اقدم للأخوة الدفاتريين ، استجوابا اجري معي حول مسيرتي المتواضعة في مجال الفيلم وخاصة التربوي منه. املا في ان يتحدوا الصعاب ، ويتوكلوا على الله من أجل خوض مغامرة انجاز افلام تربوية. النص الكامل للحوار
(
قمت بنشر الحوار عوض الروابط التي لا تعمل احيانا)
12-31-2008, 06:16 PM
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: fes/moroco
المشاركات: 77
حوار مع المخرج السينمائي المغربي بوشتىالمشروح
الكاميرا التربوية ، شجيرة صغيرة لاتزال في حاجة إلى الرعاية والعناية، ومن اجل ان تنمو وتكبر، لابد أن توفر لهاالاجهزة الحكومية المعنية ، السبل والوسائل الكفيلة بتحقيق التقدم ، ونوفر لهاكممارسين تربة خصبة ومناخ سليم ، حتى تستطيع هذه الكاميرا أن تنمو وتحل مكانالسبورة ، وتصبح الصورة التربوية ، وسيلة حقيقية لنقل مفاهيم المعرفة وترسيخ قيمالمواطنة.
ويمكن التأكيد أن مستقبل السينما بالمغرب ، بات مرتبطا بمدىتطور الكاميرا التربوية، وتطورها مرهون بجدية التكوين والتعاطي الايجابي رسميا معأهداف السينما التربوية. ونعتقد أن هذا ما تسعى إليه الأكاديمية الجهوية للتربيةوالتكوين بفاس مشكورة الآن وهنا .
إلى ذلك ، يستعد هذه الأيام المخرج السينمائي بوشتى المشروحلتصوير عمل سينمائي تربوي إبداعي جديد سيشارك به ضمن الدورة الثامنة للمهرجانالوطني للفيلم التربوي الذي تنظمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاسبولمان أواسط ابريل 2009 ... لذلك ، نسقنا معه ، واقترحنا عليه الأسئلة التالية:
1.كيف كانت بدايات الاهتمام بالفيلم التربوي؟
بوشتى المشروح : بخصوص بدايات اهتماماتي بالإنتاجالتربوي عامة والفيلم التربوي على نحو خاص فكانت متعددة ، لكن أهمها مواظبتي حضورمختلف الندوات أو اللقاءات التربوية التي كانت تقام هنا او هناك ، وفي فترات لاحقة، تاطير ورشات في المسرح المدرسي بنيابة الحسيمة، لكن منذ الصغر واهتمامي يتزايدبالتصوير الفوتوغرافي بحكم أن أخي الأكبر مصور صحفي محترف. ولم اكتف الشغف بالصورةفقط ، بل تزايدت الاهتمامات للمجال السمعي البصري من خلال الأفلام التربوية القليلةجدا التي كانت تتاح لنا مشاهدتها ، وفي احد الأيام وبمقر العمل في أعالي جبال الريف، قرأت إعلانا لمسابقة في إنتاج الأفلام التربوية ينظمها مركز تكوين المعلمينبالبيضاء. فكرت في المشاركة، لكن انعدام التكوين في المجال ، وكذا انعدام وسائلالتصوير ، جعلاني أحجم عن المشاركة ، و لتتأجل إلى سنة 2006 حينما قرأت على بعضالإخوان إعلانا عن تنظيم ملتقى وطني للفيلم التربوي بفاس وان المسابقة مفتوحة فيوجه الأكاديميات ( فيلم لكل أكاديمية). ويومها كنا نعيش طقسا سيئا (الرياح، الأمطار، تهاطل الثلوج، انخفاض درجة الحرارة إلى مادون الصفر) مما جعل البعض يسخر منالتفكير في المشاركة في مثل هذه الظروف . لكن تحدينا كل المثبطات وأنجزنا فيلماتربويا كان يحمل عنوانا للمسيرة التي اخترناها في هذا المجال: خطوة نحو الألفميل.
