الحداثة الغربية تفرض علينا نموذجها باسم العولمة وتسلب منا حق التفكير والاختيار - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

jamal2008
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2009
السكن: rabat
المشاركات: 68
معدل تقييم المستوى: 0
jamal2008 في البداية
jamal2008 غير متواجد حالياً
نشاط [ jamal2008 ]
قوة السمعة:0
قديم 17-06-2009, 15:28 المشاركة 1   
هام الحداثة الغربية تفرض علينا نموذجها باسم العولمة وتسلب منا حق التفكير والاختيار

الحداثة الغربية تفرض علينا نموذجها باسم العولمة وتسلب منا حق التفكير والاختيار
المهدي المنجرة
هل حقا يعيش العالم العربي أزمة حضارية تهدد استقراره؟وهل يمكن اختزال الخروج من الأزمة في حلول سياسية أو دينية أو اقتصادية؟ ما الذييمكن أن نقدمه تجارب فريدة في النهضة للوطن العربي
والعالم الإسلامي من قبيل مميزاتالتجربة اليابانية مثلا؟ وكيف نقرأ تصاعد أرقام العزوف السياسي لدى شباب المنطقةالعربية كما أفرزتها بشكل جلي نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في الجزائروالمغرب؟
أسئلة قلقة، قوبلت بأجوبة تفرعت إلى نبرة تشاؤمية،بلغة النقاد، ونبرة تفاؤلية، كما جاء في تفاصيل هذا الحوار مع البروفيسور وعالمالمستقبليات المغربي المهدي المنجرة، والدي يجسد حالة خاصة في الساحة المغربيةوالعربية من حيث نسبة مبيعات مؤلفاته، وقد وصلت بالنسبة لكتاب "حوار التواصل" إلىطبع 000 60 نسخة، أما في اليابان، حيث يدرس بين الفينة والأخرى، فقد أصبح منالأسماء العربية القليلة التي يترجم لها هناك، ويحاضر فيها، ويسهم بالتالي في إحقاقخطاب التواصل والتفاعل الحضاري، وليس منطق الصدام والنزاع.
عن الخلاف المفاهيميبين أطروحة المنجرة وهنتنغتون بخصوص منظومة "صدام الحضارات"، وعن أزمة القيم التييمر منها الوطن العربي والعالم الإسلامي، كان هذا اللقاء.

