مواجهات بين رجال الأمن والطلبة بسبب موعد الامتحانات
اعتقال 15 طالبا وحديث عن إجهاض طالبة بالمحمدية
07:02 | 27.12.2008الدارالبيضاء: جلال رفيق | المغربية
ذكرت مصادر متطابقة أن عددا من عناصر الأمن، تابعة لأجهزة أمنية مختلفة، حاصرت، صباح أمس الجمعة، عددا من الكليات بمدينة المحمدية، مخافة وقوع أحداث شغب جديدة من طرف الطلبة، احتجاجا على موعد الامتحانات الخريفية للموسم الجامعي الحالي.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن استنفار عناصر الأمن وتطويقها لكلية الآداب بالمحمدية، جاء بعد اشتباكات دارت بين مئات الطلبة وقوات التدخل السريع وعناصر الأمن. وأسفرت المواجهات، حسب المصادر، عن اعتقال 15 طالبا، بينهم ست طالبات ورضوان بوغابة، كاتب عام مكتب التعاضدية بكلية الآداب بالمحمدية، وياسين إزغي، الذي اتهم بإثارة الشغب داخل الكلية وخارجها.
وجرى الاستماع إلى الطلبة المعتقلين من طرف عناصر الضابطة القضائية التابعة لأمن المحمدية، قبل إحالتهم على أنظار النيابة العامة.
وصرح أحد الطلبة لـ"المغربية" أن عناصر الأمن ورجال التدخل السريع، "أرغموا الطلبة على دخول المدرجات بالقوة، بعد امتناعهم عن اجتياز الامتحانات، غير أن الطلبة أجمعوا على مقاطعة الامتحانات إلى حين تأجيلها من طرف إدارة الكلية".
وأضاف المتحدث نفسه أن جل العناصر، التي اعتقلتها قوات الأمن، من ممثلي الطلبة في النقابة الطلابية، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وأن سبب اعتقالهم هو حثهم الطلبة على مقاطعة الامتحانات، ومنع آخرين من ولوج المدرجات، مطالبين بتأجيل تاريخ الامتحانات إلى 16 يناير المقبل.
وقال أحد الطلبة باللجنة الوطنية للإعلام والتواصل إن "عناصر الأمن تدخلت بشكل عنيف في حق الطلبة، الذين امتنعوا عن اجتياز الامتحانات" أول أمس الخميس، مضيفا أن اللجنة أصدرت تقريرا بأسماء الطلبة المعتقلين، وأن أغلبهم أعضاء في فصيل طلبة العدل والإحسان. كما تحدث الطالب عن "الضرب والركل، الذي تعرض له بعض المحتجين"، إضافة إلى تداول أنباء عن إجهاض طالبة حامل في شهرها الأول، تدرس بمسلك اللغة الفرنسية، "بعد تعرضها للضرب من طرف قوات الأمن"، التي انتقلت إلى الكلية مباشرة، بعد احتشاد مئات الطلبة بساحة الكلية للاحتجاج على تاريخ إجراء الامتحانات الخريفية.
وأدى تدخل رجال الأمن وتطويق الكلية برجال التدخل السريع وسيارات الأمن، وفرق أمنية متحركة وثابتة، إلى خلق جو من الهلع والخوف في أوساط الطلبة، الذين لم يستطع بعضهم مغادرة أبواب الكلية خوفا من الاعتقال.
وفتح حوار مع الطلبة المحتجين من طرف رحمة بورقية، رئيسة جامعة الحسن الثاني، بواسطة ممثلي الطلبة لتعليق الاحتجاجات واجتياز الامتحانات، غير أن الحوار سرعان ما وصل إلى النفق المسدود، ليستمر الاحتجاج ومنع الطلبة من ولوج المدرجات.
وسبق لطلبة كلية الآداب بالمحمدية أن نظموا مسيرات احتجاج، ووقفات داخل محيط الكلية، تنديدا بموعد الامتحانات الخريفية، كما أن كليات أخرى بالدارالبيضاء، مثل كلية ابن امسيك للآداب والعلوم الإنسانية، احتج طلبتها، الثلاثاء الماضي، على عدم الإعلان عن تاريخ الامتحانات النهائية، وقرر بعض ممثلي الطلبة مقاطعة الامتحانات الخريفية، التي كان مقررا إجراؤها يوم 25 دجنبر.
كما نظم طلبة كلية الحقوق بعين الشق مسيرات داخل الكلية، احتجاجا على موعد الامتحانات، مطالبين إدارة الكلية بتأجيلها، "حتى يتسنى لهم الاستعداد لها بشكل كاف".