2.حدثنا عن أول مشاركة لكم ضمن المحطات السينمائيةداخل الوطن
بوشتى المشروح : أول مشاركة ضمن المحطات السينمائية ، كانت فيالملتقى الوطني الخامس للفيلم التربوي بفاس الذي تنظمه سنويا أكاديمية فاس بولمانبشراكة مع جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح. وكانت المشاركة تحمل عنوان تجربتنا : "خطوة نحو الألف ميل "، واتفقنا أن نجعل هدف مشاركتنا في الملتقى هو التكوين . خصوصا وان مراحل انجاز فيلمنا ، هي صعوبات متعددة تصلح لسيناريو أتمنى أن أصورهمستقبلا. كان كل اهتماماتي منصبة حول الاستفادة من الملتقى بأكبر قدر ممكن. فاستفدتمن الورشات التكوينية ، ونال الفيلم استحسان المهتمين وتشجيعاتهم خصوصا من السادة : عبد السلام الموساوي ، ومحمد فراح العوان، ورشيدة الونجلي و جمال الفريشة وفؤادجسوس و محمد البلهيسي. وتوجهت للسادة النقاد : احمد السيجلماسي ، وعبد الإلهالجوهري و مبارك حسني،حسان احجيج.. الذين اجمعوا على استحسان الفكرة وطريقةالمعالجة ، لكن نقطة الفيلم السوداء هي : الضعف التقني لأنه مصور ب Mini Dv، وكذا بعض الأخطاء في الإخراج التي لم تكن متناسبة مع التعليق. وسجلتكذلك تقرير لجنة التحكيم ،
فاشتغلنا على تصحيح الأخطاء ومواصلة التجربة كنادي سينمائيمتكون من 05 أفراد في إعدادية أساكن بالحسيمة (التي تقع في سفح أعلى قمة بالريف: تدغين)
3.ماهو أول تتويج لكم وما هي الأعمال التي أنتجتموهاعلى امتداد التجربة..
بوشتى المشروح : بعد المشاركة فيالملتقى الخامس اعددنا كناد سينمائي العدة من اجل مشاركة مشرفة في الملتقى السادس ،كما ازدادت ثقتنا في إمكانياتنا ، وانظم 09 أفراد إلى النادي ، وتم العمل على خلقنواد سينمائية بالمدارس القريبة للمؤسسة.
كما كان لجمعية تاركة التييرأسها الأستاذ محمد الطوزي دورا كبيرا في ربط تجربتنا بالخبرات المهنية المحترفة. حيث نجحت الجمعية من خلال رئيسها و كاتبها العام السيد عبد السلام دحمان وكذا السيدمحمد المهدي، من ربط الاتصال بالمدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس التي تتوفر على مركزللانتاجات السمعية البصرية ، فكان لقائنا بالمخرج محمد البقيجر وهو من خرجي المعهدالوطني السمعي البصري بباريس و الذي يعمل مند سنة 1983 في كتابة و إخراج الا فلا مالوثائقية، واشتغلنا رفقة طاقم تقني مجهز بوسائل عمل احترافية وب كاميرا مننوعCAMBeta و وحدة للتوضيب الرقميمن نوعAvid Exp Pro . وتم انجاز فيلم الأمل الباسم الذي يعالج الصراع بين العلموالخرافة في قالب تربوي كوميدي . و قد نال الفيلم جائزة أحسن إخراج . وإعجاب كل منشاهده وأخص بالذكر لجنة التحكيم وبعض النقاد ، الذين شجعوني على الاستمرار فيالتجربة. فكان إنتاج فيلم نور في سنة 2008 والذي شارك فيه طاقم مكون من 26 فردايؤطرهم المخرج محمد البقيجر .
4.كيف تقيمون تجربة الفيلم التربوي المرتبطبالأكاديمية فاس بولمان
بوشتى المشروح : تجربة الفيلم التربوي مهمةوجاءت لتملأ الفراغ الذي تعانيه الساحة التربوية والإعلامية في مجال الصورةالتربوية . كما انه وسيلة لبناء مدرسة الاحترام و نشر ثقافة وقيم المواطنة وتكريسالسلوك المدني داخل الفضاء المدرسي والتربوي، كما انه فرصة لأفراد الأسرة التعليميةالمهتمين بمجال الصورة، للاطلاع على المبادئ الأولية في المجال السمعي البصري. ومناسبة لتبادل التجارب والتعرف على مهتمين جدد من جميع أنحاء المملكة. ولابد منالإشارة إلى النجاحات التي حققتها تجربة الفيلم التربوي في المجال التنظيمي حيثتحول من ملتقى إلى مهرجان ، وجلب داعمين جدد. إلا أن العمل يجب ان ينصب على تحقيقمزيد من الاهتمام والدعم من طرف وزارة التربية الوطنية وقناة الرابعة والمركزالسينمائي. حتى لا تبقى الانتاجات الفيلمية حبيسة رفوف المكتبة. ومما لاشك فيه انالمنظمين يبذلون قصارى جهودهم من اجل تصحيح المسار ، والاهتمام بكل الملاحظات. ويكمن سر النجاح في مقولة مدير المهرجان سي عبد السلام الموساوي: ** المهرجان أصبحملكا للجميع وعلى الجميع المساهمة في إنجاحه**
5.ماحصيلة تجربتكم ضمنها
بوشتىالمشروح :بداية أقول أن تجربتي متواضعة في ميدان الصورة فلازلت اشق الطريق الطويل . لكن أقول أن الحصيلة ايجابية فمشاركتي في دورات الفيلم التربوي منذ ان أصبح وطنيا( منذ 2006) جعلتني انمي مكتسباتي في هذا المجال سواء من خلال مواكبة الحدث او منخلال التعرف على نقاد ومخرجين وممثلين محترفين. ولما كان المهرجان يبيح للمشاركينإمكانية الاستعانة بالخبرات المهنية ، فقد قادتني الأقدار إلى التعرف على سينمائيينمحترفين يشتغلون في الظل تبنوا تجربتي المتواضعة والفتية وعملوا على الاعتناء بهالتكبر وتنمو وأخص بالذكر أستاذي الذي علمني أبجديات تقنيات هذا المجال انه المخرج: محمد البقيجر ، الذي راكم في فيلموغرافيته أكثر من 30 فيلما اغلبها في المجالالوثائقي الموجه للمنظمات العالمية كاليونيسكو ومنظمة التغذية العالميةوالوكالة الأمريكية للتنميةوالمنظمات الغير الحكومية والا تحادالاروبي...