*
شهدت الانتخاباتالتشريعية في الجزائر والمغرب، حدثا لافتا وهو أن نسبة مقاطعة الاستحقاق فاقت 60 فيالمائة في الحالتين، وقد وصلت إلى 80 في المائة في الحالة المغربية، مع احتسابالأصوات الملغاة. ما مرد هذا العزوف؟
ــ إذا لم نأخذ بعين الاعتبار مجموعة منالمتغيرات التي تمر منها المنطقة العربية، فإننا سنتيه مع كثرة الأسباب، وعلىالمسؤولين أن يحصلوا وعيا بهذه المتغيرات، هذا إذا كانت لديهم الرغبة في تجاوز هذهالنسب المتوقعة من المقاطعة.
فبسبب انفتاح الشباب على العالم عبر ميزات ثورةالاتصالات، بدأنا نشهد أفول العلاقة الحميمية بين النخبة والشباب. وما يزيد الأمورتعقيدا، أن النخب الحالية لا تملك رؤية مجتمعية تلبي رغبات الشباب على الخصوص. والأخطر أن الرؤى أو المشاريع الموجودة الآن، تهم اللحظة الراهنة، بينما المطلوبوجود رؤية تهم أوضاعا مستقبلية.
هناك هوة قائمة بين القادة والشعوب، ولو نشرتالأرقام الحقيقية الخاصة بالفئات العمرية التي شاركت في الانتخابات المغربيةالأخيرة، سوف نجد أن أغلب المقاطعين من فئة الشباب.
غياب الرؤية وفشلالاستراتيجيات
*
ما السبب في غياب رؤية تهم المستقبل، ولا تقتصر على أوضاعالراهن؟
ــ السبب في ذلك هو سيادة عقلية نخبوية انتهازية لا تفكر إلا في أوضاعالحاضر أو الغد القريب.
ثم هناك سبب ثان وجوهري يقف وراء العزوف، وهو أزمة غيابالتواصل، أو غياب "ثقافة الإنصات"، وعندما يستمع رجل الشارع إلى برامج الأحزابالسياسية، يتهيأ له كما لو أنه في حاجة إلى تعلم لغة أجنبية من أجل تفقه طبيعة هذهالبرامج من فرط الغربة التي يجدها في الخطب والشعارات. ولدي تجارب شخصية تثبت أننانعيش فعلا أزمة تواصل بين النخب والشارع، حيث أحصيت نسبة كبيرة في المراسلات التيأتواصل بها عبر البريد الإلكتروني، أو في اللقاءات والحوارات التي تجرى معي فيالمكتب مع طلبة وباحثين، ووجدت أن محور النقاش يدور حول غياب التواصل مع النخب التيتتصرف كما لو أن الجيل الجديد سينافسها على المناصب والامتيازات.
كنت قد أشرت فيكتابي "حوار التواصل" إلى أننا، كعرب ومسلمين، نعاني أزمة تواصل مع الغرب، وأن هناكفجوة كبيرة في التواصل بين دول الشمال والجنوب، ولكن اليوم، اكتشفت، أنه حتى علىالصعيد المحلي، نعيش أزمة تواصل بين النخبة والشارع أو الرأي العام. وهذا يفسر أزمةمصداقية هذه النخب السياسية لدى مختلف الشرائح الاجتماعية، وهو ما أكدته نسبالمشاركة الضعيفة في الانتخابات الجزائرية والمغربية.
وهناك أزمة أخطر تتعلقبالنخب العربية، وهي غياب رؤية أو برنامج مجتمعي يجب تطبيقه على المدى البعيد، أيأنه في حاجة إلى عقلية استراتيجية، وهي الغائبة أيضا، وهنا مكمن الخطر. إنها أزمةنهاية الإيديولوجيا، ولكن الإيديولوجيا هنا بمفهومها النبيل التي تجتهد في وضع خططعملية تهم القطاعات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية.. إلخ.
إنالإسلام بحد ذاته رؤية قائما بذاته، وليس مجرد دين شكلي، وهو أكبر درس لنا بأنهعلينا اتباع رؤية محددة تهم الهوية العربية والإسلامية، وبغياب هذه الاستراتيجيات،نفهم لماذا يهجر الشباب العربي العمل السياسي مثلا، ولماذا يتجه البعض إلى الدين أوإلى الحركات الإسلامية، مادامت الطبيعة تقبل الفراغ.
