أو متاجرة بالقضايا المصيرية للوطن وللأمة، وفي طليعتها القضية المقدسة للشعب الفلسطيني الشقيق.
ويضيف البلاغ أن القرار الملكي السامي بفتح حساب خاص ببنك المغرب، تحت اسم : ''حساب مساعدة فلسطين''، يُعد امتدادا للنهج القويم لجلالة الملك الحسن الثاني، بتمكين الشعب الفلسطيني الصامد، منذ الستينات من القرن الماضي، من الدعم المادي الموصول لنصرة قضيته العادلة.
نص الرسالة
السيد المحترم عباس الفاسي
الوزير الأول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تبعا لبلاغكم الصادر عبر وسائل الإعلام الوطنية يوم الإتنين 26 يناير 2009 والذي جاء على الراجح عقب مقال يومية المساء في عددها 730 بتاريخ 26/01/2009 والمعنون ب''ابن كيران: حزبنا وراء الحساب الذي فتحه الملك لفائدة غزة''، وبعد العودة إلى الشريط المسجل للقاء الذي جمعني بالمواطنين بالحي الحسني بالبيضاء السبت الماضي، والاستماع إليه بإمعان، وجدت أنني أشرت حين سئلت عن ما قام به الحزب في مناصرة غزة إلى الرسالة التي راسلتكم بها أطلب منكم فيها من بين مقترحات أخرى، فتح حساب لمناصرة غزة وبعد أن بشرتمونا بأن جلالة الملك أمر بفتح حساب لصالح ضحايا غزة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأخير لحزب الاستقلال، قلت للمواطنين في اللقاء المذكور، وبالدارجة المغربية '' حنا لي كنا كنظن السبب في الحساب الذي فتحه جلالة الملك''، إلا أن صحفي جريدة المساء نقل الكلام بطريقة غير دقيقة حيث نقله من ''الظن'' إلى الجزم، ومن ''السبب'' إلى ''وراء''، وهو كلام لم أقله وما ينبغي لي أن أقوله لأنه لا علم لي به. وفي جميع الحالات أعبر عن أسفي البالغ للتداعيات السلبية المترتبة عن نشر هذا المقال وأؤكد أن حزب العدالة والتنمية وفي لاختياراته وقناعاته المبدئية بخصوص عدم إقحام جلالة الملك في أي حسابات سياسوية أو التعامل مع القضايا المصيرية للوطن والأمة بنفس استغلالي أو المتاجرة بها.
وتفضلوا بقبول عبارات التقدير والاحترام.
الرباط: في 01 صفـر 1430 موافق 27: ينايـر2009
الأمين العام ذ. عبد الاله ابن كيران
المصدر من موقع الكتروني