بالإضافة إلى الموضب : مصطفى الورادي الذي قام بمونتاج اغلبافلام السي محمد البقيجر. لذلك اعتبر ان دورات الفيلم التربوي جعلت ما كان مستحيلافي بعض الاوقات( انجاز فيلم في ظروف قاسية) ممكنا حاليا .
6.ماطبيعة العمل الذي ستشاركونبه
بوشتى المشروح :تطلب مني العمل الذي سأشارك به هذه المرةمجهودات مضاعفة، والسبب هو النجاحات التي حققها فيلم نور، حيث فاز بجائزة أحسنإخراج في المهرجان السابع للفيلم التربوي ، ورشح للتنويه في مهرجان سبو الاحترافي. ونال تنويها في المهرجان العربي للأفلام القصيرة بافران وفي الدورة الثانية لمبدعيالأفلام بجنان الورد وختم نجاحاته بحصوله على الجائزة الكبرى في مهرجان مبدعيالأفلام القصيرة بالناضور. إذن فالتراجع في المستوى أصبح غير ممكنا ، لذلك عملت علىكتابة سيناريو ، يعالج التهديدات البيئية التي تحيط بنا ، وخصوصا في العالم القروي. وضرورة توفير امن بيئي للجميع.
7.أين سيتم التصوير
بوشتى المشروح :السيناريو يتضمن مشاهد متعددة في أماكن متعددة، فهناك مشاهد ستصور في عين الزرقاءبالراشيدية، حيث تتوفر المنطقة على طقس مشمس وبحيرة دافئة مناسبة لاخد لقطات تحتالماء. كما ان المنطقة بها كثبان رملية مناسبة لتصوير بعض المشاهد. أما المكانالثاني فهو نواحي افران المتميزة بمناظرها الثلجية. في حين ان اكثر من %60 من المشاهد ستصور بعين البيضاء بمنطقة رأس الماء نواحيفاس.
8.من هو الطاقم ورقة تقنية عنالفيلم
بوشتى المشروح :لقد اقتنع الحاج إسماعيل صاحب شركة انتاج Nour-Art)استبدلت اسمهامؤخراباسم فيلمنا نور ( المتواجدة بمكناس ، بسيناريو الفيلم وجعل طاقمه التقني وجميعالتجهيزات رهن إشارتنا مجانا. هكذا سيشارك في التصوير والتقاط الصوت ما يزيد عنأربعة أفراد ، بالإضافة الى حلاق و واضع المكياج، دون نسيان طلبة متدربين طلبواالمشاركة. في حين ان المونتاج سيكون للسيد مصطفى الورادي. أما الممثلون ، فهمبالإضافة إلى بعض ممثلي فيلم نور : صلاح المشروح ،و فاطمة مجاهد، و امال الزايري. ستكون مشاركة لبعض الفنانين المحترفين الشباب بمدينة فاس وهم : خالد الزويشي و عبدالعالي فهيم ومحمد طوير الجنة و حميد الملاغة . كما ان الموسيقى التصويرية ستكون منابداع أستاذة الموسيقى : الحسنية الحاضي والفنان : عثمان بيقشة. وبعد أن كنت مشرفاعاما و مساعدا للمخرج محمد البقيجر في الأفلام السابقة، فقد إصر أستاذي على ضرورةإخراجي للفيلم ، و ان يتكلف بالتاطير الفني والتقني والإشراف العام .
9.كيف تنظرون إلى واقع الكاميرا التربويةالآن؟
بوشتى المشروح :الكاميرا التربوية ، شجيرة صغيرة لاتزال فيحاجة إلى الرعاية والعناية، ومن اجل ان تنمو وتكبر،
لابد أن نوفر لهاتربة خصبة ومناخ سليم ، حتى تستطيع أن تنمو وتحل مكان السبورة ، وتصبح الصورةالتربوية ، وسيلة حقيقية لنقل مفاهيم المعرفة وترسيخ قيم المواطنة.
ويمكنالقول أن مستقبل السينما ، مرتبط بمدى تطور الكاميرا التربوية، وتطورها مرهون بجديةالتكوين والتعاطي الايجابي مع أهداف السينما التربوية..
اجرى الحوار عزيز باكوش