وما هو موجود اليوم فيالعالم العربي لا يخرج عن دائرة سياسات قصيرة المدى، لا تنظر إلى تحديات اليوموالغد القريب، وتقفز أو تتجاهل تحديات وإكراهات المدى المتوسط والبعيد.
الحديثعن رؤية يتطلب تحديد مرجعية لهذه الرؤية نجتهد جميعا في تطبيقها على الواقع، أليسكذلك؟
هناك من يقول إننا نعيش أزمة أخلاق، وأقول بالتدقيق إنها أزمة قيم، والقيمهي ذلك البحر الفسيح الذي يعوم فيه المجتمع، بمختلف انتماءاته واتجاهاته السياسيةوالفكرية.
علينا أن نتساءل عن طبيعة القيم التي تحكم بالفعل مجتمعاتنا وتحددمثله وتطلعاتها، ثم إلى أين تتجه بنا هذه القيم مستقبلا؟ وإذا كنا بالفعل نملكمجموعة من القيم تحكم فعلنا (وهذا أمر مفروغ من إنكاره)، فهل نستصحب هذه القيم فيجميع أحوالنا وقراراتنا وموافقتنا. والإشكالية الكبرى، أننا لا نتصرف بملك إرادتناولم نعد نبدع رغباتنا وحاجاتنا، ناهيك عن كوننا لم نعد نفكر انطلاقا من ذواتناوخصوصياتنا، لسبب موضوعي يفرض نفسه بحدة اليوم في ظل الواقع العربي، ويمس العيش تحتوطأة الحداثة الغربية التي تفرض علينا نموذجها باسم العولمة وتسلب منا حق التفكيروالنظر والاختيار.
في تعليق لها على نتائج الانتخابات الفرنسية الرئاسية، نشرتجريدة "لوموند" الفرنسية الشهيرة عنوانا لافتا جاء فيه أن الانتخابات "جسدت نجاحالقيم فرنسية جديدة"، ولا يهم طبيعة هذه القيم، أن تكون يمينية أو يسارية أو معتدلة،ولكن المهم هنا، كما تلمح إلى ذلك "لوموند"، أننا بصدد قيم مجتمعية جديدة أفرزتهاالاستحقاقات الرئاسية، ومن دون قيم تنطبق من الذات العربية والإسلامية، يصعب أنتكون لديك رؤية، أو مقاصد كما جاء في الفقه الإسلامي.
انظر للاستعمار مثلا، فقدكانت لديه رؤى ومقاصد، بصرف النظر عن طبيعة هذه الرؤى والمقاصد، المهم أنه تأسس علىرؤية للكون، ووضع استراتيجيات سعى إلى تطبيقها.
وبلغة الفقهاء، لدينا قيم معينةولدينا مقاصد، وعلينا أن نحدد طبيعة هذه القيم وأن نتفق عليها من أجل تحقيق تلكالمقاصد، ولا يهم طبيعة الوسائل أوالآليات الكفيلة بتطبيق والدفاع عن هذه القيم،لأن هذه مسألة ثانوية في المعادلة، والمهم هو الاتفاق المجتمعي والإجماع المتناغمبين النخب والشارع على طبيعة هذه القيم من أجل الوصل إلى تلك المقاصد.
وأعطيمثالا حيا مع أزمة القيم عندما تكون موضع خلاف، ويتعلق الأمر بالقيم التي تأسستعليها هيئة الأمم المتحدة التي تعيش على فقدان المصداقية يوما بعد يوم.
لقد قضيتمعظم فترات حياتي مع المنظمات الدولية، وكنت قد نشرت مؤلفا عن الأمم المتحدة في عام 1973، طُبِعَ في لندن ونيويورك استعمل وما زال يُدَرَّس في جل الجامعات الأمريكيةوالإنجليزية، أكدت فيه على أن المقاصد التي تم من خلالها تأسيس الميثاق الأممي كانتمرتبطة بمقاصد الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وهي مقاصد يهودية مسيحية،ومن ضمن الدول الموقعة آنذاك، وهنا يبرز دور القيم، لأنه لا يمكن أبدا الاستمرار فيالمصادقة على مقاصد ثم تبنيها من طرف دول جسدت الأغلبية في فترة من الفترات ولاتمثل الأغلبية اليوم، لأنه لا توجد قيم مسيحية ويهودية في هذا العالم الفسيح، بلهناك القيم الإسلامية والقيم الآسيوية مثل القيم الصين والهندية واليابانية، وغيرهامن القيم طبعا.

بين المنجرة وهنتنغتون
*
أشارت بعض المنابر الإعلاميةالعربية إلى سبق المنجرة في الحديث عن منظومة "صدام الحضارات" أو "حرب حضارية" كماقدم في مؤلف لكم، وذلك قبل صدور مقال ثم كتاب هنتنغتون الشهير، وكانت يومية "الزمن" السويسرية، منبرا غربيا أشار إلى هذا السبق المعرفي إن صح التعبير. ترى ما الذييفصل ما ذهبتم إليه في "الحرب الحضارية الأولى" مقارنة بأطروحة صامويل هنتنغتون حول "صدام الحضارات"؟
ــ على خلاف موقف هنتنغتون، الذي اعترف ضمن مؤلفه هذابأسبقيتي في طرح مفهوم "الحرب الحضارية الأولى"، فإن موقفي هو موقف "وقائي"، أيأننا إذا أردنا تفادي الصدام فلا بد من خلق حوار حضاري بين شمال العالموجنوبه.
لقد أشرت منذ سنين إلى أن نزاعات المستقبل ستكون بالدرجة الأولى نزاعاتثقافية وحضارية، إذا لم نأخذ بعين الاعتبار التطورات والمعرفية القائمة اليوم. تبقىالقضية اليوم، قضية الاتصال الحضاري، والمشكل مع هنتنغتون أنه ينطلق من الخوف منالقيم الإسلامية والكونفوشيوسية، وكلها قيم غير يهودية وغير مسيحية. إن ثلثيالمسؤولية على الأقل على أكتافنا، وعدم الاهتمام بشعوبنا وضمان ظروف العيش الكريملها من حرية وديمقراطية وحقوق إنسانية وأولها ما نسميه المجتمع المدني، والمجتمعالدولي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، لا حضور لها على الإطلاق أمام عجرفةالقوة. إن النصر الآخر سيأتي من الإيمان ومن حسن المقاصد والعمل والجدية، أما "النسر الأمريكي النبيل" فهو بداية الضعف والتدهور. وحين يشعر القوي بالضعف، يحاولبشتى الوسائل التشبث بشيء ما كي يبقى قويا، ونلمس ذلك من خلال سياسات الإدارةالأمريكية في المنطقة العربية.
لقد جاء الغرب بالاستعباد والعبودية لبلداننابالدرجة الأولى قبل ما يسميه البعض "حسنات الاستعمار"، ولنتأمل ما قام به الجنرالالفرنسي ليوطي قبل مجيئه إلى المغرب والجزائر، وما قام به آخرون في الحركةالاستعمارية عن طريق خبراء وعلماء ومستشرقين ممن كانوا يأتون قبل سنة 1912، حيثاستوعبوا أن أي مجتمع إسلامي لا يتعامل مع الإسلام كدين فقط، ولكن الإسلام شموليووسيلة تفكير وعلاقات تواصل وفلسفة حياة، وتوصلوا بالتالي إلى أنه من غير الممكن أنتفككه، بمعنى إما أن تمارسه كله وإما تتركه كله.
وواضح أن مفردات مثل العلمنة أوالعلمانية لا أساس لها في هذا التفكير الشمولي لقوة الإسلام. ولا ننسى أن كرومويلدخل إلى البرلمان الإنجليزي ـ وكان للإنجليز آنذاك مشاكل كبيرة مع مصر ـ وهو يرفعالقرآن قائلا: "مادام أن هذا الكتاب يحترم ويقدس في مصر، فلا مستقبل لنافيها".

اطلبوا العلم ولو في.. اليابان
ــ هناك إجماع لدى المرقبين العربوالمسلمين على أننا نعيش أزمة تكاد تكون حضارية، وتختلف الحلول المقترحة للخروج منهذه الأزمة حسب المرجعية الفكرية والسياسية للمعني بطرح المقترح، فهناك من يتحدث عنضرورة المرور عبر الإصلاح السياسي، وهناك تيار يدعو إلى العودة إلى الدين، وغيرهامن المقترحات.
*
ما الذي تقترحونه تأسيسا على مرجعية الدراسات المستقبلية؟
-
أولا، يجب الإشارة إلى أن عالم المستقبل يشتغل على جيل ونستشرف أوضاع قادمة فيالطريق انطلاقا، ويسعى أيضا إلى الاستفادة من تجارب الحضارات والأمم، ومن هذهالأرضية، وبحكم اشتغالي على النموذج الياباني، التي أحاضر فيها وترجمت مؤلفاتيهناك، أعبر عن تأثري الشديد بهذا النموذج النهضة الحضارية الذي برز للوجود مع ثورةالميجي في عام 1886.
*
ما هي أبرز سمات هذا النموذج؟
ــ تأسس المعادلةاليابانية على ثلاث ركائز: قاموا أولا وقبل أي شيء بمحو الأمية، من 1886 إلى مطلعالقرن العشرين. وإذا تأملنا نسب الأمية في الدول العربية، يتبين لنا أنه يستحيلالحديث عن النهضة والتنمية والتقدم، أو عن تطبيق حلول جاهزة وآنية، ونسبة الأمية فيبلد كالمغرب مثلا تقارب 55 في المائة.
ليس هذا وحسب، فإلي جانب الأمية الأبجدية،هناك أيضا الأمية الوظيفية، ويحدث هذا في أمة "اقرأ باسم ربك الذي خلق".
أماالركيزة الثانية، فتجسدت في الحفاظ وتطوير اللغة الأم، ولكن مع تبني برنامج علميضخم يقوم على الترجمة. ولا بد هنا من التأكيد على دور اللغة الأم في أي مشروع حضاريلأي أمة. وقد سبق لي، عندما كنت مسؤولا في منظمة اليونسكو في باريس أن طالبتبالدفاع والحفاظ على اللغات الإفريقية من الاندثار، وتبنيت مجموعة من المبادرات،ولو أنها تسببت لي في عداء من التيار الفرنكفوني.
وأقول إن المسألة هنا لا علاقةلها بحسابات سياسية أو دبلوماسية، وإنما هي قضية نفسية وتربوية، ويؤكد عليها علماءالنفس واللسانيات.
وفي الأخير، هناك ركيزة ثالثة، تقوم على تشجيع البحث العلمي،وعلينا أن نتذكر بأن قوة إسرائيل اليوم تأتي من إمكاناتها التكنولوجية وفي التعاونالعالمي، وليست مرتبطة بعبقرية يهودية.
على أن تشجيع البحث العلمي، يتطلب إرادةسياسية واحتراما لكينونة الإنسان العربي، وعندما أتحدث عن تشجيع البحث العلمي، فلاأتحدث عن شعارات انتخابية أو موجهة للاستهلاك السياسي الظرفي، وإنما أتحدث، كماأشرت من قبل، إلى امتلاك رؤية واضحة ووضع استراتيجيات بعيدة المدى، تولي الاهتمامالأكبر لأهمية البحث العلمي، بعد محو الأمية وتدشين مشاريع كبرى في الترجمة. وشخصيا، لا أتردد في وصف هذه الثلاثية المؤسسة لدى اليابانيين بـ"الثلاثيةالمقدسة"، لأنها تقف وراء ما وصلت إليه اليابان اليوم.
هناك علاقة عضوية بينتطوير اللغة الأم وتشجيع البحث العلمي، كما جسدتها التجربة اليابانية، ولا توجد أيدولة في العالم انطلقت في المجال التكنولوجي دون الاعتماد على اللغة الأم، وهذايحصل حتى مع إسرائيل، والصين، والهند، بعد أن حصل مع اليابان. ثم إن الجميع يتحدثبالمعيار، فعدد الوثائق المتوافرة في شبكة الإنترنيت باللغة الإنجليزية، أكبربكثير، بل لا مجال لأن يقارن بالنسبة الضعيفة لعدد الوثائق الفرنسية، كما أن أكثرمن 90 في المائة من خبراء الأبحاث الفرنسية في "المركز الوطني للأبحاث الاجتماعية" الشهير، يشتغلون وينشرون باللغة الإنجليزية.

العرب ومأزق السيناريوهاتالثلاثة
*
تأسيسا على الأبحاث المستقبلية، كيف تقيمون الأوضاع العربية خلالالعقود القديمة، انطلاقا من إكراهات الساحة اليوم؟
ــ إن أبرز ما في علمالمستقبليات، هو إذكاء روح الأمل على المدى المستقبلي بالرغم من نتائج الحاضرالمتشائمة، فالتغييرات ستعاين بعد خمسين أو ستين سنة وهذا العمر في الحضارةالإنسانية لا يساوي شيئا، والتطور لا يأتي بالقنابل والحروب، بل بالشفافية وتكاثفالجهود. أما الحديث عن ضغوط عالمية، ونظام عالمي جديد، وقوة أمريكية وغير ذلك، فهوتعبير عن خوف، يمثل نقطة ضعف، تستغلها هذه القوى الأجنبية.
والمهم في نقطةالضغوط الغربية هو استغلالها من أجل الترويج لتأثير هذه القوى الدولية في المصالحالمحلية، وخاصة الخوف في حال عدم الاستجابة لهذه الضغوط، من عدم حماية هذه القوىالغربية للأنظمة من سخط الشعوب، وهنا يتم فتح باب جديد للاستعمار.
نحن بتفكيكمعطيات الحاضر من أجل استشراف آفاق المستقبل، ولو حصرنا النقاش في الحالة المغربية،نجد أنه بعد خمسين سنة من الاستقلال، لم نحقق أهم الأهداف التي رسمت مباشرة بعدتحقيق الاستقلال، بالرغم من المنجزات الميدانية التي أنجزت على أرض الواقع، ونجدأيضا أن نسبة الفقر في تصاعد، ومن الضروري جدا التوقف عند نسب الفقر في دراسةمستقبلية. فقد كان الفرق بين الأغنياء والفقراء مباشرة بعد خروج المستعمر لا يتجاوزنسبة الواحد إلى ستة أو سبعة، أما الفجوة اليوم، فتقارب نسبة الواحد إلى مائة. وأعتقد أن الحكومة المغربية الحالية، عليها أن تخجل من نفسها عندما تعتقد أنها تمثلالشارع أو الرأي العام المغربي، وهي لم تأت سوى بتصويت 20 في المائة فقط منالناخبين.
أما المأزق الأخطر، ونحن نتحدث عن طرد المستعمر في المغرب وفي دولالمغرب العربي، فهو أن المغرب في الفترة ما بين 1956 و1960 كان حرا وأكثر استقلاليةمن اليوم، والسبب أنه أصبحنا الآن مقيدين أكثر بالاتفاقات مع بعض الدول العظمىكالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وحتى مع إسبانيا في الآونة الأخيرة.
*
أنتمتهم من طرف بعض النقاد المغاربة بأنك تروج لآراء نقدية متشائمة، فهل يصح الأمر علىالوضع العربي الراهن؟
ــ لست متشائما، ولا أسعى لأن أكون كذلك، وإنما أتحدث بلغةالأرقام ومعطيات الواقع التي لا يمكن أن نصرف النظر عنها أو نتجاهلها، وغالبا ماأستعير مقولة لأنطونيو غرامشي، مفادها أنه علينا أن نتسلح بعقلانية التشاؤم وتفاؤلالإرادة من أجل مواجهة تحديات الواقع، ولو كنت متشائما لما تحدثت عن التفاؤلأصلا.
بالنسبة لمستقبل الأوضاع في المنطقة العربية، فيمكن أن نختزله في تقاطعثلاثة سيناريوهات:
ـ يقوم السيناريو على إبقاء الوضع عما هو عليه، وهذا احتمالضعيف، لأن دوام الحال من المحال، كما جاء في الأثر العربي، أو كما قالت أم كلثوم،لأن "للصبر حدودا".
أما السيناريو الثاني، فيقوم على القيام بإصلاح تدريجي،ويتطلب تأملا لأوضاع الساعة غير السوية، وبالعودة إلى النموذج الياباني، فإن هذاالسيناريو يتطلب شن حرب على الأمية، وتشجيع البحث العلمي وتبني برامج علمية ضخمة فيالترجمة.. إلخ.
وأعتقد أن هذا السيناريو هو الأمل الحقيقي للأنظمة العربيةوالشعوب على حد سواء.
وأخيرا، هناك السيناريو الثالث، وهو سيناريو الفوضىوالانفلات الأمني، وهو سيناريو تشاؤمي طبعا، وحفظنا الله من هذا السيناريو، ولكن،الطبيعة لا تقبل الفراغ وعلى النظم العربية أن تبدع في تبني الخيار أو السيناريوالثاني خدمة لمصالح الأوطان العربية
البروفيسور وعالم المستقبليات المهدي المنجرة لـ «المجلة»
الرباط: منتصر حمادة
11/10/2007










آخر مواضيعي

0 نصائح مهمة من أجل دوام الصحة بمشيئة الله
0 مغاربة إسبانيا والأزمة...
0 المذكرة وزارة التربية الوطنية (رقم 73): "دعم مدرسة النجاح"، أم التهرب من تحمل مسؤولية
0 الحداثة الغربية تفرض علينا نموذجها باسم العولمة وتسلب منا حق التفكير والاختيار
0 الرجال اكثر عرضة للاصابة بالسرطان من النساء
0 المتعلمون والارتقاء بتكوينهم وتعلمهم‏
0 متابعة الدراسة
0 رخصــــــــة الولادة
0 اللجان الإدارية الثنائية المتساوية الأعضاء
0 مجـــــــــــــــالس المــــــــــؤسسة


صخرة سيزيف
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية صخرة سيزيف

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 1,153

صخرة سيزيف غير متواجد حالياً

نشاط [ صخرة سيزيف ]
معدل تقييم المستوى: 306
افتراضي
قديم 17-06-2009, 16:01 المشاركة 2   

شكرا لنقلك لهذا الموضوع القيم.
"على أن تشجيع البحث العلمي، يتطلب إرادةسياسية واحتراما لكينونة الإنسان العربي، وعندما أتحدث عن تشجيع البحث العلمي، فلاأتحدث عن شعارات انتخابية أو موجهة للاستهلاك السياسي الظرفي، وإنما أتحدث، كماأشرت من قبل، إلى امتلاك رؤية واضحة ووضع استراتيجيات بعيدة المدى، تولي الاهتمام الأكبر لأهمية البحث العلمي، بعد محو الأمية وتدشين مشاريع كبرى في الترجمة. وشخصيا، لا أتردد في وصف هذه الثلاثية المؤسسة لدى اليابانيين بـ"الثلاثيةالمقدسة"، لأنها تقف وراء ما وصلت إليه اليابان اليوم."
المنجرة

ان الله مع الصابرين
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنا, التفكير, الحداثة, العربية, العولمة, باسم, تفرض, علينا, نموذجها, والاختيار, وتصلب

« اعتماد مدينة أرفود عمالة جديدة بإقليم الراشيدية | تحذير..الإفراط في استخدام الكومبيوتر المحمول يهدد خصوبة الرجال »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثقافة العربية في عصر العولمة كريم العلمي كتب إلكترونية 3 01-07-2009 01:20
النعليم في زمان العولمة الغربية arrrabisque دفتر المواضيع التربوية العامة 0 15-03-2009 17:59
اللغة العربية … و العولمة أشرف كانسي اللغة العربية 0 13-03-2009 12:57
امتهان كرامة المرأة باسم الحداثة أبو مريم67 دفاتر التربية الصحيحة 2 26-09-2008 16:49
كلمات تستحق التفكير والوقوف عندها الفوقى المسابقات والألغاز 7 26-02-2008 14:45


الساعة الآن 16:08


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة